بوينغ ترجح تضاعف الطلب العالمي على الطائرات خلال عقدين

بوينغ ترجح تضاعف الطلب العالمي على الطائرات خلال عقدين

نيويورك – رجحت شركة بوينغ أن يتضاعف عدد الطائرات التجارية عبر العالم خلال السنوات العشرين المقبلة، وفق تقديرات نشرتها الأحد، وجاءت أعلى بقليل من توقعات منافستها الأوروبية أيرباص.

ويعتقد العملاق الأميركي أن الطلب العالمي على السفر سيسهم في زيادة عدد الطائرات التي ستكون في الخدمة إلى أكثر من 48.5 ألف طائرة عام 2042 بالمقارنة مع 24.5 ألف طائرة تم رصدها العام الماضي.

وهذا سيحتم على شركات صناعة الطائرات مجتمعة إنتاج 42.5 ألف طائرة بقيمة 8 تريليونات دولار يخصص نصفها لتبديل الأسطول المستخدم حاليا، والنصف الآخر لتأمين نمو القطاع على الرغم من تأثير المخاوف المرتبطة بتغير المناخ على طريقة السفر.

وستوجه 23 في المئة من الطائرات الجديدة إلى أسواق أميركا الشمالية، و22 في المئة إلى أسواق منطقة آسيا والمحيط الهادئ و21 في المئة لأسواق أوراسيا، فيما تذهب عشرون في المئة منها إلى الصين وحدها.

وهذه الأرقام قريبة من تلك التي نشرتها بوينغ العام الماضي وقدرت فيها أن يصل عدد الطائرات في العالم بحلول العام 2041 إلى أكثر من 47 ألف طائرة.

ولكن لا تزال هذه التوقعات، التي تأتي عشية افتتاح معرض لو بورجيه الدولي للطيران في ضواحي باريس، أقل من 43.6 ألف طائرة جديدة تم توقعها كجزء من توقعات السوق في عام 2021 عندما تم أخذ الطلب على الطائرات الروسية في الاعتبار.

وتعتقد بوينغ أن الطائرات ضيقة البدن مثل 737 ماكس أو عائلة أي 320 نيو التي تصنعها أيرباص ستهيمن على تسليم الطائرات، مع تسليم 32.4 ألف طائرة أحادية الممر حتى عام 2042.

وقال دارين هولست نائب رئيس التسويق التجاري في بوينغ خلال إفادة للصحافيين قبل إصدار التقرير إن “هذا الطلب سيكون مدفوعا بشركات الطيران منخفضة التكلفة، والتي من المقرر أن تضاعف حجم أساطيلها الحالية”.

ومن المتوقع أيضًا أن تشمل عمليات التسليم من الآن وحتى عام 2042 حوالي 7440 طائرة ذات جسم عريض و1810 طائرة إقليمية و925 طائرة شحن.

ومع نمو قطاع الشحن فمن المرجح أن تحل حوالي نصف الطائرات الجديدة محل الطرز القديمة، بينما سيزيد النصف الآخر من أساطيل شركات الطيران.

وقال هولست “لقد حدثت نهاية الانتعاش إلى حد كبير كما توقعنا، مع بعض الفروق الدقيقة والديناميكيات المختلفة”، مثل انخفاض الطلب على الطائرات الإقليمية مقارنة بالعام الماضي مع تزايد الاهتمام بالطائرات ضيقة البدن.

ورفعت الشركة معدل نمو توقعات حركة المسافرين على مستوى الصناعة بشكل طفيف من 3.8 في المئة إلى 4 في المئة.

واعتبر هولست أنه بينما يأخذ سوق الشحن الجوي “استراحة صغيرة”، فإن النمو السنوي المقدر بنسبة ثلاثة في المئة بالقطاع على مدى السنوات العشرين المقبلة سيوفر رياحًا خلفية للطلب المستقبلي.

وقال “أعتقد أننا سنرى مرة أخرى مدى مرونة الطلب على الشحن الجوي لأنه دائمًا ما يتراوح بين 3.5 و4 في المئة”.

العملاق الأميركي يعتقد أن الطلب العالمي على السفر سيسهم في زيادة عدد الطائرات التي ستكون في الخدمة

وتوقعت أيرباص الأربعاء الماضي أن يحتاج العالم إلى 40.8 ألف طائرة جديدة ما بين طائرات ركاب وطائرات شحن بحلول 2042، ما سيزيد حجم الأسطول العالمي إلى 46.5 ألف طائرة في مقابل 22.88 ألف طائرة في مطلع 2020.

وترى الشركة الأوروبية أن المكاسب المتعلقة بالكفاءة، في المستقبل القريب ستأتي من تحسين الطائرات الحالية والبنية التحتية، بدلا من طرز جديدة كليا، مما يشير إلى أن الشركة المصنعة للطائرات لا تزال بعيدة عن استخدام التقنيات المستقبلية الشاملة.

وقال كريستيان شيرير كبير المسؤولين التجاريين لأيرباص في اجتماع في باريس “ليس هناك برنامج جديد للطائرات”، وأضاف “ما نعمل عليه اليوم هو اللعب بالأوراق الموجودة في أيدينا وهي كثيرة”.

وأوضح أن حوالي 75 في المئة من الأسطول العالمي لا يزال يعمل بمحركات أقدم من النماذج الحالية مثل أي 320 نيو أو 737 ماكس، والتحول إلى محطات توليد الطاقة الأحدث “قفزة كبيرة إلى الأمام” لتقليص البصمة الكربونية للصناعة.

وبينما تنتج أيرباص طائرات بأسرع ما يمكن، فإن الصناعة ما زالت تعاني من قيود في سلسلة التوريد بعد الجائحة، مما يجعل الزيادة السريعة في الإنتاج أكثر صعوبة.

العرب