كشفت صحيفة دي فيلت الألمانية أن طهران تعمل على مد نفوذها في شمال أفريقيا عبر الدعم العسكري لجبهة البوليساريو عن طريق سفارتها في الجزائر.
وقالت كريستين كنشي في تقرير للصحيفة أن تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين أظهرت أن طهران تعمل على توسيع نفوذها منذ عدة سنوات، عبر شبكة عالمية من الميليشيات تدعمها بالسلاح والمال والتدريب لتستغلها لصالحها ضد الغرب ككل والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.
وامتدت هذه الشبكة إلى جبهة البوليساريو التي تعتبر أبرز مثال على نهج طهران التوسعي، وهي مشروع انفصالي في الصحراء المغربية تتمركز في مخيمات تندوف للاجئين في جنوب الجزائر وتحظى بدعم كبير من الجزائر.
وتراجعت جبهة البوليساريو بعد وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة في 1991، لكنها استأنفت القتال ضد المملكة في 2020، وأكد المغرب أن إيران زودت أعضاء البوليساريو بصواريخ أرض جو وطائرات دون طيار. وأقام حزب الله وهو أقوى ميليشيات إيران، معسكرات في الجزائر حيث كان يدرب مقاتلي البوليساريو.
وقطع المغرب علاقاته مع إيران في 2018 بسبب دعمها لجبهة البوليساريو، حيث صرح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة آنذاك إن حزب الله “أرسل ممثلين عسكريين إلى جبهة البوليساريو وزودها بالأسلحة ودربها على حرب المدن”.
ونفى قادة جبهة البوليساريو وحزب الله هذه الاتهامات، بينما أكدت السلطات المغربية أن بحوزتها ملفا كبيرا يضم تقارير مفصلة وصورا بالأقمار الصناعية لاجتماعات بين ممثلي حزب الله والبوليساريو في الجزائر.
وأضافت أن إيران ساعدت أيضا على تنظيم لقاءات بين جبهة البوليساريو وحزب الله عبر سفارتها في الجزائر. فيما ذكر ممثل جبهة البوليساريو العام الماضي أن إيران تزودهم، من خلال الوساطة الجزائرية، بطائرات دون طيار “كاميكازي” ليستخدموها ضد المغرب.
وتؤكد التقارير الاستخباراتية الجديدة، صحة التقارير المغربية حيث حصلت دي فيلت على تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يقول أنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج يدعى مصطفى محمد الأمين الكتاب وهو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن الشرق الأوسط.
وأصبحت البوليساريو أكثر فائدة لطهران منذ أن توقيع اتفاقيات إبراهيم للسلام مع إسرائيل والتي شملت المغرب التي أصبحت محور محاولات إيران لزعزعة استقرار المنطقة عبر جبهة البوليساريو.
وكشفت دي فيلت في بداية العام عن شبكة حوالات تعمل انطلاقا من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله.
وأضافت أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله وحماس، وربما أيضا لجبهة البوليساريو بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل تتبع تدفقاتها النقدية.