اتفاقية سنجار… المصالح الدولية والإقليمية

اتفاقية سنجار… المصالح الدولية والإقليمية

  في تاريخ التاسع من آيار/ مايو الحالي، زار وفد من الخارجية الأميركية برئاسة ( أزرا زييا) وكيل الوزارة لشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان أقليم كردستان العراق، ضمن الجهود المشتركة في تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودورها في تدعيم سبل التقدم والازدهار في الإقليم، ومن أهم المواضيع التي تم التأكيد عليها ضرورة تنفيذ ( اتفاقية سنجار) الذي وقعته الحكومة العراقية مع الإقليم في التاسع من تشرين الأول/ اكتوبر 2020 برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي تم بموجبه وضع الأسس والمحاور المهمة بما يضمن الخروج الكامل لجميع المليشيات المسلحة والمجاميع القتالية من المنطقة وإعادة تعمير قضاء سنجار الواقع غرب محافظة نينوى شمال العراق وضمان عودة النازحين إلى ديارهم وتأمين حياتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء ما حدث لهم في السنوات الماضية بعد سيطرة عناصر داعش على القضاء وضرورة تسليم الملف الأمني للشرطة المحلية وبدعم من الحكومة في بغداد وبالتسيق مع الجهات المعنية في إقليم كردستان.


مضى ما يقارب أربع سنوات على الإتفاق السياسي والأمني دون أن يتم أي تطبيع للأوضاع في مدينة سنجار ولم تتمكن الحكومة العراقية من تنفيذ أي بنود من بنود الإتفاق الذي يرتكز على إخراج مسلحي حزب العمال التركي والجماعات المرتبطة به وإعادة أهالي المدينة من الأيزيديين والعرب والأكراد والمسيحين إليها.
وينشط في المنطقة إضافة لمقاتلي حزب العمال عناصر مجاميع مسلحة قريبة للنظام الإيراني، وهذا ما يمنح المنطقة بعدًا اقليميًا يجعلها جزء من المصالح والأهداف للمشروع السياسي الإيراني في التمدد والنفوذ ومن المناطق الإستراتيجية ضمن الرؤية الأمنية الإيرانية كونها تشمل تحادد مع الأراضي التركية والسورية، وعناصر مسلحة من البيشمركة الكردية.
أصبح للقوات العسكرية العراقية وجود محدود كونها لا تمتلك الأدوات الكاملة التي تساعدها على بسط سيطرتها وطرد المليشيات والأحزاب المسلحة، وعدم الفعالة الميدانية للبيشمركة الكردية وهناك أبعاد سياسية تتعلق بطبيعة علاقات بغداد بإيران والجهات الداعمة لها في قضاء سنجار.


اتخذ مقاتلي حزب العمال التركي من جبال سنجار انفاقًا له واعتبرها مقرات أمنة لهم تحميهم من الهجمات الجوية التركية التي تدعمها السلطات السياسية في أنقرة بعد الحين والأخر مستهدفة معاقل الحزب في سنجار وضواحيها، وعلى ضوء التطورات الأخيرة في العراق وزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي أسست لعلاقات وطيدة ووقعت خلالها عدة اتفاقيات منها ما يتعلق بالجانب الأمني ومواجهة حزب العمال ومقراته داخل الأراضي العراقية وبعد أن اعتبرت بغداد حزب العمال ( حزبًا محظورًا) يجب مواجهته، وهذا ما كان يسعى إليه الجانب التركي الذي يستعد الآن لحملة عسكرية واسعة نحو الأراضي العراقية لكبح جماح حزب العمال ومقراته العسكرية ومنع حالات التسلل للأراضي التركية واستهداف الأمن القومي التركي بعد من التعرضات العسكرية التي تستهدف مواقع ومقرات الجيش والأمن التركي.
زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكية لأربيل ولقائها برئيس حكومة الإقليم وحضور السفيرة الأمريكية في بغداد تأكيد على ضرورة تنفيذ بنود اتفاقية سنجار التي تشكل مرحلة متقدمة في دعم أي إجراءات أمنية عسكرية تقوم بها الحكومة التركية ودعم الاستقرار في الإقليم والمنطقة الحدودية المشتركة بين العراق وتركيا وضمان عودة الأهالي وتحقيق الأمن الداخلي وتوفير المستلزمات الخدمية واعمار المنطقة ومنع أي تواجد مسلح يحقق المصالح والمنافع لأي دولة إقليمية في المنطقة.

وحدة الدراسات العراقية 

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية