بغداد – أثار إسهاب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الحديث عن إنجازات حكومته خلال مشاركته في “قمة من أجل الديمقراطية” رعتها الإدارة الأميركية، تهكم العراقيين الذين قالوا إن لم يلمسوا أي أثر حقيقي لهذه الإنجازات.
ورأى نشطاء عراقيون أن الإنجاز الوحيد البارز لحكومة السوداني هو إعادة طرح قانون “سانت ليغو” سيء الذكر الذي صادق عليه مجلس النواب مؤخرا، والذي يكرس سطوة القوى المتنفذة على السلطة التشريعية، وذلك على حساب القوى المدنية والناشئة.
الإنجاز الوحيد البارز لحكومة السوداني هو إعادة طرح قانون “سانت ليغو” سيء الذكر الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا
وتساءل النشطاء عن أي تجربة ديمقراطية يتحدث السوداني في ظل حكم الميليشيات المسلحة، وفي غياب قضاء عادل، واستهداف لأي نفس معارض، مطالبين رئيس الوزراء بالإيفاء بوعوده لجهة محاسبة قتلة النشطاء المدنيين.
وشارك رئيس الوزراء العراقي الأربعاء عبر دائرة تلفزيونية في مؤتمر “قمّة من أجل الديمقراطية” الذي عُقد افتراضيا عبر شبكة الإنترنت.
وجاءت مشاركة السوداني بناء على دعوة رسمية من الرئيس الأميركي جو بايدن، وشارك فيها زعماء وقادة وممثلو 115 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وتحدث السوداني في كلمته عن “التجربة الديمقراطية في العراق”، و”إصرار الشعب العراقي على مواجهة كل التحديات التي تعترض هذه المسيرة”. وقال “في العراق تجارب طويلة من النضالات التي قدم فيها شعبنا التضحيات في سبيل أن ينال حريته، بعدما عزلته الدكتاتورية طوال سنواتٍ خلف قضبان القهر والقمع”.
وأضاف أن حكومته وضعت “منذ التصويت عليها قبل أشهر أولويات عديدة، لعل في مقدمتها قضية ترسيخ الديمقراطية في الحياة السياسية والاجتماعية، كما لم تؤثر الخلافات السياسية على الحكومة في تقديمها الرعاية لجميع العراقيين”.
وقال السوداني إن “الدستور يؤكد على التعددية، وهو السقفُ الذي نجتمعُ تحته ونحتكم إليه، وهذا يمثل أساس العمل الديمقراطي في الدول التي تتبنى الديمقراطية مفهوما سياسيا واجتماعيا”.
ومضى السوداني قائلا “حكومتنا حريصةٌ على إفساح المجال أمام حرية الرأي والتعبير وفقاً للقانون، وتوفير البيئة اللازمة لإجراء الانتخابات المحلية المقررة في هذا العام، كما بادرنا إلى مجموعة إصلاحاتٍ إدارية، ومبادرات حاسمة لمكافحةِ الفسادِ وتحسين الخدمات العامة، التي تكفل للمواطن عيشاً كريماً”.
• الأحزاب العراقية الناشئة إكسسوارات السلطة
ويشهد العراق هذه الأيام حالة من الاحتقان على خلفية تمرير الأغلبية النيابية الممثلة في القوى الموالية لإيران مشروع قانون انتخابات مثير للجدل، وترفضه القوى المدنية والنواب المستقلين.
ويأتي إقرار القانون قبل أشهر قليلة من إجراء انتخابات مجالس المحافظات التي تكتسي أهمية كبيرة، باعتبار أن هذه المجالس تتولى عملية اختيار الحكومات المحلية في المحافظات العراقية.
ويستند القانون على نظام الدائرة الواحدة، كما يعتمد “سانت ليغو” كطريقة لاحتساب الأصوات، وهو قانون سبق وأن اعتمد في العراق، وأدى إلى تكريس سطوة القوى الكبرى، وقد تم إسقاط هذا القانون في الحراك الشعبي غير المسبوق الذي شهده العراق في العام 2019.
ويرى مراقبون أن العودة إلى هذا القانون هو التفاف خطير على مطالب الحراك الشعبي، مشيرين إلى أن طرح الحكومة لهذا القانون يتعارض وما يروج له السوداني على أن له سلطة القرار، وأنه لا يخضع لأي طرف.
ولم تقف الانتقادات الموجهة للسوداني بشأن مشاركته في “قمة من أجل الديمقراطية” على مداخلته التي بدت عملية تسويقية لإنجازات وهمية، بل هناك من انتقد حضوره من الأساس في هذه القمة التي شاركت فيها إسرائيل.
وعمد نشطاء إلى التذكير بموقف رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي حينما رفض المشاركة في قمة رعتها واشنطن بحضور إسرائيل.
العرب