ملف عوائل مخيم الهول على طاولة المباحثات العراقية الأميركية

ملف عوائل مخيم الهول على طاولة المباحثات العراقية الأميركية

بغداد – بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الثلاثاء، مع السفيرة الأميركية لدى العراق آلينا رومانوسكي، آلية نقل العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول السوري إلى العراق.

وخلال العام الماضي، أعادت السلطات العراقية 603 عائلات من مخيم الهول على خمس دفعات، جرى نقلها إلى معسكر نزوح مغلق جنوبي مدينة الموصل، وإخضاعها إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة، قبل إعادتها بالتدريج إلى مناطق سكناها الأصلية.

وذكر بيان الخارجية العراقية أن “نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة استقبل اليوم رومانوسكي استقبل وجرى خلال اللقاء استعراض سير العلاقات الثنائيَّة بين بغداد وواشنطن، وسُبُل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين”. وفق وكالة الأنباء العراقية

وأشار البيان إلى أنه “تمت مناقشة نقل العائلات من مخيم ‫الهول إلى مخيم مخصص لهم داخل ‫العراق والتحديات المتعلقة بهذه العملية”.

وتابع أن “الجانبين تطرقا إلى الاجتماع المقبل للتحالف الدوليّ، الذي سيعقد في المملكة العربيَّة ‫السعوديَّة بمُشارَكة وزراء خارجيَّة الدول الأعضاء”.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تزايد الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية من أجل إعادة العراقيين الموجودين في مخيم الهول إلى البلاد، فيما تعترض الجهات المختصة في العراق على إعادتهم دون تدقيق أمني.

ويكاد مخيم الهول أن يكون أكبر مخيم للمدنيين وأخطرها في العالم، استقى اسمه من مدينة تقع بالريف الشمالي لمحافظة الحسكة على الحدود مع العراق وتقبع فيه عائلات أفراد داعش من النساء والأطفال الذين لا تتخطى أعمارهم 12 سنة في شمال شرقي سوريا.

ويقع الهول تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ”قسد” وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية، وكان المخيم قد أنشأته الأمم المتحدة عام 1991 إبان حرب الخليج الثانية وغزو الكويت، حيث فرت العديد من العائلات العراقية تجاه سوريا حينها.

ومع الحرب التي شهدها كل من العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة، بات المخيم منذ سنوات محل إقامة للعائلات السورية والعراقية والأجنبية التي كانت موالية لتنظيم الدولة، فضلا عن عائلات أخرى تقطعت بها السبل خلال محاولتها الهرب من جحيم الحرب.

واضطر أكثر من 5 ملايين عراقي للنزوح من محافظات نينوى، وصلاح الدين، وأجزاء من كركوك وديالى، والأنبار، جراء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها في عام 2014.

ويضم مخيم الهول عموما وفق آخر الإحصائيات، 56 ألف و196 شخصاً، من أفراد عائلات مقاتلي داعش، أكثر من 80 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وغالبية سكان المخيم من العراقيين والسوريين، لكنه يضم 8211 شخصا ضمن 2391 أسرة من 54 دولة أخرى يقيمون في منطقة منفصلة آمنة تعرف باسم الملحق. ولا يزال الكثير منهم من أشد المؤيدين لداعش.

وأثار هذا المخيم وغيره من المخيمات الشبيهة جدلاً في الأوساط الدولية بعد سقوط تنظيم داعش في العراق وسوريا، نظراً إلى احتضانه نساء وأطفالاً يناهز عددهم 10 آلاف من جنسيات أميركية وكندية وأوروبية.

وفي ظل رفض العديد من الدول استقبال رعاياها القاطنين فيه، تعهد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في السابع من مايو الحالي بإعادة العائلات العراقية المتبقية فيه واصفا إياه بـ”القنبلة الموقوتة”.

وخلال الأشهر الماضية، غادر مئات العراقيين من أفراد عائلات يشتبه بارتباطها بالتنظيم مخيم الهول. وغالبا ما تنقل السلطات العراقية هؤلاء إلى مخيم الجدعة في جنوب مدينة الموصل، قبل أن يتم إعادة بعضهم في وقت لاحق إلى المناطق التي ينحدرون منها.

ويتوقع خبراء عراقيون أن يستمرّ برنامج استعادة عراقيي “الهول” لنحو عامَين، إن مضت بغداد بعمليات النقل على هذا النحو.

وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها، إذ وجهت اتهامات لتلك العائلات بالارتباط بتنظيم داعش، وضغطت على حكومة الكاظمي لمنع إعادتها، وسبّبت وقف برنامج الإعادة لفترات طويلة، مهددة باستهدافهم.

ولا تعد العائلات التي تعاد من مخيم الهول، من العائلات المحسوبة على ما يعرف في العراق بـ”عوائل داعش”، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسوريا، وانتهى بها المطاف في المخيمات.

العرب