خلال متابعتنا لمجريات التمرد الذي أعلنه قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، على القوات الروسية، يتضح جليا وجود صراع يدور داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الروسية، وأن مساحة من أدوات الدولة العميقة تعمل الآن، وهي تنقسم على محورين، أحدهما يؤيد وزير الدفاع الروسي سيرغي كوجوغيتوفيتش، والأخر يؤيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا ما سينعكس سلبا على كيفية التعامل مع انقلاب فاغنر.
الآن عاد قائد فاغنر وأعلن عن توقف مليشياته عن أية حركة للتقدم نحو موسكو والتي كان يبعد عنها أقل من مئتي كيلو متر فقط، وأمر قواته بالعودة إلى معسكراتها حقنا للدماء حسب وصفه، وهي فرصة للتوقف من أجل تحديد مستلزمات ما هو مطلوب لمعالجة الوضع القائم في روسيا، والتي يرى محللون أنها ستتتجه نحو خيار من اثنين لا ثالث لهما، الأول التضحية بوزير الدفاع الروسي، والثاني التضحية بقائد مليشيات فاغنر.
لكن النتيجة التي لا يختلف عليها اثنان، تتمثل بخروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصرا بفضل دعم الدولة العميقة الروسية، إلا أن المؤكد أنه سيخرج بانتصار منتقص، وسيظل مكسورا طالما بقي رئيسا أو حتى مواطنا ما بقي من حياته.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة