أفاد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في تقرير له بأن عمليات الدفع والتحصيل بالرنمينبي (اليوان) الصيني عبر الحدود، شهدت توسعا بنسبة 24% على أساس سنوي، لتصل إلى 38.9 تريليون يوان (5.42 تريليونات دولار) في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مما كان له تأثير أفضل في خدمة الاقتصاد الحقيقي.
وذكر التقرير -الذي نقلته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)- أن تجارة السلع عبر الحدود التي تمت تسويتها باليوان شكلت 24.4% من إجمالي التسويات بالعملة المحلية والعملات الأجنبية، بزيادة 7 نقاط مئوية على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى تم تسجيله في السنوات الأخيرة.
وأوضح أن اليوان يواصل تحسين دوره بوصفه عملة تمويل، مضيفا أنه تم إدخال سياسات تتعلق بممارسات مثل الإقراض الخارجي من قبل البنوك المحلية وإصدار السندات المحلية من قبل المؤسسات الخارجية.
كما أوضح التقرير أن بيئة الاستثمار والتمويل من خلال اليوان آخذة في التحسن، وأن التداول في أسواق اليوان الخارجية بات أكثر نشاطا.
ولفت إلى أن رصيد الودائع باليوان في الأسواق الخارجية الرئيسية بلغ نحو 1.5 تريليون يوان في نهاية عام 2022، ليعود بذلك إلى أعلى مستوى تاريخي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية.
وأشار إلى أن البنك المركزي سيعمل على تسهيل التجارة والاستثمار، وتحسين الأنظمة والبنية التحتية المتعلقة بالاستثمار والتمويل وتسوية المعاملات عبر الحدود، ودعم التنمية الصحية لأسواق اليوان الخارجية.
توسع اليوان الصيني
وكانت بيانات رسمية- صادرة عن الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي في الصين- أظهرت أن تجارة البلاد الدولية (سلع وخدمات) بلغت إلى 4.25 تريليونات يوان (ما يعادل 591.4 مليار دولار أميركي) في سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أظهرت بيانات رسمية أخرى أن سوق النقد الأجنبي في الصين سجل 19.12 تريليون يوان (2.66 تريليون دولار) في سبتمبر/أيلول الماضي، في حين بلغ هذا الرقم 192.9 تريليون يوان خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام.
وارتفعت الحصة العالمية لليوان من 2.29% في أبريل/نيسان الماضي إلى 2.54% في شهر مايو/أيار الماضي، في ما ظلت العملة الصينية خامس أكثر العملات نشاطا.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.2% العام الجاري و5% في 2024، وفقا لتقرير صدر في المنتدى المالي الدولي الذي عُقد السبت في قوانغتشو جنوبي الصين.
وأقدمت دول عدة من بينها الأرجنتين والبرازيل والسعودية والهند على استخدام اليوان الصيني في تعاملاتها، بما فيها مع صندوق النقد الدولي، وذلك بدلا من الدولار.
ويُصنف اليوان الصيني في المرتبة الرابعة على مستوى العالم في التعاملات الدولية، بعد الدولار واليورو والين الياباني.
ونجحت الصين عام 2016 -عبر مفاوضات مع صندوق النقد الدولي- في أن تجعل عملتها المحلية اليوان إحدى العملات الدولية القابلة لتكون أحد مكونات الاحتياطيات من النقد الأجنبي للدول.
ولا يزال الدولار يستحوذ على 41% من احتياطيات النقد الأجنبي على مستوى العالم، ويمثل نسبة 60% من عملات الدفع العالمية، كما أن الدولار له نصيب 60% من الديون الدولية، و52% من مدفوعات القروض الدولية.
المصدر : الجزيرة + وكالات