تل أبيب – اتهمت إسرائيل الأربعاء إيران بالمسؤولية عن مهاجمة ناقلة نفط مملوكة لشركة يساهم فيها رجل أعمال إسرائيلي، قبالة شواطئ سلطنة عمان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “باستخدام مسيّرة مسلحة وقع مساء الثلاثاء”، دون المزيد من التفاصيل عن الأضرار.
ونقلت عن مسؤول أمني كبير لم تسمه قوله إن “إيران وراء الهجوم، وهي محاولة إيرانية للتدخل في مونديال قطر (بين العشرين من نوفمبر، والثامن عشر من ديسمبر المقبل)”.
وأضاف المسؤول الأمني أن “ناقلة النفط التي تعرضت للهجوم مملوكة لشركة من سنغافورة، ولرجل الأعمال الإسرائيلي عيدان عوفر ملكية ثانوية وغير مباشرة فيها بنسب منخفضة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد المسؤول الدفاعي في الشرق الأوسط، لوكالة أسوشيتد برس، مشترطا التكتم على هويته لأنه غير مخول بمناقشة الهجوم علنا، أنّ الهجوم وقع مساء الثلاثاء قبالة سواحل عمان بطائرة مسيّرة تحمل قنابل.
كما أوضح أن السفينة تحمل علم ليبيريا، وباسم “باسيفيك زيركون”، مضيفا أن شركة “إيسترن باسيفيك شيبينغ” ومقرها في سنغافورة تشغلها، فيما تعود ملكية الشركة المذكورة إلى الثري الإسرائيلي إدان عوفر.
وأكد متحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس تيموثي هوكينز الموجود في المنطقة أنه على علم بالحادث.
وكذلك أكدت منظمة التجارة البحرية البريطانية، وهي منظمة عسكرية بريطانية تراقب أنشطة الشحن في المنطقة، وقوع الهجوم، مضيفة أن التحقيقات جارية حاليا لمعرفة التفاصيل.
وقالت شركة “إيسترن باسيفيك شيبينغ” إن السفينة “باسيفيك زيركون” أصيبت “بمقذوف على بعد 150 ميلا تقريبا قبالة ساحل عمان”، مضيفة “نحن على اتصال بالسفينة ولا توجد تقارير عن إصابات أو تلوث”.
يقع بحر عُمان بين إيران والسلطنة، عند مخرج مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يعّد نقطة عبور عالمية لجزء كبير من النفط، وحيث ينشط تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وشكلت حركة النقل عبر المنطقة هدفا لهجمات وعمليات قرصنة تكررت مرارا قبل عقد من الزمن، قبل أن تتراجع وتيرتها إلى حدّ كبير خلال السنوات الماضية، جراء تكثيف الدوريات التي تقودها قوات بحرية من دول عدة.
وأتى هذا الاستهداف بالتزامن مع وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين.
وكانت إيران قد خطفت عدة مرات خلال الأشهر والسنوات الماضية ناقلات نفط تمر عبر البحار في المنطقة، كما استهدفت سابقا سفنا إسرائيلية، من ضمنها سفينة “ميرسر ستريت” في أغسطس من العام الماضي.
فيما كشفت تل أبيب حينها برسالة إلى مجلس الأمن أن القيادي في الحرس الثوري سعيد أرجاني هو المسؤول عن وحدة الطائرات المسيّرة، التي غالبا ما تستهدف الناقلات البحرية وغيرها.
وتمتلك إيران أسطولا من الطائرات المسيّرة، حيث زودت روسيا وإثيوبيا وميليشياتها في المنطقة بمجموعة من المسيّرات، وهو ما جعلها عرضة لعقوبات غربية، خاصة من الاتحاد الأوروبي.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون إيران خلف هذا الهجوم، ردا على مصادرة البحرية الأميركية لشحنة ضخمة من المواد المتفجرة تتمثل في 70 طنا من كلورات الأمونيوم و100 طن من سماد اليوريا الذي قد يستخدم لصنع المتفجرات، كانت طهران تعتزم إيصالها إلى الحوثيين في اليمن.
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
العرب