الرباط – أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الاثنين دفعة قوية لمشروعين مبتكرين من شأنهما تعزيز علامة ‘صُنع في المغرب’ بترؤسه في القصر الملكي بالرباط حفل تقديم نموذج أول سيارة مغربية موجهة للعموم ونموذج أولي لمركبة تعمل بالهيدروجين بمبادرة مغربية، في خطوة تهدف لتعزيز وتدعيم مكانة المملكة كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات ضمن خطة طموحة تأتي في سياقات أوسع تشمل تحقيق نقلة نوعية في العديد من القطاعات الصناعية الموجهة للسوق المحلية ولخارجها.
وتقتحم المملكة بخطوات ثابتة مجال التصنيع مستفيدة من كفاءات مغربية ومن شراكات واسعة مع فاعلين دوليين في هذا المجال وقد بدأت بدفع وتحفيز ملكي قبل فترة خطة للانضمام لنادي المصنعين في المجالات المدنية والعسكرية.
ويشكل الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس بحضور وزير الصناعة والتجارة رياض مزور وكرم خلاله نسيم بلخياط المؤسس المدير لشركة ‘نيو موتورز’ وفوزي نجاح المؤسس المدير لشركة ‘نامكس’ بتوشيحهما بوسام الكفاءة الفكرية من درجة قائد، لفتة ملكية لتحفيز أصحاب المشاريع الصناعية المحلية وإعطاء دفعة للابتكار والمبادرة، في خطوة تتناغم مع تعزيز علامة ‘صنع في المغرب’.
وتقديم سيارة شركة ‘نيو موتورز’ وهي شركة برؤوس أموال مغربية والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين لشركة ‘نامكس’ الذي أطلق عليه اسم مركبة الهيدروجين النفعية يعكس في الوقت ذاته إرادة ملكية لتشجيع المبادرات الوطنية الرائدة والقدرات الإبداعية والنهوض بها خاصة لدى الشباب المغربي، التي يجسدها هذان المشروعان.
والمبادرتان الصناعيتان تتناغمان مع خطة تنموية واقتصادية طموحة أرسى دعائمها العاهل المغربي الذي أطلق في السنوات الماضية مشاريع ضخمة لتعزيز التنمية محليا وكذلك تعزيز مكانة المملكة دوليا، بينما تقف مشاريع الطاقة النظيفة وغيرها من المشاريع التي انخرط فيها المغرب مبكرا ومنها مشاريع في الأقاليم الجنوبية شاهدة على تلك الجهود التي تقف خلفها إرادة ملكية تستهدف أساسا تعزيز التنمية المستدامة.
وينسجمان كذلك مع التعليمات الملكية الرامية إلى توجيه القطاع الخاص نحو الاستثمار المنتج خاصة في القطاعات المتطورة والمستقبلية وتحفيز انبثاق جيل جديد من المقاولات في المملكة.
ويشير المشروعان كذلك لرؤية الملك محمد السادس الاستشرافية المتعلقة بالتنمية المستدامة وتعزيز الطاقات المتجددة، خاصة في قطاع الهيدروجين الأخضر الواعد.
وقامت شركة ‘نيو موتورز’ بإحداث وحدة صناعية بعين عودة (جهة الرباط-سلا-القنيطرة)، لتصنيع سيارات موجهة للسوق المحلية وللتصدير. ويتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية 27 ألف وحدة، بنسبة إدماج محلي تصل إلى 65 بالمائة، بينما من المتوقع أن تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمار في هذا المشروع 156 مليون درهم (15.49 مليون دولار)، مع إمكانية أن يوفر 580 منصب شغل.
وفي فبراير الماضي منحت الوكالة الوطنية لسلامة الطرقات المصادقة النهائية للمركبة الأولى. وأشرفت المقاولة على إطلاق السلسلة الأولية للإنتاج وتعتزم تدشين هذه الوحدة الصناعية خلال شهر يونيو المقبل وإطلاق عملية التسويق.
وهذا المشروع الذي يعد إيذانا بميلاد أول علامة سيارات مغربية للعموم، تشرف عليه كفاءات وطنية. ويعتمد خصوصا على منظومة محلية لتجهيز السيارات تطورها المملكة.
وبالنسبة للنموذج الأولي لمركبة الهيدروجين لشركة ‘نامكس’، فقد تم تصميمه بشراكة مع المكتب الإيطالي المرموق للتصميم والمتخصص في هياكل السيارات (بينينفارينا). وقد تم إبداع التصميم الداخلي للمركبة من طرف كفاءات مغربية.
وبحسب وكالة الأنباء المغربية سيتم تزويد نموذج مركبة الهيدروجين النفعية بالهيدروجين بواسطة خزان مركزي سيتم تعزيزه بست كبسولات قابلة للإزالة، مما سيمكن من تأمين قدرة مهمة للبطارية وتسهيل شحن الهيدروجين في بضعة دقائق.
ويضع هذا المشروع الرائد المغرب في صلب الدينامية المتجددة، على المستوى العالمي، الرامية إلى تطوير أشكال جديدة للنقل تجمع بين النجاعة واحترام البيئة.
العرب