السوداني يسعى لإنشاء مصافي جديدة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة

السوداني يسعى لإنشاء مصافي جديدة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة

 

الباحثة شذى خليل*

تعمل حكومة السوداني بمسعى طموح لتعزيز صناعتها النفطية من خلال إنشاء مصافي جديدة وضمان صيانة المصافي الموجودة. بهدف تعظيم الطاقة الإنتاجية للعراق من النفط وتعزيز الاكتفاء الذاتي ، و قدراته التكريرية من خلال إنشاء مرافق جديدة مع إعطاء الأولوية لصيانة مصافيه الحالية.
قرار السوداني بالاستثمار في مصافي جديدة تأتي من رؤية استراتيجية للاستفادة من موارده النفطية الوفيرة وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية للمنتجات البترولية المكررة. من خلال بناء مصافي حديثة ، بهدف السيطرة على سلسلة قيمة النفط بأكملها وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي.
يعد العراق ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة “أوبك” إذ يصدر يوميا نحو 3.3 ملايين برميل، فيما تشكل العائدات النفطية نسبة 90 بالمئة من إيرادات البلاد التي تحتوي على احتياطات هائلة من الذهب الأسود.
في ظل التحديات المستمرة والأزمات الطويلة التي يعاني منها البلد، وبالأخص القطاع النفطي الذي هو مصدرا أساسي لرفد الموازنة العامة للدولة، وإدراكًا لحجم الأزمات المستمرة التي يواجهها البلد منذ عام 2003 ، تعمل حكومة السوداني على بذل الجهود في مسعى استراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية من خلال وضع خطط شاملة تهدف إلى إنشاء وتحصين العديد من مصافي النفط داخل البلاد.

إحدى هذه المصافي المهمة هي مصفاة كربلاء الاستراتيجية، والتي دخلت الآن مرحلة الإنتاج بطاقة 140 ألف برميل يوميا، حيث بدأت في إنتاج البنزين والمشتقات الأخرى، مما مكن العراق من تلبية 70٪ من الطلب المحلي على المشتقات النفطية، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى تحقيق وفورات سنوية كبيرة تبلغ حوالي 4-5 مليارات دولار، حيث ستقلل الدولة من اعتمادها على المنتجات النفطية المستوردة، ويولد المصفى 200 ميغاواط من الكهرباء “يجهز منها الشبكة الوطنية بـ 60 ميغاواط”.
يهدف العراق إلى الانتقال من كونه مستوردًا للمشتقات النفطية إلى مصدر لها، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تتابع الدولة بنشاط العديد من مشاريع التكرير، بما في ذلك مصفاة الفاو للنفط ومصفاة نفط الأنبار.
هذا، وأعلن العراق عن عدة مشاريع جديدة في القطاع النفطي، تركز بشكل أساس على تصدير المشتقات النفطية إلى الأسواق الخارجية.

من بين هذه المشاريع القادمة، تقف مصفاة ميسان كمشروع رائد ، بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف برميل في اليوم، وتشمل المشاريع البارزة الأخرى مصفاة القيارة (70.000 برميل / يوم) ، ومحطة هدرجة النفط (30.000 برميل / يوم) ، ومصفاة الناصرية (150.000 برميل / يوم) ، ومصفاة الكوت (100.000 برميل / يوم) ، ومصفاة السماوة ( 70.000 برميل / يوم) ومصفاة حديثة (70.000 برميل / يوم).
لدى العراق خطط طموحة لتعزيز قدرته التكريرية بشكل أكبر، ويعمل العراق بنشاط لزيادة الطاقة الإنتاجية الإجمالية لشركة مصافي الجنوب، والهدف منها هو زيادة طاقتها إلى ما يقرب من 280 ألف برميل يوميًا.
سيتم تحقيق هذا الهدف من خلال تنفيذ إجراءات مثل تطوير وحدات جديدة داخل المصافي، ويهدف العراق من إضافة هذه الوحدات الجديدة ، إلى تعزيز كفاءة وإنتاجية عمليات التكرير ، مما يسمح بزيادة إنتاج المشتقات النفطية لتلبية الطلب المحلي.

ختاما يسعى العراق إلى تحسين قطاع التكرير وتقليل اعتماده على المشتقات النفطية المستوردة، وبالتالي تعزيز الاكتفاء الذاتي في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة. فهو يستحق استثمارات كبيرة من أجل تخليص نفسه من أزماته المتجذرة، والارتقاء برفاهية وتنمية القطاع الاقتصادي بشكل عام والنفطي بشكل خاص.

 

وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية