واشنطن ـ بعد 3 أعوام من تعيينها من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ستترأس القاضية أيلين كانون وتدير مثول ترامب أمام المحكمة الفدرالية بجنوب فلوريدا يوم الثلاثاء المقبل.
ورشح ترامب القاضية التي يعرف عنها قربها من الحزب الجمهوري، إذ تبرعت عدة مرات لمرشحي الحزب بالولاية، في المحكمة الفدرالية للمنطقة الجنوبية من فلوريدا في أبريل/نيسان 2020 ووافق مجلس الشيوخ على تعيينها بعد شهور.
ومن المرجح أن يثير وجود كانون كقاضية في القضية، حتى لو اقتصر الأمر على الإجراءات الأولية، الكثير من التكهنات حول تضارب المصالح وحيادية المحكمة.
وسبق وأبطأت القاضية كانون تحقيق وزارة العدل في مخالفات ترامب، وفي إحدى الحالات منعت المدعين العامين من استخدام الوثائق السرية التي استولوا عليها من منزل ترامب، وفي حالة أخرى عينت خبيرا خاصا في القضية وكلفته بتقييم ما إذا كانت الوثائق تتماشى مع ادعاءات ترامب بأن الوثائق قد تكون مشمولة بامتياز تنفيذي.
رشح ترامب، كانون للمحكمة الفدرالية للمنطقة الجنوبية، وكانت تعمل حينها مساعدة للمدعي العام في مكتب المنطقة الجنوبية من فلوريدا، حيث عملت في القسم الجنائي لقضايا الاستئناف، ثم اعتمد تعيينها مجلس الشيوخ في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بأغلبية 56 صوتا ضد 21 صوتا، وصوت لها 12 سيناتورا ديمقراطيا.
كانت كانون عضوا في “الجمعية الفدرالية” منذ عام 2005، وفقا لاستبيان الترشيح القضائي الذي قدمته إلى اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ في أبريل/نيسان 2020، وتتكون الجمعية من محامين محافظين، ومستقلين، وطلاب قانون، وأكاديميين.
وقالت كانون إنها انضمت إلى الجمعية الفدرالية عندما كانت طالبة في كلية الحقوق بجامعة ميشيغان، وسئلت أثناء عملية تأكيدها عن سبب انضمامها إلى المجموعة، وردت بالقول: “فعلت ذلك لأنني استمتعت بتنوع وجهات النظر القانونية التي نوقشت في اجتماعات وأحداث الجمعية الفدرالية”.
وأضافت “لقد وجدت أيضا مناقشات المنظمة حول الفصل الدستوري بين السلطات وسيادة القانون والدور المحدود للسلطة القضائية ليقول ما هو القانون، وليس وضع القانون”.
قرار مثير للشكوك
في سبتمبر/أيلول، وافقت القاضية كانون على طلب فريق ترامب بتعيين خبير مستقل لفحص المواد التي استعادها مكتب التحقيقات الفدرالي خلال عملية تفتيش في أغسطس/آب الماضي من منزله في منتجع مارالاغو.
واتخذت كانون القرار المثير للانقسام بعد الاستماع إلى حجج محامي الرئيس ترامب في مواجهة محامين من وزارة العدل، الذين قالوا إن ادعاءات الرئيس السابق بالامتياز لا مبرر لها.
إلا أن محاولة فريق ترامب القانوني فشلت في تلبية الاختبارات المتعددة المطلوبة لإظهار أن الحكومة أساءت استخدام سلطتها من خلال تفتيش منزل ترامب، ورفضت المحكمة ادعاءات الرئيس السابق، خصوصا ادعاءه بأن من حقه الاحتفاظ بها بسبب قراره التنفيذي بعدم استمرار تصنيفها كوثائق سرية.
من كوبا إلى جنوب فلوريدا
ولدت أيلين كانون لأم مهاجرة من كوبا، وأب أميركي، في ولاية كاليفورنيا عام 1981، وبعد حصولها على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية في عام 2003 وحصولها على دكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة ميشيغان في عام 2007، عملت كاتبة لمحكمة الاستئناف للدائرة 8 في مدينة دي موين بولاية أيوا لمدة عام.
ثم انتقلت إلى واشنطن العاصمة لتكون محامية مساعدة في أحد مكاتب محاماة الشركات، حيث عملت لمدة 3 سنوات، قبل أن تحصل على وظيفة مساعد المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من ولاية فلوريدا.
وتزوجت القاضية أيلين كانون من جوش لورانس، صاحب عدة مطاعم بفلوريدا 2008، ولديهم طفلان ويعيشان في فيرو بيتش إحدى ضواحي مدينة ميامي بفلوريدا اعتبارا من عام 2022، وهي مسجلة كجمهورية في سجلات الناخبين بالولاية، وسبق أن تبرعت لحملة رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا في انتخابات عام 2018.
المصدر : الجزيرة