قطر وكأس العالم 2022 ثروة اقتصادية وفوز لكل الدول العربية

قطر وكأس العالم 2022 ثروة اقتصادية وفوز لكل الدول العربية

الباحثة شذى خليل*

تعد قطر أول دولة عربية تستضيف الحدث الرياضي العالمي الكبير، الذي تمتد فعالياته لمدة 29 يوما، تبدأ في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وستستقبل نحو 1.5 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، لمتابعة المباريات الرياضية، ما سيخلق فرصاً واعدة للقطاعات المختلفة، ومنها العقارات والتجارة والسياحة والطيران والنقل وغيرها.
قطر من حيث الجغرافية، تقع في الشرق الأوسط في غرب آسيا، يحدها السعودية والخليج العربي في موقع إستراتيجي. تغطي قطر 11,437 كيلومتر مربع على شبه جزيرة فتمتد 160 كيلومتر شمالا في الخليج العربي من شبه الجزيرة العربية. العرض بين 55 و 90 كيلومتر وقطر أساسيا مسطحة، أعلى نقطة 103 متر. وهي شبه جزيرة في منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، تتصل براً بالمملكة العربية السعودية وتجاور كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وإيران.

في قطر حقل الشمال، وهو أكبر حقل غاز تحت الماء في العالم، تشترك فيه قطر مع إيران، يحتوي حقل الغاز على ما يقرب من 10٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي المعروفة في العالم، عدد سكان دولة قطر يبلغ حوالي 2.9 مليون نسمة، هذا الرقم يشمل المقيمين في البلد، تنعم قطر بثروة ومزايا هائلة وأكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.
يتمتع المواطنون القطريون بدخل عال معفاة من الضرائب، ووظائف حكومية عالية الأجر، ورعاية صحية مجانية، وتعليم عالي مجاني، ودعم مالي للعروسين، ودعم الإسكان، والإعانات السخية التي تغطي فواتير الخدمات العامة ومزايا التقاعد الفخمة.

الاقتصاد القطري واستضافة كأس العالم.. التكاليف والأرباح.

أنفقت قطر نحو 200 مليار دولار على البنية التحتية ومشاريع تنموية أخرى منذ فوزها باستضافة كأس العالم الذي يستمر خمسة أسابيع، وفقًا لتصريحات رسمية في البلاد، تم إنفاق حوالي 6.5 مليار دولار من ذلك على بناء ثمانية ملاعب للبطولة، بما في ذلك ملعب الجنوب الذي صممته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد.
كما تم إنفاق المليارات لبناء خط مترو ومطار جديد وطرق وبنية تحتية أخرى قبل المباريات، وقالت شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن، إن مبيعات التذاكر تشير إلى أن حوالي 1.5 مليون سائح سيزورون قطر للمشاركة في كأس العالم. وقالت شركة الأبحاث إنه إذا بقي كل زائر لمدة 10 أيام وأنفق 500 دولار في اليوم ، فإن الإنفاق لكل زائر سيصل إلى 5000 دولار. وقد يصل ذلك إلى 7.5 مليار دولار دفعة واحدة للاقتصاد القطري هذا العام. ومع ذلك ، قد يسافر بعض المشجعين لحضور المباريات فقط أثناء إقامتهم في دبي القريبة وأماكن أخرى.
قطر لديها ثالث أكبر احتياطيات غاز طبيعي في العالم وهي واحدة من أكبر منتجي النفط، وتهيمن الصادرات الهيدروكربونية على الاقتصاد القطري، في حين أن الموارد الطبيعية قد ساهمت بشكل كبير في ازدهار قطر، كون قوى السوق التي تهيمن على صادرات الهيدروكربونات تؤدي أيضًا إلى تقلب الإيرادات. وبالتالي ، تهدف الدولة إلى تنمية اقتصادها غير القائم على الطاقة ، مع طموحات لتصبح مركزًا إقليميًا للأعمال والسياحة، وإن استضافة كأس العالم أمر أساسي لتحقيق هذه الطموحات.
بين عامي 2013 & 2018، انخفضت حصة الهيدروكربونات من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر من 55٪ إلى 39٪ ، مما يعكس جزئيًا ارتفاع الإنفاق الرأسمالي العام المرتبط بالتحضيرات لكأس العالم.
بالإضافة إلى تنويع الاقتصاد، تهدف قطر إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بينما تخطط للاستثمار بعد البطولة وهي تسعى جاهدة لتحقيق رؤيتها الوطنية 2030 ، سيتباطأ البناء حتما. في المقابل ، من المتوقع نزوح الوافدين ، كما يعمل في قطاع البناء.
يتوقع على نطاق واسع أن تحقق قطر مكاسب اقتصادية كبيرة، بعدما فازت باستضافة كأس العالم 2022 ليس على مستوى قطر فحسب وإنما الدول الخليجية والمنطقة العربية بأكملها ، أي ان هذا الفوز ليس لقطر بل للعالم العربي أجمع.

