طهران – أعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني أن بلاده والسعودية وأربع دول خليجية أخرى تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضا الهند وباكستان، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية اليوم السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” شبه الرسمية عن إيراني قوله “دول المنطقة توصلت إلى نتيجة مفادها أنه إذا أريد الحفاظ على الأمن في المنطقة، فيجب أن يتم ذلك من خلال التآزر والتعاون المتبادل”، مشيراً إلى أنه “في هذا الصدد، هنالك تحالفات جديدة قيد التبلور إقليميا ودوليا”.
وتسعى إيران في الآونة الأخيرة إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع عدة دول خليجية.
وفي مارس، أنهت السعودية وإيران عداء استمر سبع سنوات بموجب اتفاق توسطت فيه الصين، وأكدتا على الحاجة إلى الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
وردا على سؤال حول الدول التي تطلب أن تكون حاضرة في عمل إقليمي مشترك مع إيران، قال إيراني سبق لنا عمل مشترك مع عمان، والآن السعودية تتجه في هذا المنحى، وهنالك أيضا دول الإمارات وقطر والبحرين والعراق وباكستان والهند.
وأضاف “تقريبا كل دول منطقة شمال المحيط الهندي باتت تعتقد أنه ينبغي عليها الوقوف إلى جانب جمهورية إيران الإسلامية وتحقيق الأمن بشكل مشترك مع تآزر كبير”.
وأحبط تقارب السعودية مع إيران جهود إسرائيل لعزل طهران دبلوماسيا.
واستأنفت الإمارات، التي كانت أول دولة خليجية توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل في عام 2020، العلاقات الرسمية مع إيران العام الماضي.
وفي أبريل الماضي، عيّنت إيران سفيرا في الامارات، بعد قرابة ثماني سنوات على مغادرة سلفه، في إطار تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دول الخليج.
وانضمت البحرين والمغرب لاحقا إلى الإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل.
ولم تعلق السعودية ولا الإمارات والبحرين وقطر والعراق على إعلان قائد القوات البحرية للجيش الإيراني.
وكانت الإمارات قد رفضت الأربعاء الماضي “توصيفات خاطئة” وردت في تقارير صحفية غربية حول محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الأمن البحري، كاشفة أنها انسحبت قبل شهرين من القوة البحرية الموحدة في منطقتي البحر الأحمر والخليج.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) “نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة”.
وأضافت “دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين”.
وتابعت أن “الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكل مسؤول”.
وجاء القرار في خضم حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج، اتّهمت واشنطن وعواصم غربية طهران بالوقوف وراءها إنّما من دون أن تتّخذ خطوات لمعاقبتها.
في الثالث من مايو الحالي، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز، كانت أبحرت من دبي.
وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، اذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 أبريل احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب “اصطدامها” بسفينة إيرانية.
وقام بعدها الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين، بعبور مضيق هرمز على متن مدمّرة أميركية برفقة قادة بحريين فرنسيين وبريطانيين، لإظهار موقف موحّد حيال أمن الملاحة البحرية في المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة في مايو أنها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة التي تعد من أبرز الممرات المائية عالميا وتحظى بأهمية كبرى لإمدادات النفط.
في المقابل، أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قدرة بلاده بالتعاون مع جيرانها على ضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي.
العرب