إسقاط المقاتلة الروسية يلقي بتبعاته على الاقتصادين التركي والروسي

إسقاط المقاتلة الروسية يلقي بتبعاته على الاقتصادين التركي والروسي

565446f3c461884b118b45e4
ردة فعل اقتصادية رافقت تلك السياسية تلت الأنباء حول إسقاط المقاتلات التركية لطائرة عسكرية روسية في حادث عند الحدود، اليوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني /نوفمبر.
إذ تكبدت الأسواق التركية خسائر وتراجعت الليرة 1% كذلك خسر الروبل الروسي 0.2 % أمام الدولار ، حيث يواجه الروبل أصلا حالة من الضعف .
بالإضافة الى ذلك انخفضت البورصتان التركية بنسبة 1.4% وكذلك الروسية 4% في أعقاب الحادث.
ولم يقتصر هذا التراجع على الدول المعنية بالحادث فحسب بل طال الاسواق الأوروبية، لكون تركيا إحدى دول أعضاء حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ويضيف تراجع الليرة التركية اليوم عبئا جديدا يضاف الى خسارة العملة التركية 19 في المائة من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام لتصبح واحدة من بين العملات الأسوأ أداء في الأسواق النامية، كما خسرت الأسهم في بورصة اسطنبول 1.4 في المائة من قيمتها.
وبحسب بيانات اقتصادية تراجعت معظم مؤشرات الأسهم في الأسواق العالمية، وارتفع الطلب على السندات الحكومية والين الياباني والذهب التي تعد ملاذًا آمنًا للمستثمرين.
وعلقت ليزا إيرمولينكو، أخصائية شؤون الاقتصاد بالأسواق النامية في تصريح لشبكة CNN الاميركية، على هذه التطورات: “الحادثة بالتأكيد بالغة الأهمية وقد تفاعلت معها الأسواق والليرة التركية والروبل الروسي، ونتج عن ذلك خسائر في بورصات البلدين”.
وتابعت إيرمولينكو بالقول: “هناك بالتأكيد فرصة لحصول تداعيات سياسية أكبر بين البلدين مع إمكانية تصاعد التوتر بسرعة. الأمر كله يعتمد على السلوك السياسي الذي سيقرره القادة” وفق قولها.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن المستثمرين يعزفون عن المخاطرة بعد صدور أنباء عن إسقاط طائرة حربية “سوخوي -24” تابعة لمجموعة المقاتلات الروسية في سوريا، ورجحت وزارة الدفاع الروسية أن السبب يعود لاستهدافها بمضادات أرضية.
واشارت الى ارتفاع أسعار النفط بعد الاعلان عن الحادث حيث سجلت العقود الآجلة للنفط الخام، خلال التعاملات الإلكترونية بسوق نيويورك اليوم الثلاثاء ارتفاع بنسبة 1.68% لتسجل 42.45 دولارا للبرميل.
كذلك ارتفع سعر برميل خام برنت تسليم كانون الثاني/يناير بنسبة 1.16%، ليصل إلى نحو 45.35 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 9:38 بتوقيت جرينتش.
تركيا التي تعتمد على السياحة كمورد مهم لإيراداتها قد تواجه تراجعا بعد اعلان لاتحاد السياحة الروسي يوصي الشركات الروسية بوقف بيع الرحلات السياحية لتركيا عقب حادث الطائرة الروسية .
ويدر قطاع السياحة على الاقتصاد التركي بحسب الأرقام الصادرة عن هيئة الاحصاء التركيةعلى البلاد مليارات الدولارات. وبلغت العائدات السياحية في الربع الأول من العام 2015م نحو 4.9 مليار دولار، وذلك حسب الأرقام الصادرة عن هيئة الاحصاء التركية.
انعكاسات اقتصادية كثيرة تلت إسقاط الطائرة الحربية الروسية حيث تلا ذلك تراجعا في قيمة العملة والاسواق التركية والعالمية وهو ما يفرض تساؤلات حول مدى استمرار هذه الارتدادات على مستقبل العلاقات التركية الروسية و مستقبل الاقتصاد التركي حيث تعد روسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا، ولا سيما في مجال الطاقة ، كلها تساؤلات قد نحصل على الاجابة عليها خلال الايام وربما الساعات القليلة المقبلة .

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية