أكد الممثل الدائم للعراق في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم، أن العراق لم يطلب جلسة مشاورات لمجلس الأمن لبحث مسألة دخول قوات تركية أرض العراق، كما أكد أن أية خلافات بين بغداد وأنقرة تحل بالطرق الدبلوماسية المعروفة عن طريق الاتصالات المباشرة بين العاصمتين.وعن سؤال حول الرسالة التي أشار إليها الممثل الدائم للاتحاد الروسي، فيتالي شوركين، والتي قال إن الحكومة العراقية بعثت بها لرئاسة مجلس الأمن تتضمن شكوى ضد تركيا قال إن الرسالة الوحيدة التي أرسلها العراق بهذا الخصوص تعود إلى شهر حزيران/يونيو 2014 وبتوقيع وزير الخارجية آنذاك هوشيار زيباري.
وردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول طلب العراق رسميا من تركيا التدخل في منطقة كردستان بعد اجتياح تنظيم الدولة «داعش» لمدينة الموصل في حزيران/ يونيو 2014 قال الحكيم إنه يفضل أن لا يتشعب موضوع اللقاء مع الصحافة ويبقى التركيز حول جلسة المجلس والتي عقدت للمشاورات حول الموضوع دون أن يكون هناك طلب عراقي. وردا على سؤال آخر حول استدعاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للسفير الروسي في بغداد وإذا ما كان ذلك نوعا من الاحتجاج على موقف موسكو من عقد جلسة مشاورات لمجلس الأمن أكد الحكيم أن اللقاء فعلا قد تم بين رئيس الوزراء والسفير الروسي لكنه لا يستطيع أن يتحدث عن مضمون ذلك اللقاء.
وكان الممثل الدائم للاتحاد الروسي، فيتالي شوركين، في لقاء قصير مع الصحافة المعتمدة بالمنظمة الدولية، قال إن جلسة مجلس الأمن لإجراء مشاورات رسمية مغلقة حول التدخل التركي في العراق جاءت بناء على تسلم رئاسة المجلس لرسالة من الحكومة العراقية. وقال إن إعضاء مجلس الأمن لم يتفقوا على موقف موحد من الموضوع لكن مجرد عقد الجلسة مهم في حد ذاته لأنه يسلط الضوء على انتهاك تركيا للسيادة العراقية. وقال إن دخول قوات تركية أراضي العراق يعتبرانتهاكا لسيادته. وأضاف أن روسيا ستقف مع العراق في ما تراه مناسبا للتعامل مع هذا الوضع.
وحول الأوضاع في سوريا والترتيب لعقد اجتماع في نيويورك في الثامن عشر من الشهر الحالي قال شوركين إنه من المبكر التأكيد على أن الاجتماع الذي سيعقده الممثل الخاص للأمين العام لسوريا، ستيفان دي ميستورا، لأطراف الصراع السورية والقوى الإقليمية والدولية، سيكون في نيويورك يوم 18 من كانون الأول/ ديسمبر الحالي.
وقال: من وجهة نظرنا إذا كان هناك عقد اجتماع فنفضل أن يكون في فيينا. هناك مشاورات لم تحسم بعد ولم يتم الإعلان رسميا عن مكان الاجتماع وزمانه. وما زال هناك عدد من التعقيدات. ويقوم السيد دي ميستورا بتذليل الكثير من العقبات. نحن ننتظر انتهاء إعداد قائمة المشاركين في المؤتمر من غير التنظيمات الإرهابية. هناك اجتماعات عديدة في القاهرة والرياض وغيرها ونحن نأمل أن تسفر هذه الاجتماعات عن الاتفاق لدعوة شخصيات من ممثلي المعارضة من غير الجماعات الإرهابية بل من جماعات تدخل بجدية في مفاوضات مع الحكومة السورية.
من جهة أخرى فإن الأردن يقوم بدور ريادي في تقديم قائمة بالمجموعات الإرهابية المنتشرة في الأراضي السورية، ونحن بانتظار أن يضع الأردن هذه القائمة وبدون تلك القائمة قد نختلف على من هي الجماعات الإرهابية وهي ليست محصورة في «القاعدة» و «داعش» بل هناك جماعات أخرى مصنفة كمجموعات إرهابية بمن فيها تلك المجموعة التي قتلت الطيار الروسي.
وردا على سؤال لـ«القدس العربي» عن اجتماع جنيف حول اليمن في الخامس عشر من هذا الشهر قال السفير شوركين «الوضع في اليمن صعب جدا ولم أتابع تطورات الوضع بالتفاصيل خلال الـ 48 ساعة الماضية.
نأمل أن يوقف الأطراف اليمنيون القتال والبدء في المحادثات. لقد تعرضنا في الماضي للكثير من الإحباطات في المسألة اليمنية. وقد تدهورت الأوضاع في اليمن في الشهر الأخير بشكل كبير ونأمل أن يسفر هذا الاجتماع عن شيء من التقدم».
عبد الحميد صيام
صحيفة القدس العربي