يصادف الثلاثاء 4 أبريل/نيسان الذكرى السنوية السادسة للهجوم الكيماوي الذي نفذته قوات النظام السوري على مدينة خان شيخون بريف إدلب، وراح ضحيته أكثر من 100 مدني.
لم يتوقف النظام عن استهداف خان شيخون بعد استخدام السلاح الكيماوي، بل واصل قصفه الجوي والبري عليها حتى تمكن في أيار/ مايو 2017 من السيطرة عليها بمساندة روسيا والمجموعات التابعة لإيران.
ورغم أن المدينة تقع ضمن “منطقة خفض التصعيد” التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة، إلا أن ذلك لم يمنع النظام وحلفاءه من استهدافها والسيطرة عليها.
حاليا يعيش أهالي خان شيخون في مخيمات، ينتابهم حزن على فراقهم مدينتهم التي لم يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة الجاني عليها أو لإعادتهم إليها رغم تعرضها للقصف بأكثر الأسلحة تحريما.
يقول علاء حمود، الناشط السوري وأحد سكان خان شيخون سابقاً، إنه كان شاهداً على استهداف مدينته بالسلاح الكيماوي.
ويروي أنهم هرعوا إلى المنطقة التي تعرضت للهجوم الكيماوي فور وقوعه، مبيناً أنهم كانوا يكسرون الأبواب كي يتمكنوا من الدخول إلى المنازل لإنقاذ المدنيين.
وأوضح أنهم كانوا يتفاجأون بمصرع أغلب أفراد العائلات التي يهرعون لإنقاذها عقب الهجوم.
وأردف: “لا زلت أذكر جيداً مشاهد المدنيين وقد لقوا حتفهم مختنقين، خلال محاولتهم الخروج من منازلهم عقب الهجوم”.
وأكد أن الهجوم وما تبعه من آلام لا يمكن نسيانه لا من قبله شخصياً ولا من قبل سكان خان شيخون.
واختتم الناشط السوري حديثه بالتأكيد على أن أملهم بالعودة إلى ديارهم، لا زالت قائمة رغم الآلام والمآسي التي عاشوها.
الوضع في خان شيخون
خضعت خان شيخون جنوب محافظة إدلب السورية لسيطرة المعارضة والجماعات المسلحة المناهضة للنظام عام 2014.
وفي 4 أبريل/ نيسان 2017، استهدفت قوات نظام الأسد البلدة بالأسلحة الكيميائية ما أدى لمقتل نحو 100 شخص جلهم من الأطفال.
وإثر الهجوم، استهدفت الولايات المتحدة في الشهر نفسه، قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام الأسد، مظهرة بذلك ردة فعل محدودة ضد انتهاكات النظام.
وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، في اجتماع عقد بالعاصمة الكازاخية أستانا (نور سلطان حاليا) في 4 و5 مايو 2017، محافظة إدلب بما في ذلك خان شيخون “منطقة خفض تصعيد” شمال غرب سوريا.
لكن كل هذا لم ينقذ خان شيخون من أن تكون هدفا لهجمات مكثفة من قبل النظام السوري الذي يتزعمه بشار الأسد والمليشيات التابعة له.
وأكدت بعثة التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، مسؤولية نظام الأسد عن تنفيذ الهجوم الكيميائي على خان شيخون.
وتعتبر مجزرة خان شيخون جريمة حرب بموجب القانون الدولي، لكنه لا يمكن محاكمة المسؤولين عن المذبحة في المحكمة الجنائية الدولية بسبب المعوقات التي تفرضها روسيا.
وبمساعدة روسية، تمكنت قوات نظام الأسد من السيطرة على المنطقة في أغسطس/ آب 2019، وإخلائها من سكانها المدنيين.
(الأناضول)