عقوبة مقتدى الصدر للمغالين في حبه ترند على تويتر

عقوبة مقتدى الصدر للمغالين في حبه ترند على تويتر

تفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية مع الرسالة الصوتية التي يتبرأ فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أنصاره الذين يعتبرونه “المهدي المنتظر”، وقراره بمعاقبتهم.

بغداد – هاجم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، في تسجيل صوتي غاضب بثه على حسابه على تويتر بعد إعادة فتحه مساء الأحد، “الميليشيات الوقحة” ومن سماهم بـ”المغالين بحبه” والمنحرفين عقائديا، وقرر معاقبتهم بإيقاف مراسيم العزاء وإلغاء زيارة مرقد والده.

وانتشر التسجيل الصوتي على مواقع التواصل في العراق، وأثار ردود فعل واسعة بشأن إجراءات الصدر وتحليل أسبابها وتبعاتها على “الميليشيات الوقحة” و”أصحاب القضية” المغالين في حب الصدر.

وعرفت جماعة “أهل القضية” بأنها مجموعة متشددة بمناصرتها للصدر وتبجيلها له، حتى إنها زعمت أنه “الإمام المهدي المنتظر”، وراحت خلال شهر رمضان الماضي تحشد للتحرك و”مبايعته”. واعتبر مغرد أن رسالة الصدر لأتباعه تشير إلى حقائق سياسية:

وأمر الصدر بإيقاف “مراسم عزاء ذكرى استشهاد والده المرجع الديني محمد الصدر” بمحافظة النجف، وإغلاق مرقده لمدة خمسة أيام “عقوبة” لمدّعي أن مقتدى الصدر هو الإمام المهدي.

وأضاف في التسجيل الصوتي الذي نشره “لست ممن ينكر فضل المحبين والمطيعين والمخلصين وما زلت لهم محبا ومخلصا”، مضيفا “ولا أريد إلا أن أبرئ نفسي وأبرئ المخلصين من أفعال الشواذ وذوي العقائد المنحرفة ممكن يدعون بأنني الإمام المهدي، وأن ذلك زور من القول وباطل وخطير”.

كما شدد على أن “أفضل عقوبة لمثل هؤلاء الشرذمة المنافقين وممن يدعمهم من الفاسدين والميليشيات الوقحة وأشباههم هو حرمان الجميع من إقامة مراسيم العزاء في ذكرى اغتيال والده لهذا العام”.

وكتبت ناشطة:

وذهب البعض من أنصار الصدر إلى تمحيص وتفسير معاني رسالته، واعتبر سيف رعد طالب الذي يعرف عن نفسه على تويتر بأنه باحث في الشأن السياسي وخبير أمني وعسكري، أن مسألة “فتح الصدر لحسابه الشخصي على موقع تويتر بعد غلقه وأن تكون أول رسالة صوتية بدون صورة أو فيديو، فيها أبعاد داخلية تخص محبيه وتياره للقول بأنه قريب منهم ويعلم جدا بأنهم يريدون أن يعود وأن يظهر إليهم كما كان سابقا، لكن هو يحاول تشذيب التيار من الدخلاء وكشفهم”.

وكان الصدر قد وصف أتباع تیاره بـ”الجهلة”. ويقول أشخاص على معرفة بالصدر إنه “ذو عقلية بسيطة وفكر محدود، فالرجل لم يكمل تعليمه ولم يجتز حتى المرحلة الابتدائية، ولا يستطيع التفوه بجملة مفهومة”.

لكن مع ذلك يستطيع الصدر تحريك أنصاره بتغريدة على تويتر، فينزلون إلى الشارع في جموع مليونية أو على هيئة ميليشيات مسلحة، القبعات الزرق وسرايا السلام وجيش المهدي، ناشرين الرعب والقتل والخوف.

وسبق أن أعلن الصدر تجميد التيار الصدري عاما كاملا، مبينا أن استمراره في قيادة التيار وفيه “أهل القضية” وبعض الفاسدين والموبقات “أمر جلل”.

وذلك بعد أن ظهر أحد أنصار الصدر الذي يتزعم “أهل القضية”، ويدعى حيدر الأمين “حذام” في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فيه آنذاك عن الاعتكاف المرتقب في مسجد الكوفة، كما جرت العادة بين أنصار التيار الصدري في الأيام العشرة الأواخر من رمضان.

وأعلن أنه ستكون هناك حملة كبيرة من أجل “بيعة الإمام المنتظر”. وقال “سنبايع الصدر ونعلن أنه هو الإمام المنتظر، مؤكدين أننا في نصرته”، وأضاف متوجها إلى أتباع التيار “لا تخجلوا ولا تخذلوا إمام زمانكم، بل هبوا إلى مبايعته ونصرته”!

إلا أن الصدر رد في تغريدة على تويتر “أن أكون مصلحا للعراق ولا أستطيع أن أصلح (التيار الصدري) فهذه خطيئة، وأن أستمر في قيادة (التيار الصدري) وفيه (أهل القضية) وبعض من الفاسدين وفيه بعض الموبقات فهذا أمر جلل”.

وأضاف “فلذا أجد من المصلحة تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث و(براني السيد الشهيد) لمدة لا تقل عن سنة.. لأعلن براءة من كل ذلك أمام ربي أولا وأمام والدي ثانيا”.

بعد تغريدة زعيم التيار الصدري التي أعلن فيها براءته من هذه المجموعة، أعلن القضاء العراقي توقيف عشرات المتهمين من “أصحاب القضية” وقال إنهم “عصابة تثير الفتن”، وأورد إعلام القضاء في بيان أن “محكمة تحقيق الكرخ قررت توقيف خمسة وستين متهما من أفراد عصابة ما يسمى بـ’أصحاب القضية’ التي تروج لأفكار تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي”.

وأضاف البيان أن “ذلك تم بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني باعتباره الجهة المختصة بالتحقيق”.

العرب