أنقرة – قالت وسائل إعلام تركية إنّ القمة الأمنية التركية – العراقية، التي عقدت الثلاثاء في أنقرة أسفرت عن وضع خارطة طريق بهدف تعزيز التعاون بين البلدين.
وجاء ذلك في وقت تحدّثت فيه مصادر عراقية مطلّعة عن جهود تبذلها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإقناع حكومة محمد شياع السوداني بإبرام اتّفاق أمني بين الطرفين يقضي بتولّي السلطات العراقية إنهاء وجود مسلّحي حزب العمّال الكردستاني المعارض للنظام التركي داخل الأراضي العراقية، وذلك على غرار اتّفاق مماثل كان العراق قد أبرمه مع إيران بهدف إنهاء وجود المسلّحين الأكراد الإيرانيين المعارضين لنظام طهران.
وقالت المصادر إنّ أنقرة تطرح مقترحها على الجانب العراقي في شكل مقايضة بملف المياه الذي فشلت بغداد إلى حدّ الآن في إقناع أنقرة بحلّه لتفادي طارئة مائية تداهم العراق بسبب احتجاز تركيا لكميات متزايدة من مياه نهري دجلة والفرات.
لكن ذات المصادر لفتت إلى وجود مصلحة عراقية في حلحلة الملف الأمني مع الجانب التركي وذلك بهدف فتح الطريق لتعاون اقتصادي كبير يقوم بالأساس على إنشاء طريق تجاري كبير يمتد من المنطقة العراقية المطلة على مياه الخليج بجنوب البلاد حيث تركيا وصولا إلى ساحل البحر المتوسّط.
ولا يمكن إنجاز هذا الطريق في ظل وجود عناصر حزب العمال داخل مناطق حدودية بين تركيا والعراق تعتبر ممرا ضروريا لها.
وحضر القمّة الأمنية بحسب مصادر دبلوماسية نقلت عنها وكالة الأناضول التركية عن الجانب التركي كلّ من وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وعن الجانب العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين ووزير الدفاع ثابت العباسي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ووزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق ريبر أحمد ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.
وعبّر المسؤولون الأتراك في اجتماعهم بالمسؤولين العراقيين عن رغبة بلادهم “في تحقيق رؤيته للتعاون الإستراتيجي الإقليمي”، معتبرين أن “أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها يمكن أن يتحقق إذا وقّعت دول المنطقة على مشاريع تعاون مشتركة وبدأت في البحث عن حلول للمشاكل”.
العرب