الاتّحاد الوطني الكردستاني يجني أولى ثمرات توحيده تحت قيادة بافل طالباني

الاتّحاد الوطني الكردستاني يجني أولى ثمرات توحيده تحت قيادة بافل طالباني

الانتخابات المحلّية التي جرت الإثنين في العراق مثّلت اختبارا عمليا لجهود رئيس حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في تفعيل دور الحزب وتأهيله للقيام بدور أكبر في إدارة إقليم كردستان العراق وتوسيع مشاركته في الحياة السياسية بعموم العراق. وقد باحت صناديق الاقتراع بنتائج مبشّرة للحزب وقيادته.

كركوك (العراق) – بدأ حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني يجني نتائج جهود رئيسه بافل جلال طالباني في تفعيل دوره وتوسيع قاعدته الشعبية وتنويع شبكة علاقاته داخل إقليم كردستان وفي عموم العراق.

وكشفت نتائج الحزب في الانتخابات المحلية التي أجريت الإثنين في 15 محافظة عراقية، بما في ذلك المحافظات التي يسكنها أبناء القومية الكردية مع باقي القوميات المشكّلة للنسيج الاجتماعي العراقي، عن ارتفاع ملحوظ في مستوى ثقة السكان في الحزب وذلك من خلال تصويتهم بكثافة لصالحه.

وحقّق الاتّحاد الوطني أبرز إنجاز انتخابي له في محافظة كركوك التي سجّلت أعلى معدّل إقبال للناخبين على صناديق الاقتراع قياسا بمختلف المحطّات الانتخابية في جميع المحافظات العراقية التي أجريت فيها الانتخابات. وتوقّع رزكار حاج حمه، عضو المكتب السياسي، أن يكون منصب محافظ كركوك من نصيب الحزب استنادا إلى نتائجه الانتخابية.

ويكتسي الفوز بقيادة الحكومة المحلية في كركوك أهمية استثنائية بفعل القيمة الإستراتيجية للمحافظة الغنية بالنفط والتي تعرف تنافسا شرسا عليها يتجاوز القوميات التي تسكنها إلى جهات من خارجها كثيرا ما تحاول استغلال روابطها العرقية والطائفية بسكان كركوك لاختراقها كما هي حال عدد من الأحزاب الشيعية التي تركّز جهودها على استمالة عرب المحافظة، وحتى تركيا التي لطالما حاولت استخدام البعض من أبناء المكوّن التركماني لتأسيس نفوذ لها في كركوك.

كما يؤذن فوز حزب الاتّحاد في كركوك بعودته القوية إلى المحافظة من بوابة الشرعية الشعبية، بعد أن فقد زمام سلطتها المحلّية سنة 2017 باستبعاد عضو مكتبه السياسي آنذاك نجم الدين كريم من منصب المحافظ.

واستفاد الاتّحاد الوطني من صعود بافل ابن الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني مؤخرا إلى رئاسته بعد إلغاء مبدأ الشراكة في الرئاسة لإعادة توحيد صفوفه واستعادة ثقة جماهيره، مستندا إلى كاريزما رئيسه وقدرته على التواصل المباشر مع القواعد الشعبية.

ولعب بافل طالباني دورا مباشرا في حسن سير الانتخابات في كركوك وفي ارتفاع نسبة المشاركة الشعبية فيها، وذلك بتوجيهه نداء للتهدئة منعا لانزلاق التنافس الانتخابي الشديد نحو العنف.

ودعا في ندائه أبناء كركوك “بجميع قومياتهم ومكوناتهم إلى الحفاظ على الهدوء في المدينة والتعبير عن انتصارهم بسلام واستقرار”، مشدّدا على تجنّب إحداث الفوضى وتهديد الاستقرار.

ومثّلت الانتخابات حدثا استثنائيا في كركوك ليس فقط لكونها الأولى من نوعها منذ سنة 2005 بعد أن استثنيت المحافظة من دورتي 2009 و2013، ولكن أيضا بسبب امتزاج الصراع العرقي والحزبي الذي يرفع من قيمة رهان السيطرة إداريا على المحافظة متعددة الأعراق والغنية بالنفط.

وعلى هذه الخلفية تحوّلت الحملة الانتخابية في كركوك إلى معركة سياسية حامية تقاطعت فيها الاتهامات وخرجت أحيانا عن سياق التنافس المشروع من خلال تشويه بعض المرشحين إعلاميا ومحاولات إفساد حملات البعض الآخر.

ويعتبر موقع المحافظ ذو الأهمية الكبرى مدار الصراع الأساسي في كركوك، ويمثل هدفا رئيسيا للحزب الديمقراطي الكردستاني المنافس الأبرز لحزب الاتحاد الوطني.

ورفع الحزب في حملاته الانتخابية لواء الدفاع عن حقوق أكراد العراق في كركوك واستعادة مكانتهم في المحافظة، إلا أنّه بدوره متهم من قبل قطاع واسع من الأكراد أنفسهم بشق الصفّ الكردي بسبب سياسة التفرّد التي يتّبعها استنادا إلى حسابات حزبية ضيقة.

وعلى هذه الخلفية اختار الحزب الذي يقوده أفراد من أسرة بارزاني عدم دخول الانتخابات المحلّية في كركوك ضمن قائمة مشتركة مع باقي الأحزاب الكردية، رغم ما بذلته قيادات تلك الأحزاب من جهود كبيرة لإقناع الحزب الديمقراطي بذلك.

وقال الحاج حمه الثلاثاء في تصريح صحفي إنّ “الاتحاد الوطني حصل على أكثرية أصوات محافظة كركوك، ورغم ضياع نسبة كبيرة من الأصوات بسبب تشتت الصوت الكردي، إلاّ أن الفرصة مازالت سانحة لتوحيد الصف بين الأطراف الكردستانية في المحافظة”، مشيرا إلى استعداد الحزب “للعمل المشترك في جميع المناطق”.

وبالإضافة إلى كركوك حقق حزب الاتحاد الوطني الكردستاني نتائج إيجابية في كل من محافظتي ديالى وصلاح الدين بما يضمن له مشاركة في إدارة الشأن المحلّي للمحافظتين.

ووصف أحمد الهركي، القيادي في حزب الاتحاد، نتائج الانتخابات بالنسبة إلى حزبه بـ”الجيدة جدا”، مؤكّدا أنّ الحزب حقق زيادة بأكثر من عشرين ألف صوت عن الانتخابات السابقة في نينوى، وتوقع حصوله على مقعدين أو ثلاثة في المحافظة. وأضاف متحدّثا لموقع المعلومة الإخباري العراقي أنّ من المتوقع أن تكون لحزب الاتّحاد مقاعد في جميع مجالس المحافظات التي شارك في انتخاباتها خارج إقليم كردستان العراق.

العرب