لندن- نجحت الإمارات في وضع نفسها ضمن قائمة أفضل خمسة وعشرين مصنّعا للأسلحة على مستوى العالم، وتسعى لفرض هيمنتها عبر أسواق جديدة من خلال الطائرات المسيّرة المصنوعة محليا، التي ستصل هذه المرة إلى أميركا اللاتينية تحت شعار “صنع في الإمارات”.
وأعلنت مجموعة إيدج القابضة للمنتجات والأسلحة الدفاعية في الإمارات الثلاثاء الماضي إطلاق خطوة مهمة في سوق الأسلحة في أميركا اللاتينية.
وافتتحت الشركة، التي تأسست في 2019 بدمج 25 شركة صغيرة في كيان واحد، أول مكتب خارجي لها في العاصمة البرازيلية.
◙ الإمارات تواصل مسعاها الهادئ من خلال مجموعة إيدج نحو تأمين حضور قوي في سوق الأسلحة العالمية
وقالت الشركة إنها ستعمل مع البحرية البرازيلية على الاستفادة من خبراتهما الجماعية في مجالات الصواريخ وتقنيات الدفاع الأخرى لدعم طموحهما المشترك في بناء شراكات تعاونية، وتوسيع حضورهما العالمي من خلال الصادرات.
ويرتكز هذا العمل المشترك على اتفاقية التعاون الإستراتيجي التي وُقّعت في جناح إيدج ضمن فعاليات معرض “لاد 2023” في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.
وقال كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “ران لاستشارات استخبارات المخاطر” رايان بول إن هذا الإعلان “يفتح سوقا جديدة تماما للإماراتيين”، وإنه يشير إلى إستراتيجية إيدج القوية في منطقة توفر الاستقرار والفرص لقطاع الأسلحة.
وتهتم البرازيل بتكنولوجيا الطائرات دون طيار لدعم مساعيها في مكافحة القرصنة والإرهاب ومراقبة الحدود.
وستكون حدود البرازيل الوعرة مع فنزويلا مكانا لاختبار القدرات الجديدة للطائرات المسيّرة بما يساعد في وقف تهريب المخدرات وتدفقات اللاجئين.
وعرضت إيدج خلال فعاليات الدورة 16 لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس 2023” في شهر فبراير طائرة “كيو إكس 6 – 50” دون طيار القادرة على حمل حمولات تصل إلى 50 كيلوغراما لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر. كما عرضت “جنية” المسيّرة القتالية التي تبلغ حمولتها القصوى 480 كيلوغراما، والقادرة على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ ألف كيلومتر في الساعة.
وكان تركيز إيدج في معرض آيدكس على الأنظمة غير المأهولة والمستقلة التي أثبتت جاذبيتها للمشترين الذين يرغبون في الحد من الخسائر البشرية مع الاستفادة من المزايا التي توفرها الطائرات المسيّرة.
وفي آيدكس لم يتردد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب بمجموعة إيدج منصور الملا في الإعلان عن النجاحات السريعة التي حققتها شركته في توسيع نطاقها من خلال الاستثمار المكثف في “الشركات الرائدة في الصناعة والابتكار والتطوير السريع للمنتجات”.
وافتخر الملا بإطلاق الشركة مجموعة متكاملة تحت عنوان “صُنع في الإمارات” باعتماد الحلول القائمة على التكنولوجيا المستقلة التي ستمكن حرفاء الشركة من توسيع نطاق وصولهم إلى آفاق وأعماق جديدة عبر بيئات قتالية متعددة.
◙ العمل المشترك يرتكز على اتفاقية التعاون الإستراتيجي التي وُقّعت في جناح إيدج ضمن فعاليات معرض “لاد 2023” في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل
وتأمل إيدج، التي حصدت حوالي عشرين عقد تصدير للخدمات أو الذخيرة، في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية حتى تصبح مركزا عالميا يستقطب المزيد من الاستثمارات والشراكات وجني الكثير من الإيرادات.
وأصبحت الإمارات، وفقا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، أول شركة أسلحة في الشرق الأوسط تنتقل إلى أفضل 25 شركة وتحتل المرتبة 22.
وبالإضافة إلى الإمارات زاد اهتمام السعودية بالطائرات المسيّرة لاسيما بعد أن أثبتت نجاعتها في حرب اليمن، لذلك أبرمت الرياض اتفاقا في يناير مع شركة “تيرا درون” اليابانية، سيستثمر بموجبه صندوق الاستثمارات العامة السعودي 14 مليون دولار في بعث فرع للشركة في المملكة.
وعلى الرغم من أن الاستثمار السعودي قد يتطور إلى مشروع أكبر، إلا أن الهدف الحالي يبدو متواضعا في سوق الطائرات المسيّرة الكبيرة وشديدة المنافسة.
ويخشى محللون أن يلقى هذا الاستثمار نفس مصير الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للصندوق السيادي السعودي التي تأسست سنة 2019.
ومرت ست سنوات، ولم تحقق الشركة السعودية للصناعات العسكرية الكثير في جهودها لتحقيق تلك الأهداف الطموحة.
وفي الآن نفسه، احتل السعوديون المرتبة الثانية على مستوى العالم في واردات الأسلحة بين عامي 2018 و2022، وكانت قطر في المرتبة الثالثة. ووصلت مصر المثقلة بالديون إلى المرتبة السادسة.
وبينما تستمر السعودية في ضخ مئات المليارات من الدولارات في عدد كبير من المشاريع العملاقة، تواصل الإمارات مسعاها الهادئ من خلال إيدج نحو تأمين حضور قوي في سوق الأسلحة العالمية.
العرب