وساطة عربية محتملة بين روسيا أوكرانيا وراء مشاركة زلينسكي في قمة جدة

وساطة عربية محتملة بين روسيا أوكرانيا وراء مشاركة زلينسكي في قمة جدة

جدة – حل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة في مدينة جدة لحضور القمة العربية في السعودية في حدث مفاجئ، لكن الزيارة جاءت بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

واستقبل زلينسكي الذي كان يرتدي بزّته الزيتية، السفير الأوكراني لدى السعودية ونائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، وفق ما أظهرت لقطات بثّتها قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.

وفي طلب رسمي من القادة العرب للتدخل في الازمة الاوكرانية حث الرئيس الأوكراني الدول في كلمته في القمة على دعم مبادرته للسلام لإنهاء الحرب الروسية في بلاده.
وقال زلينسكي، في خطاب إن الوفود ستتلقى نص خطة السلام المكونة من 10 نقاط وطلب منهم العمل مع أوكرانيا مباشرة دون وسطاء.
واتّهم زعماء عرب بـ”غض الطرف” عن تصرفات روسيا في بلده، مطالبا بموقف موحد “لإنقاذ الناس” من السجون الروسية.
“واضاف “للأسف، هناك البعض في العالم، وبينكم هنا، يغضون الطرف عن السجون والضم غير القانوني” للأراضي الأوكرانية.
وأضاف “لدينا بالفعل تجربة إيجابية مع السعودية في ما يتعلق بالإفراج عن مواطنينا الذين أسرتهم روسيا”، في إشارة إلى توّسط الرياض في عملية تبادل للأسرى بين كييف وموسكو.
وتابع “يمكننا توسيع هذه التجربة. حتى إذا كان هناك أشخاص هنا في القمة لديهم وجهة نظر مختلفة بشأن الحرب على أرضنا، ويصفونها بأنها صراع، فأنا متأكد من أننا يمكن أن نتّحد جميعا في إنقاذ الناس من أقفاص السجون الروسية”.
وأكّد زلينسكي “أنا هنا حتى يتمكن الجميع من إلقاء نظرة صادقة، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك ومحاولة الروس للتأثير” على موقفهم.
وقال ان بلاده قررت الانفتاح على السعودية والإمارات وعمان داعيا الى دعم الاستثمارات العربية في بلاده مضيفا ” آمل أن يعود السياح العرب لرؤية بلادنا خالية من الاحتلال الروسي”.
وبعتقد ان دعوة الرئيس الاوكراني تم ترتيبها مع روسيا، التي تمتاز بعلاقات جيدة مع الممكلة حيث يرجح أن تلعب السعودية دور وساطة لوقف القتال بين كييف وموسكو، فيما نشرت صحف جزائرية قبل ذلك معلومات عن مشاركة زيلينسكي في القمة بدعوة رسمية من المملكة على أساس أنها سابقة من شأنها أن تخرج الجامعة العربية عن مبدأ الحياد، مروجة ضمنا لعدم وجاهة دعوة الرئيس الأوكراني للقمة.

وشكر زلينسكي الجمعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان “دعمه لوحدة اراضي” اوكرانيا، وذلك في اجتماع ثنائي.
وقالت الرئاسة الاوكرانية في بيان إن زلينسكي “شكر لولي عهد السعودية دعمه لوحدة اراضي اوكرانيا وسيادتها”، ودعا بن سلمان الذي نسقت بلاده أخيرا سياستها النفطية مع روسيا، الى زيارة اوكرانيا.
ولا تخرج مضامين التقارير الجزائرية تعليقا على دعوة الرئيس الاوكراني عن محاولات التشويش على قمة جدة في توجيه لا يخلو من التغطية على فشل القمة العربية في الجزائر التي عقدت تحت عنوان “لم الشمل العربي”، وهي القمة التي وصفت بأنها كانت ضعيفة من حيث حضور الزعماء العرب ومن حيث مضامينها.
وقال زيلينسكي في تغريدة على حسابه بتويتر “أبدأ أول زيارة أقوم بها على الإطلاق إلى المملكة السعودية، لتعزيز العلاقات الثنائية، وكذلك علاقات أوكرانيا مع العالم العربي” مشيرا إلى أنه سوف يبحث قضايا “السجناء السياسيين في القرم، والاراضي المحتلة بصفة مؤقتة، وعودة شعبنا، وصيغة السلام، والتعاون في مجال الطاقة”..

