ما تخسره حماس في غزة تستعيده في الضفة

ما تخسره حماس في غزة تستعيده في الضفة

في الوقت الذي يزداد فيه التململ بين سكان قطاع غزة من نتائج هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، تزداد شعبية الحركة في الضفة الغربية بما يجعلها عاملا مقلقا للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وعلى عكس الخسائر الكبيرة التي مني بها سكان القطاع من فقدان الآلاف بين قتلى ومفقودين وهدم للمنازل وافتقار للغذاء والماء والدواء والمحروقات، ونزوح إلى الجنوب تحت القصف الشديد، فإن سكان الضفة الغربية استفادوا من اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل بأن استعادوا أعدادا من النساء والفتيان ممن كانت إسرائيل قد اعتقلتهم، خلال أحداث سابقة.

وعلى مقربة من مقر السلطة الفلسطينية، حمل العشرات من الشبان رايات حركة حماس الخضراء عند نزول الأسرى من حافلة الصليب الأحمر الدولي، وهتفوا لحركة حماس وتأييدا لكتائب عزّ الدين القسام، الجناح العسكري للحركة. وظهرت خلال احتفالات جرت نهاية الأسبوع، رايات لحركة فتح، لكن بأعداد قليلة مقارنة مع رايات حركة حماس. وكانت الشرطة الفلسطينية تتعرض غالبا لكل من يرفع راية حماس.

سكان الضفة يستفيدون من اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل باستعادة أعداد من النساء والفتيان ممن اعتقلتهم إسرائيل

وفي غزة يصب الناس غضبهم على إسرائيل، لكن الكثيرين يوجهون انتقادات لحماس معتبرين أنها غامرت بتنفيذ هجوم كبير من دون أن تحسب حسابا للرد الإسرائيلي الذي كان كبيرا وغير معهود.

ويقول هؤلاء إن حماس فكرت بمصالحها من دون أن تفكر بالمدنيين، فهي أرادت استدراج إسرائيل للاشتباك وإظهار قوة المقاومة وقدرتها على إلحاق الخسائر بالجيش الإسرائيلي. كما تروج لقدرتها على إجبار الإسرائيليين على التفاوض. وتهيأت للحرب من خلال بناء الأنفاق وشراء الأسلحة وإجراء التدريبات اللازمة.

لكن في الضفة، التي لم تتعرض للتدمير والقصف اليومي، فإن الناس يقدمون تفسيرا آخر لما جرى يوم السابع من أكتوبر. وقال طارق العملة الذي شارك في استقبال الأسرى العائدين إلى الضفة إن الهجوم على إسرائيل “كان ردة فعل ليس من حماس، إنما من الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين”.

وأكد جهاد عيوش الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية من جهته “القضية لم تبدأ في السابع من أكتوبر، القضية تعود إلى قبل ذلك. والسؤال المهم ماذا كانت تفعل إسرائيل بالفلسطينيين من قبل؟”.

ويعلّق الفلسطينيون آمالا كبيرة على عمليات تبادل أسرى ستحصل مقابل جنود تحتجزهم حماس بين الرهائن. ويأملون أن يتم الإفراج عن أصحاب الأحكام العالية والقيادات السياسية التي من الممكن أن يكون لها تأثير على المرحلة السياسية المقبلة، ومن بينهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات وقيادات من حركة حماس.

وتقف السلطة الفلسطينية في وضع حرج، فهي لا تستطيع إدانة ما قامت به حماس ولا انتقاد المغامرة التي كلفت الفلسطينيين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأي كلام في هذا السياق سيتم تأويله على أنه انحياز لإسرائيل، وأن حسابات عباس الخاصة تجعله في صفها.