لندن – ينظر محللون إلى انضمام البرازيل إلى اجتماع أوبك الأخير بصفتها أحدث عضو في منظمة أوبك+ على أنه مؤشر على تداخل متزايد بين منتجي النفط ومجموعة بريكس تقف وراءه روسيا.
وفاجأت الخطوة المحللين خاصة بعد أن أعلن الرئيس لولا دا سيلفا في الصيف الماضي عن حزمة الانتقال إلى الطاقة النظيفة “الأكثر طموحا”.
وواجهت أوبك انتقادات شديدة في مؤتمر المناخ (كوب 28) لمعارضتها اللغة التي من شأنها أن توضح لأعضائها مسار نهاية الصناعات النفطية.
وقال النائب الأول لوزير التنمية الاقتصادية الروسي إيليا توروسوف بعد انتهاء مؤتمر كوب 28 الأسبوع الماضي إن بلاده ستسعى إلى توحيد بريكس تحت شعار تحول الطاقة.
الحكومات التي تنفذ سياسات الطاقة النظيفة تصرّ على أنها على الطريق الصحيح الوحيد.. في حين يجادل البعض بأن هذا الموقف محفوف بالمخاطر
وقال توروسوف، خلال مقابلة جمعته مع بلومبرغ، إن روسيا ستترأس تحالف بريكس العام المقبل، وستكمن مهمتها في “توحيد الجهود والمناهج المشتركة في الفضاء الأوراسي وفي فضاء بريكس”.
لكن الكاتبة إيرينا سلاف اعتبرت في مقال بموقع أويل برايس أن الاعتقاد بأن مجموعة بريكس ستستجيب لمثال مجموعة السبع أو الاتحاد الأوروبي وتحاول التحول من الهيدروكربونات والطاقة النووية والطاقة المائية إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية يبقى اعتقادا خاطئا على الأرجح.
يُذكر أن نصف دول بريكس تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. وتراقب المجموعة التكتلات الأخرى وتسجل عواقب الانتقال غير المرغوب فيها.
وفرضت كندا ضريبة الكربون، وهذا ما سوف يُيسّر على الكنديين تغطية كلفة الانتقال النظيف. أما ألمانيا فقد استثمرت مليارات الدولارات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكنها اضطرت إلى إعادة فتح مولدات الفحم بعد أن أغلقت آخر مفاعلاتها النووية.
وقد تستنزف المملكة المتحدة خزينتها لتدفع لمطوري طاقة الرياح السعر المطلوب مع ارتفاع التكاليف في هذا القطاع.
وتصر الحكومات التي تنفذ سياسات الطاقة النظيفة على أنها على الطريق الصحيح الوحيد. وفي حين يجادل البعض بأن هذا الموقف محفوف بالمخاطر، مع استياء المواطنين على نحو متزايد من تكاليف المعيشة، إلا أن الحكومات لا ترفض التراجع.
وبحسب سلاف “من المحتمل أن تواصل مجموعة بريكس مراقبة هذه التطورات عن كثب وتعتبرها مثالا على ما لا يجب فعله”.
وقال توروسوف لبلومبرغ إن بلاده ستواصل اعتماد الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة ولكنها تسعى إلى تقليل استخدام الفحم مع التوسع في الطاقة النووية والمائية.
ورفضت الصين والهند التوقيع على تعهد كوب 28 بمضاعفة قدرة العالم على توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية ثلاث مرات، حيث لم تعجبهما اللغة المعتمدة في النقاط التي تحدد قطاع الفحم.
ويعمل البلدان على توسيع قدرتيهما على اعتماد الفحم لتوليد الطاقة، حيث تخطط الهند وحدها لمضاعفة إنتاج الفحم المحلي ثلاث مرات لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
من المرجح أن تواصل مجموعة بريكس مراقبة التطورات عن كثب وتعتبرها مثالا على ما لا يجب فعله
وذكر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن الصين وافقت على مشاريع جديدة لتوليد الفحم بمعدل مبهر يعادل محطتين جديدتين أسبوعيا خلال العام الماضي. ويحدث هذا حتى مع تعزيز إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى مستويات قياسية.
وتعمل السعودية على زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل، وتتبع البرازيل خططا لزيادة إنتاج النفط لتمويل المرحلة الانتقالية وغيرها من المشاريع.
وصرّح رئيس مكتب الرئيس البرازيلي لوسائل الإعلام مؤخرا بأن البرازيل تحتاج إلى المزيد من أموال النفط لتمويل المرحلة الانتقالية، وهي الحجة التي ستدعمها السعودية بقوة.
ومن المنطقي أن يُناقش الموضوع على مستوى المجموعة مع وضع معظم أعضاء مجموعة بريكس خططا وطموحات انتقالية.
وترى سلاف أنه من الصعب تحديد ما ستؤدي إليه المناقشة ولكن من المرجح أن تكون النتيجة براغماتية بقدر خطط كل عضو منفرد في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، أو بما يضمن إضافة المزيد من مصادر الطاقة في حالة الصين والهند.
العرب