قال مصدر عشائري عراقي في محافظة بابل العراقية إن قيادات دينية في المحافظة قامت بتهيئة مخيمات لتدريب عناصر من الإيرانيين والأجانب الذين اقتحموا الحدود العراقية مؤخرا ودخلوا إلى العراق دون أوراق ثبوتية، وإن هذه المخيمات تقع تحت إشراف منظمة بدر التي يقودها القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ «القدس العربي» أن أكثر من 2500 إيراني وإفغاني قدموا بحافلات من محافظة كربلاء إلى مناطق جنوب محافظة بابل حيث تم تجهيز مخيمات لهم بعيدة عن المناطق السكنية؛ لغرض تدريبهم والحاقهم بالحشد الشعبي»، «وقد علمنا أن معسكرات مماثلة تم انشاؤها في كل من جنوب كربلاء، والكوت، وديالى وأن المعسكر المُقام في جنوب كربلاء يُعد هو الابرز والأكبر»، على حد قوله.
ويؤكد المصدر على أن هؤلاء العناصر استقدموا للزج بهم في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية؛ خصوصا بعد أن كثرت جبهات القتال ضد التنظيم، والخسائر الكبيرة التي يتعرض لها الحشد الشعبي.
وأشار إلى «أن هناك لجان أمنية شُكلت حديثا تختص بجمع التبرعات من المحال التجارية وأيضا في الحسينيات ومن المقاهي، والمطاعم تحت ذريعة دعم «الحشد القدس» حيث يتم جمع هذه الأموال لتوفير مستلزمات المعسكرات الجديدة التي لا تضم أي مقاتلين عراقيين، بل جميعهم مقاتلون أجانب دخلوا مع عشرات آلاف من الإيرانيين الذين اقتحموا الحدود مؤخرا بحجة أداء مراسم الزيارة إلى كربلاء»، على حد وصفه.
المصدر الذي كرر طلبه بعدم الكشف عن اسمه خوفا من بطش فصائل الحشد الشعبي كما يقول أكد على «أن الأمر برمته من ترتيب منظمة بدر التي ينتمي اليها أحد أقاربه حيث قامت عناصرها بالانتشار في مناطق جنوب بابل، وأقاموا المعسكرات وأحاطوها بسواتر ترابية قبل أحداث اختراق الحدود، وهذا يدل على وجود تنسيق مسبق وأن الأمر لم يأت بمحض الصدفة» على حد تعبيره.
«قد يتساءئل البعض عن الحاجة لهكذا خطوة وهي اختراق الحدود بما أن الحدود العراقية الإيرانية تحت سيطرة الإيرانيين بالكامل، وحسب المعلومات التي وصلتنا من مصادر مطلعة فقد كانت هناك حافلات تضم مئات المتطوعين عند منفذ زرباطية في محافظة واسط، وكانت لهم الأولوية بالعبور؛ لكن بعض الإجراءات الخاصة بأسمائهم وعناوينهم أخرت دخولهم ودخول آلاف الزوار من بعدهم فتضاعفت الموجات البشرية القادمة، ما أدى لاختراق المنفذ الإيراني ومن بعده العراقي، ثم قامت الفصائل المسلحة التابعة للاحزاب المسيطرة على المنفذ وعلى الحدود بفتح الطريق لهؤلاء وأمنت لهم المسير إلى وجهتهم» كما يقول المصدر العشائري العراقي.
وختم المصدر حديثه قائلا : « الآلاف من الذين عبروا الحدود بدون تأشيرات دخلوا لغرض التجارة بالممنوعات وبنية التطوع للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتحت راية الحسين كما يقولون ؛ وهذا الأمر استفادت منه فصائل الحشد الشعبي حيث انضم لها آلاف المقاتلين الذين لا يطالبون برواتب ولا مخصصات ومستعدون للقتال والموت مقابل قطعة قماش من ضريح الإمام الحسين « على حد وصفه.
يذكر أن قيادة عمليات محافظة كربلاء حذرت من وجود أكثر من 150 ألف وافد من إيران من جنسيات مختلفة إيرانية وإفغانية وباكستانية من الذين اخترقوا الحدود العراقية الإيرانية بدون أوراق ثبوتية وهم يتمركزون الآن في مناطق جنوب المحافظة».
عبيده الدليمي
صحيفة القدس العربي