وحسب الطرح القطري لاستضافة المونديال، تنوي الحكومة القطرية بعد تخصيص أربعة مليارات دولار لبناء الملاعب على أعلى المستويات حيث سيجري تفكيك المقاعد في المدرجات بعد المونديال وتوزيعها على 22 ملعبا في الدول النامية، وهو ما يمثل إرثا مهما دون أعباء مادية إضافية.
ومن شأن النجاح في استضافة الحدث أن يمثل إضافة كبيرة للشركات المحلية ودخولها في مصاف العالمية من خلال دخولها التحدي لإنجاز المشاريع الكبرى المنتظرة. وذلك سيعمل على تأهيل الكوادر والكفاءات البشرية القطرية.
ومن المتوقع أن يحقق الاقتصاد القطري معدلات مرتفعة خلال السنوات المقبلة تقدر بمعدلات نمو في متوسطها بين 16 إلى 18%.
ومن المنافع أيضا والانعكاس لهذا الفوز تأكيد قطر ان هذا التنظيم لنهائيات كأس العالم لعام 2022 هو مسؤولية كبيرة وهي بقدر هذه المسؤولية والانضباط اتجاه العالم أجمع، والأهم هو رفع اسم دولة عربية في العالم .
بعض الدراسات أكدت أن استضافة قطر للبطولة ستفضي إلى تحقيق نمو في اقتصادات رياضة كرة القدم في المنطقة يبلغ حجمه 14 مليار دولار العام الحالي 2022.
هنا تثبت الدولة العربية الصغيرة بمساحتها والقوية بإراداتها، واقتصادها وعكس قوتها في المجالات وبالأخص الاقتصادية، أن المونديال سيمكن الدوحة من إظهار وجهها المميز والمستويات العالية التي بلغتها على جميع الأصعدة منها التربية والتعليم والصحة والبحوث وغيرها الكثير. ونجاحها في تطوير قدراتها من حيث إنتاج الغاز الطبيعي المسال، والتشديد على مكانتها ضمن الدول الرائدة في تصدير الطاقة إلى جميع القارات، مع استغلال العوائد المادية في تنمية كل المجالات في الدولة ووضعها في الإطار المعمول به في أرقى البلدان.

من المتوقع أن يزور قطر أكثر من مليون، وغيرهم الذين سيتابعون المونديال عبر شاشات التلفزيون، وستعكس البلد المضيف الى المستويات العالية من الاحترافية في استخدام التقنية التكنلوجية ، حيث ركزت على التزود بأحدث الآليات والوسائل، كالمترو الحافلات الكهربائية التي ستسهم في إخراج هذه البطولة بشكل استثنائي، عن طريق التقليل من الانبعاثات الكربونية، زد عليها الضيافة التي عززت في الفترة الأخيرة بالعديد من الفنادق الراقية، والسياحة التي تم الاعتماد في تقويتها على المناظر الطبيعية والمعالم التاريخية، دون نسيان المنتجعات والمدن الذكية والجزر الجميلة التي تم تشييدها خصيصا لتمكين الزوار من خوض تجربة سياحية فريدة من نوعها، دون نسيان الاتصالات التي تعد فيها الدولة من بين الأحسن في آسيا، ناهيك عن البنية التحتية.
وتوقع جهاز التخطيط والإحصاء القطري (حكومي)، في تقريره السنوي، نمو اقتصاد البلاد خلال العام الجاري 2022 بين 1.6% و2.9%، صعودا من نطاق 1.5% – 2.3% في 2021، مدفوعا بتحسن غالبية الأنشطة الاقتصادية.

ختاما مبروك لدولة عربية فخر لنا جميعا وللعالم، ومثلا للنجاح والتنمية والتخطيط الرصين على المستويين الاقتصادي والسياسي.

 

وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية