تحقيقات أميركية تلاحق المستثمرين في الذكاء الاصطناعي التوليدي

تحقيقات أميركية تلاحق المستثمرين في الذكاء الاصطناعي التوليدي

واشنطن – أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (أف.تي.سي) تحقيقا موسعا بشأن استثمارات بمليارات الدولارات لمجموعات مايكروسوفت وغوغل وأمازون في شركتي أوبن أي.آي وأنثروبيك الناشئتين المتخصصتين في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وطلبت اللجنة من الشركات الخمس تقديم معلومات عن الاستثمارات والشراكات الأخيرة، التي تشمل شركات الذكاء الاصطناعي التوليدية ومقدمي الخدمات السحابية في شهر ونصف الشهر من بداية سريان القرار.

وقالت رئيسة اللجنة لينا خان في بيان الخميس الماضي، “يتّضح أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تنشئ أسواقا جديدة ومنافسة صحية”. وأضافت “لكن علينا التنبّه من التكتيكات التي تقفل هذه الفرصة”.

ويفترض أن تتوصل التحقيقات إلى معلومات تتعلق بإستراتيجية الشركات والعواقب المترتبة على إطلاق منتجات جديدة، والتأثير على حصص السوق وعلى إتاحة الموارد اللازمة لأنظمة الكمبيوتر هذه التي تتطلب شرائح إلكترونية متطورة.

ولفت الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يستخدم البيانات لإنشاء محتوى جديد، مثل تشات جي.بي.تي، انتباه المشرعين والمنظمين على مستوى العالم، الذين يشعرون بالقلق من إمكانية استخدامه لتهديد الأمن القومي، أو تضخيم عمليات التأثير أو تسهيل الاحتيال.

وأثارت الصفقات بين عدد صغير من اللاعبين الأقوياء وشركات التكنولوجيا الكبرى، مخاوف بشأن مكافحة الاحتكار.

وخلصت مذكرة لبنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي إلى أن الشركات ضخت العام الماضي استثمارات في الذكاء الاصطناعي بنحو 40 في المئة ارتفاعا من المتوسط في السنوات السابقة.

وتعليقا على هذا القرار، قالت ناطقة باسم غوغل “نأمل في أن تُعلَن أسماء الشركات التي لا تتيح غوغل كلاود أو التي لها تاريخ طويل في تقييد الزبائن، وتتبنى النهج نفسه في الخدمات لمتعلقة بالذكاء الاصطناعي”.

واعتبرت غوغل أنّ مايكروسوفت تسعى إلى بناء نظام مغلق وحصري باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي، الذي ابتكرته أوبن أي.آي، في حين تتيح منصتها السحابية استخدام نحو مئة نموذج لغوي مختلف.

ومن المتوقع أن تساعد التحقيقات بفحص الأعمال الداخلية للصفقات التي عقدتها مايكروسوفت وغوغل وأمازون ومقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي لمساعدة وكالة مكافحة الاحتكار وحماية المستهلك، على فهم كيفية تأثير هذه الصفقات على المنافسة.

الصفقات بين عدد صغير من اللاعبين الأقوياء وشركات التكنولوجيا الكبرى أثارت مخاوف بشأن مكافحة الاحتكار

وتهدف التحقيقات أيضا إلى الحصول على تفاصيل حول كيفية تأثير الشراكات مع شركات التكنولوجيا الكبرى على الإستراتيجية والقرارات المتعلقة بتسعير المنتجات والخدمات وبمنح الوصول إلى المنتجات والخدمات والقرارات المتعلقة بالموظفين.

وقال الرئيس السابق للجنة، ويليام كوفاسيتش، الذي يدرس بكلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، لرويترز إن القرار يشير إلى تحرك مفاده “نحن نراقب ونتعلم وسنواصل المراقبة”، وأنه إذا حان الوقت لاتخاذ إجراء مستقبلي، فستكون الهيئة مستعدة تماما.

وأكدت مايكروسوفت أنها ستقدم معلومات للجنة لاستكمال مراجعتها، وأن “التعاون من قبل الشركات الأميركية يضع الولايات المتحدة في المقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وقالت ريما العليلي نائب رئيس الشركة لتنظيم المنافسة والسوق، إن “الشراكات بين الشركات المستقلة مثل مايكروسوفت وأوبن أي.آي، وكذلك من بين العديد من الشركات الأخرى، تعمل على تعزيز المنافسة وتسريع الابتكار”.

وفي يونيو الماضي، نشرت اللجنة منشورا على مدونة يوضح المجالات المحتملة للتنافسية، وأكدت أنهم سيستخدمون “مجموعة كاملة من الأدوات لتحديد ومعالجة أساليب المنافسة غير العادلة”.

وقالت إن “المنافسة لها أهمية خاصة في المجالات الثلاثة، وهي البيانات والموهبة والموارد الحاسوبية”.

وخلال زيارتها الأولى إلى وادي السيليكون كرئيسة للجنة، قالت لينا إن “الذكاء الاصطناعي هو موضوع تدرسه الوكالة لتحديد ما إذا كانت التكنولوجيا تخضع لسيطرة عدد قليل من الشركات”.

وذكرت صحيفة بوليتيكو في وقت سابق من هذا الشهر، أن وزارة العدل الأميركية واللجنة تجريان مناقشات حول إمكانية التحقيق في أوبن أي.آي لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار، بما في ذلك شراكتها مع مايكروسوفت.

وتعمل أوبن أي.آي وأنثروبيك، وهما شركتان ناشئتان تبنيان ما يُعرف بـ”النماذج الأساسية”، على تطوير ذكاء اصطناعي مدرب على كميات كبيرة من البيانات.

وأظهرت أرقام شركة بيتشبووك المتخصصة في البيانات المالية والبرمجيات أن الاستثمارات الضخمة في شركتي الذكاء الاصطناعي شكلت أكثر من 10 في المئة من إجمالي تمويل المشاريع الأميركية في الشركات الناشئة العام الماضي.

وأبرمت أنثروبيك اتفاقيات لجمع 4 مليارات دولار من أمازون وأكثر من ملياري دولار من ألفابت.

وأثار المبلغ الكبير من التمويل الذي تقدمه شركات التكنولوجيا الكبرى، أحيانًا في شكل أرصدة سحابية بدلاً من النقد، دهشة مجتمع المشاريع والشركات الناشئة.

العرب