أردوغان يستغل انشغال العالم بغزة لتوسيع الحرب على “إرهابستان”

أردوغان يستغل انشغال العالم بغزة لتوسيع الحرب على “إرهابستان”

لندن- يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انشغال العالم بالمعارك في غزة والتوترات في البحر الأحمر لتوسيع الحرب على الأكراد؛ إذ نفذت القوات التركية وجهاز المخابرات في البلد السبت والأحد هجمات استهدفت مواقع للأكراد في كل من سوريا والعراق، أو ما أطلقت عليه الرئاسة التركية تسمية “إرهابستان”.

وجاءت الضربات، التي استهدفت مرافق بنية تحتية حيوية ونقاطا للتفتيش وقواعد عسكرية بما في ذلك موقع للجيش السوري، بعد مقتل تسعة جنود أتراك في اشتباك يوم الجمعة مع أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

ورغم شدة الضربات التي وجهتها تركيا وأدت إلى مقتل العشرات من الأكراد، إلا أنه لم يصدر أي موقف بشأن القصف التركي خاصة من الولايات المتحدة التي تعد الحليف الأول للأكراد في المنطقة.

وتبدو الولايات المتحدة منشغلة بالتوتر في البحر الأحمر حيث تنفذ مع بريطانيا ضربات ضد الحوثيين الذين يعرقلون الملاحة الدولية منذ أشهر، في حين تعكس تصريحات المسؤولين الأتراك أن المعركة مع الأكراد لن تتوقف قريبا، بينما يبدو العالم منشغلا بالحرب في غزة.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرليقايا “إن عملياتنا مستمرة بحزم حتى تحييد آخر إرهابي”، في إشارة إلى الأكراد.

ونشر الوزير عبر حسابه في إكس الأحد مشاهد من عمليات “الأبطال – 42” ضد الأكراد في جبل جودي وجبار ومناطق أخرى شرقي البلاد، والتي يشارك فيها 37 فريقا و518 فردا من قوات الدرك.

وأشار إلى أن قوات بلاده تنفذ “عمليات طيلة أيام العام وعلى مدار الفصول الأربعة وليلا ونهارا، إلى أن يتم تحييد آخر إرهابي”.

ودمرت الاستخبارات التركية 23 موقعا لتنظيم “بي كي كي/واي بي جي” في سوريا، من بينها ما يسمى بـ”مرافق بنية تحتية ونقاط تفتيش”.

وأفادت مصادر أمنية للأناضول الأحد بأن جهاز الاستخبارات استهدف ما يسمى بمنشآت عسكرية واستخباراتية وأخرى خاصة بالطاقة والبنية التحتية وتابعة لـ”بي كي كي/واي بي جي” في سوريا، وذلك رداً على هجمات التنظيم ضد القوات التركية شمالي العراق.

وأوضحت المصادر أن عمليات الاستخبارات أسفرت عن تدمير 5 مرافق حساسة، و3 نقاط تفتيش، و8 مما يسمى “نقاطا عسكرية”، ومستودعين للذخيرة، ومستودعين لوجستيين، ومستودعين تقنيين للمركبات، ومركبات أخرى تستخدم في حفر الأنفاق وإعداد الجبهات.

الولايات المتحدة، أبرز حليف للأكراد، منشغلة بالتوتر في البحر الأحمر حيث تنفذ مع بريطانيا ضربات ضد الحوثيين

وأكدت أن العمليات ستتواصل حتى تحقيق الأهداف المخطط لها. وقالت وزارة الدفاع التركية الأحد إنها “حيدت” 10 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في غارات جوية على منطقتي متينة وغارا في شمال العراق.

في حين أعلنت الاستخبارات التركية اغتيال كردي ينشط في أعمال تجسس على تركيا، خلال عملية في مدينة السليمانية شمالي العراق.

وذكرت مصادر أمنية للأناضول الأحد أن حسن سبوري الملقب بـ”ريدور باز” انضم إلى تنظيم “بي كي كي” من إيران في العام الماضي. وأضافت أن “الإرهابي” تلقى تدريبات في جمع المعلومات الاستخباراتية والاستطلاع والمراقبة.

وأكدت أنه بعد رصده وهو يعمل على جمع معلومات استخباراتية واستطلاعية ومراقبة ضد تركيا، نفذت الاستخبارات التركية عملية حيدته فيها بمدينة السليمانية شمالي العراق.

وكانت تركيا قد بدأت ردها الانتقامي على الأكراد السبت حيث نفذت قصفا جويا في شمال العراق، ما أدى إلى مقتل 20 عضوا في حزب العمال الكردستاني وتدمير 29 هدفا.

وأفادت وزارة الدفاع التركية في بيان على منصة إكس بأن الغارات الجوية قصفت أهدافا في مناطق هاكورك ومتينا وغارا وقنديل بشمال العراق. وأضافت أن الأهداف شملت كهوفا ومخابئ وملاجئ ومنشآت نفطية.

وكانت تركيا أكدت السبت أنها لن تسمح قطعا بإنشاء “إرهابستان” (دويلة إرهابية) على حدودها الجنوبية، مهما كانت الأسباب، كما شددت على “مواصلة الجهود الرامية إلى تجفيف مستنقعات الإرهاب كاملة في العراق وسوريا”.

جاء ذلك في بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، عقب اجتماع أمني في إسطنبول برئاسة أردوغان، ومشاركة كبار المسؤولين، وفقا لوكالة أنباء الأناضول.

وشدد البيان على “مواصلة الكفاح حتى القضاء على آخر إرهابي وحتى تجفيف مستنقعات الإرهاب كاملة في العراق وسوريا”.

وأضاف أن “التنظيم الإرهابي الانفصالي (بي كي كي) الذي أوشك على الزوال داخل بلادنا تكبد خسائر فادحة نتيجة عملياتنا الناجحة خارج الحدود”.

ولفت إلى “أنه كلما جرى تضييق الخناق على ‘بي كي كي’ الإرهابي في سوريا والعراق، اكتسبت محاولات إعادة تمكينه وتنشيطه زخما”.

وأكد البيان “أن الهجمات الإرهابية المتزايدة الأخيرة ضد القوات التركية العاملة خارج الحدود هي جزء خبيث من سيناريوهات تسمين التنظيم”.

العرب