طهران- كشف فيديو لابنة شقيقة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وصول ثورة النساء على النظام إلى عائلته.
ودعت فريدة مرادخاني ابنة شقيقة خامنئي، وهي ناشطة معروفة في مجال حقوق الإنسان، الحكومات الأجنبية إلى قطع علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات لقمع احتجاجات حاشدة أطلقت شرارتها وفاة شابة وهي قيد احتجاز الشرطة.
وحظي بيان في مقطع مصور لفريدة، وهي مهندسة كان والدها شخصية بارزة في المعارضة وتزوج شقيقة خامنئي، بانتشار واسع على الإنترنت بعد ما ذكرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) عن اعتقالها في 23 نوفمبر الجاري.
◘ توجيهُ أقاربِ سياسيين انتقادات للدولة ليس أمرا جديدا، ففي 2012 صدرت بحق ابنة الرئيس السابق رفسنجاني عقوبة بالسجن
وقالت في الفيديو “أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم بأن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال… هذا النظام ليس وفيا لأي من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة”.
واشتكت مرادخاني من أنّ العقوبات التي فُرضت على النظام بسبب حملته القمعية كانت “مثيرة للضحك”، معتبرة أنّ الإيرانيين تُركوا “بمفردهم” في كفاحهم من أجل الحرية.
وقالت هرانا إن 450 محتجا قتلوا حتى السادس والعشرين من نوفمبر خلال اضطرابات عمّت مختلف أنحاء البلاد، وهي مستمرة منذ أكثر من شهرين، من بينهم 63 قاصرا. وأضافت أن 60 فردا من قوات الأمن قتلوا واعتقلت السلطات 18173 محتجا.
وتشكل الاحتجاجات، التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق بدعوى ارتدائها “ملابس غير لائقة”، أحد أكبر التحديات التي تواجهها المؤسسة الدينية الحاكمة في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ونقل موقع انتخاب الإلكتروني عن جلال محمود زاده، عضو البرلمان من مدينة مهاباد ذات الأغلبية الكردية، قوله الأحد أثناء نقاش في البرلمان “إن ما يصل إلى 105 أشخاص قُتلوا في المناطق التي يقطنها أكراد خلال الاحتجاجات”.
وبحسب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اعتُقل حوالي 14 ألف شخص على خلفية الاحتجاجات.
وفي تحد لشرعية الجمهورية الإسلامية أحرق محتجون من شتى الأطياف صورا لخامنئي وطالبوا بسقوط الحكم الديني الشيعي للبلاد.
ونشر محمود مرادخاني، شقيق فريدة المقيم في فرنسا، الفيديو على يوتيوب الجمعة. ويعرّف محمود نفسه على حسابه في تويتر بأنه “معارض للجمهورية الإسلامية”. وأعاد نشطاء إيرانيون بارزون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان نشر الفيديو.
وفي 23 نوفمبر ذكر محمود أن شقيقته اعتقلت لدى تنفيذها لأمر قضائي بالمثول أمام مكتب الادعاء في طهران. وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد اعتقلت فريدة هذا العام ثم أفرجت عنها بكفالة.
وقالت هرانا إنها في سجن إيفين في طهران. وأضافت أن فريدة واجهت من قبل عقوبة السجن 15 عاما بسبب اتهامات (لم تحددها).
ووالدها علي مرادخاني رجل دين شيعي كان متزوجا من شقيقة خامنئي وتوفي مؤخرا في طهران بعد أن قضى أعواما في عزلة بسبب موقفه المعارض للجمهورية الإسلامية، وفقا لما ذكره موقعه الإلكتروني على الإنترنت.
وقالت فريدة في مقطع الفيديو “حان الوقت الآن لكل الدول الحرة والديمقراطية أن تستدعي ممثليها من إيران كبادرة رمزية وأن تطرد ممثلي هذا النظام الوحشي من أراضيها”.
ويوم الخميس أيد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بهامش كبير فتح تحقيق مستقل في قمع إيران للاحتجاجات.
وتوجيه أقارب مسؤولين كبار انتقادات للجمهورية الإسلامية ليس أمرا جديدا؛ ففي 2012 صدرت بحق فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس السابق الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، عقوبة بالسجن لإدانتها بتهمة “الدعاية المناهضة للدولة”.
العرب