ارتباك حكومي عراقي في تحديد مفهوم السيادة الوطنية

ارتباك حكومي عراقي في تحديد مفهوم السيادة الوطنية

_69060_iraq3

رحبت الخارجية العراقية أمس بإعلان تركيا مواصلتها سحب قواتها من العراق، وذلك بالتزامن مع تأكيد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عدم حدوث أي انسحاب للقوة التركية.

وفيما الجدل ما يزال محتدما حول إرسال تركيا قوّة قتالية إلى شمال العراق، تفجّر جدل جديد بشأن إعلان إيطاليا إرسال قوات إلى محيط سدّ الموصل لحماية المنشأة التي فازت شركة إيطالية بعقد لترميمها تتجاوز قيمته المياري دولار.

وتتميّز مواقف الحكومة العراقية التي تقودها أحزاب شيعية من مسألة السيادة الوطنية باضطراب شديد يصل حدّ التناقض، حين يتعلّق الأمر بالدفاع عن التدخّل الإيراني في البلد لأسباب طائفية في مقابل مهاجمة تدخلات أخرى لذات الأسباب ما يعني تحوّل القضية مدارا للمزايدات السياسية.

وطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود التيار الصدري أمس بإصدار “قرارات صارمة بشأن إرسال قوات أجنبية إلى العراق، وإلا كانت بداية النهاية”، وذلك ضمن حديثه عن إرسال قوة إيطالية إلى الموصل قائلا “تركيا ثم إيطاليا.. هذا يدل على استخفافهم باستقلال العراق وسيادته”.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي أعلن الأسبوع الماضي أن 450 جنديا إيطاليا بصدد الاستعداد للتوجه إلى العراق للمشاركة في مواجهة تنظيم داعش وحماية سد الموصل بعد موافقة البرلمان الإيطالي.

ويأتي ذلك فيما تواصل تركيا إضفاء الغموض حول قضية جنودها الموجودين في معسكر بعشيقة بشمال العراق، عبر تجنّب الإشارة الصريحة إلى سحبهم.

وعلى إثر مطالبة الرئيس الأميركي أنقرة بتهدئة التوتر مع العراق بادرت الخارجية التركية السبت إلى القول في بيان، إنّه “مع أخذ حساسيات الجانب العراقي في الاعتبار، ستواصل تركيا العملية التي بدأتها لسحب قواتها المنتشرة في الموصل”.

وردّا على ذلك قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أمس إنّ ما “ما ورد في الإعلام عن أن القوات التركية انسحبت من العراق خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات واحترام لسيادة وأمن العراق”.

لكنه أكد “أننا ماضون في خطواتنا إلى مجلس الأمن إلى أن يتحقق الانسحاب الكامل، وذاهبون أيضا إلى جامعة الدول العربية”.

واستغرب ساسة وإعلاميون عراقيون علّقوا على كلام الجعفري، استناد خارجية البلد إلى الإعلام لمعرفة إن كانت القوات التركية قد انسحبت أم لا.

وفي المقابل أكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس عدم حدوث أي انسحاب للقوة التركية عكس ما أعلنته وزارة الخارجية التركية.

وقال المتحدث سعد الحديثي لموقع السومرية الإخباري إنه “لم يحدث أي انسحاب للقوة التركية بعدما طالبت الحكومة العراقية بسحب هذه القوة إلى الحدود البرية الدولية بين العراق وتركيا”.

وبشأن قضية الجنود الإيطاليين أكد الحديثي، أنه “لا يوجد حتى الآن أي اتفاق بين الحكومة العراقية ونظيرتها الإيطالية بشأن استقدام قوات قتالية”، مشددا على أن “أية قوات أجنبية مرفوضة وغير مرحب بها”.

صحيفة العرب اللندنية