وقال مسؤول في جامعة الدول العربية “سيحضر زيلينسكي القمة الجمعة بدعوة من السعودية وليس من الجامعة العربية” فيما وأفاد مسؤول سعودي أن ممثلًا عن السفارة الروسية سيحضر القمة العربية.
وتؤكد الدعوة الإشعاع الإقليمي والدولي للمملكة وثقة المجتمع الدول والقوى الدولية في لعب دور الوسيط والنزيه لحل عدد من الملفات بما فيها الملف الأوكراني حيث يؤدي استمرار الازمة في انعكاسات سلبية على الاستقرار الدولي بما في ذلك المنطقة العربية التي تأثرت سلبا بالحرب خاصة فيما يتعلق بالامن الغذائي.
وصوّتت الرياض لصالح قرارات مجلس الأمن المنددة بالغزو الروسي وضمّ موسكو مناطق في شرق أوكرانيا. لكنّها في الوقت نفسه واصلت التنسيق بشكل وثيق مع روسيا حول السياسات النفطية، بما في ذلك قرار خفض الإنتاج الذي اتّخذ في أكتوبر، مع محاولة الإبقاء على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، شريك المملكة الأمني منذ عقود.
وتسعى المملكة التي تمتلك علاقات قوية بموسكو وكييف كذلك لإضفاء البعد الدولي على القمة العربية وتأكيد اهتمام العرب بملفات يخيل انها بعيدة عن الشؤون العربية لكنها تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مصالح دول عربية تعرضت اقتصادياتها لازمات بسبب استمرار القتال.
في المقابل أثارت هذه التحركات وقدرة السعودية على منح الإشعاع الدولي للقمة العربية والاهتمام بملفات دولية مصيرية غضب الجزائر التي خصصت عدد من صحفها مقالات ومنشتتات لمهاجمة المملكة وولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وركزت 3 صحف جزائرية وواسعة الانتشار وقريبة من السلطة وهي صحيفة الخبر الناطقة بالعربية وصحيفتي”ليكسبريسيون” و”لوسوار دالجيري” الناطقتين بالفرنسية على الحدث حتى قبل تأكيده رسميا فقد أوردته بالبنط العريض في صفحاتها الاولى مع صورة لولي العهد السعودي في رسالة مشفرة للمملكة معبرة عن امتعاضها من الدعوة للريس الأوكراني ووصفها بأنها محرجة للعرب.
ويكشف مضمون التقارير الصحفية الجزائرية عن محاولة للتشويش على قمة جدة وذلك بترويج العديد من الذرائع من بينها مخالفة الدعوى المقدمة لزلنسكي لمبدا الحياد.
والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لن يحضر القمة في جدة وسيمثله عوضا عن ذلك الوزير الأول ايمن بن عبدالرحمان حيث اعتبر قرار عدم المشاركة بانه رد على غياب ولي العهد السعودي عن قمة الجزائر لأسباب شرحتها الرياض حينها بانه بنصيحة من الأطباء ولأسباب صحية ملحة.
وتأتي الحملة التي يمارسها الإعلام الجزائري رغم التطور الذي عرفته العلاقات السعودية الجزائرية مؤخرا في ظل سياسات تتخذها الرياض لتخفيف التوتر وإنهاء الخلافات مع دول في المنطقة.
وادى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان بداية الشهر الجاري زيارة الى الجزائر بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
في المقابل يرى مراقبون ان الجزائر تشن انتقادات ضد السعودية بسبب امتعاضها وتذمرها من دور الرياض المحوري في استرجاع النظام السوري لمقعده في الجامعة العربية دون المرور على الجزائر كونها لا تزال الرئيس الحالي للقمة العربية.
وباتت المملكة تمتلك قدرة على التاثير الاقليمي والدولي بشكل كبير للغاية ازعجت دولا كثيرة في المنطقة من بينها الجزائر.

العرب