ميليشياوي موال لحفتر يكسر الهدوء الأمني غرب ليبيا

ميليشياوي موال لحفتر يكسر الهدوء الأمني غرب ليبيا

طرابلس – استيقظت غريان فجر الأحد على هجوم كاسح نفذته قوات يتزعمها القيادي بعملية “الكرامة” عادل دعاب، سيطرت من خلاله على كافة أرجاء المدينة، بما في ذلك مقر لواء غريان، وتولت طرد عناصر جهاز ميليشيا دعم الاستقرار التابعة لوزارة الداخلية والخاضعة لإمرة غنيوة الككلي.

وكان دعاب من أبرز قيادات منظومة “فجر ليبيا” قبل أن ينخرط عام 2019 في عملية “الكرامة” وينضم إلى اللواء 128 التابع للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. ولوحظت منذ أيام عودة التوتر الأمني إلى غريان حيث انتشرت الدبابات والسيارات المسلحة في الشوارع بعد ورود معلومات عن عودة دعاب الذي تبين أنه كان قد قام بالتنسيق مع قيادات أمنية وعسكرية واجتماعية داخل المدينة بما ساعده على بسط نفوذه عليها خلال فترة لا تتجاوز أربع ساعات.

وعاد دعاب إلى الواجهة مصحوبا بعدد مهم من المسلحين الذين انضموا في العام 2019 إلى الجيش خلال سيطرته على المدينة ضمن هجومه على المنطقة الغربية، وانسحبوا معه إلى المنطقة الشرقية بعد فشله في السيطرة على طرابلس. وعند دخوله المدينة لقي دعاب استقبالا كبيرا من أغلب مسلحي المدينة الذين انضموا إلى صفوف قواته نتيجة الولاءات الحاصلة في سياق التوازنات الاجتماعية المؤثرة بالمدينة.

وأكد اللواء إبراهيم الشقف، رئيس جهاز الأمن الداخلي سابقاً وأحد أعيان غريان، أن “ما حصل في غريان (…) كان أمرا طبيعيا بل ومنتظرا دون شك إذ لا يمكن لمهجر من بيته وأهله أن يبقى طوال هذه المدة مهجرا، وخاصة بعد أن كانت هناك محاولات عدة بكافة الوسائل والطرق السلمية لحل المشكلة”.

وتابع الشقف “الأمر الآن منوط بالمجلس الرئاسي لتبني مشروع مصالحة حقيقية بين الإخوة في غريان وليس بتغليب طرف على آخر أو بدعم أي طرف تحت أي ظرف من الظروف”، مردفا أن “على أهل مدينة غريان عدم تكرار ما حصل فلا يمكن معالجة الخطأ بخطأ آخر وإلا فإن المدينة ستستمر فيها عجلة العنف والانتقامات”.

وتم الإعلان في إحصائية أولية عن سقوط قتيلين وعشرة جرحى في المواجهات، فيما أكد شهود عيان أن أرتالا مسلحة اتجهت من طرابلس إلى ضواحي غريان، كما شوهدت بعض المسيرات وهي تحوم في سماء المنطقة، بما يشير إلى إمكانية حصول تصعيد أمني في المنطقة.

وقالت مصادر مطلعة إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة اجتمع بالقادة العسكريين والأمنيين في المنطقة الغربية، من بينهم محمود حمزة آمر اللواء 444 قتال ومحمود بن رجب آمر اللواء 52 مشاة وغنيوة الككلي آمر جهاز دعم الاستقرار ومحمود الغصري آمر لواء غريان وعبدالسلام الزوبي آمر اللواء 111، بالإضافة إلى ممثل قوة الردع الخاصة عبدالحكيم الشيخ وممثل جهاز الأمن العام عبدالله الفراولة وممثل هيئة أمن المرافق والمنشآت أسامة طليش وممثل جهاز مكافحة التهديدات الأمنية محمد بحرون.

وبحسب المصادر أقرّ المجتمعون جملة من النقاط من بينها ضرب مواقع في غريان بالطيران المسير وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بقيادة آمر اللواء 111 مجحفل الرائد عبدالسلام الزوبي وآمر عمليات الغرفة العقيد محمود حمزة. ويرى المراقبون أن مثل هذه الخطوات قد تدفع نحو تعقيد الوضع الأمني بالمنطقة الغربية، خصوصا وأن دعاب يحظى بمساندة عدد من أمراء الحرب ونجح في تشكيل جملة من التحالفات المهمة التي يمكن أن تغيّر التوازنات الحالية.

◙ في اجتماع الدبيبة بالقيادات العسكرية تم الاتفاق على ضرب مواقع في غريان بالطيران المسير وتشكيل غرفة عمليات بقيادة عبدالسلام الزوبي ومحمود حمزة

ويشيرون إلى أن اشتباكات غريان أعادت ملف الميليشيات المسلحة إلى واجهة الأحداث في الغرب الليبي وأكدت أن كل ما يقال عن استتباب الأمن والاستقرار لا يعدو أن يكون كلاما مرسلا من قبل السياسيين المستفيدين من الوضع الحالي.

في الأثناء دعت القوة التي نجحت في اقتحام غريان والسيطرة عليها جميع الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية، وطالبت رئيس الحكومة بتفعيل أجهزة الدولة العسكرية والشرطية للقيام بواجباتها في المدينة، مؤكدة دعمها للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.

وأشارت القوة العسكرية إلى أن ما يحدث في المدينة شأن داخلي ولن يتم السماح بتدخل أي أطراف خارجية، مؤكدة ترقب التطورات على الأرض، كما أعلنت حالة النفير العام والجاهزية التامة لمكونات المدينة والاستعداد التام للتصدي لكل من يحاول التعرض لمؤسسات الدولة أو يحاول استغلال الأحداث لتصفية حسابات شخصية، وثمنت جهود الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتحقيق المصالحة الوطنية ودعت مختاري المحلات إلى التعاون لحلحلة الخلافات ولم شمل مدينة غريان.

ومن جانبها أعلنت قيادات مدينة غريان، بحضور عادل دعاب وقائد الأمن العام في المدينة عبدالخالق الدايخ، أنها ستتصدى لكل من تسول له نفسه أن يتعرض لمؤسسات الدولة في المدينة، مؤكدة دعمها التام للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.

العرب