وأكد مصدر كردي، فضل عدم نشر اسمه، لـ”العربي الجديد”، توجه وفد قيادي من “الكردستاني” من منطقة جبل قنديل، المعقل الرئيسي له، إلى بغداد خلال الأيام الماضية، وإجراءه لقاءات مع عدد من المسؤولين في الحكومة وخارجها.
وأضاف أن “هناك تقارباً واضحاً بين (الكردستاني) التركي من جهة، وبين جهات عراقية في بغداد، وفي المقدّمة نوري المالكي، وقيادات بارزة في مليشيا الحشد الشعبي”، مبيناً أن “التقارب بين الجانبين قطع شوطاً كبيراً بعد انفجار الخلاف الأخير بين أنقرة وبغداد، على خلفية قضية نشر قوة تركية في شمال مدينة الموصل، وهو ما يدفع حتى الجهات الرسمية في الحكومة العراقية إلى التفكير في استخدام هذا الحزب ضدّ تركيا، سواء ميدانياً أو كورقة سياسية”. وتوقع المصدر أن تقوم السلطات العراقية “بتقديم أسلحة وأموال وتسهيلات أخرى للعمال الكردستاني، إضافة إلى فتح قنوات تواصل مباشرة للتنسيق حول العلاقة في المرحلة المقبلة”.
وعدّ المصدر توجه السلطات العراقية في الانفتاح على الحزب الذي يقيم صلات وثيقة مع إيران على أنه انعكاس لـ”رغبة إيرانية وروسية بممارسة المزيد من الضغوط على أنقرة”.
وكان حزب “العمال الكردستاني” قد أخذ يتواصل مع جهات معينة في بغداد بشكل مكثف ابتداء من العام الماضي 2014 خصوصاً المالكي وقادة “الحشد” أبو مهدي المهندس وهادي العامري وآخرين. وقام هؤلاء بتقديم الأموال والأسلحة والمركبات، من ضمن مخصصات “الحشد الشعبي”، للكردستاني بغرض تجنيد عراقيين من الطائفة الأيزدية في قضاء سنجار والمناطق التابعة لها.
وأفادت تقارير إعلامية في إقليم كردستان، بأنّ المسؤولين العراقيين يقومون بصرف رواتب لنحو ألفي عنصر في محاولة لتشكيل قوات على هيئة “الحشد الشعبي”، ولكن تضم أكرادا وتوالي بغداد وتعمل تحت قيادة وإشراف “العمال الكردستاني”.
ويهدف المالكي وقادة “الحشد الشعبي” إلى استخدام هذه القوات في النفاذ إلى المناطق المتاخمة لإقليم كردستان، وتحديداً مناطق نفوذ رئيس الإقليم مسعود بارزاني في دهوك وأربيل، بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة وتمكين حزب “الكردستاني” من إقامة قواعد دائمة، مرتبطة بكل من طهران وبغداد، على الحدود العراقية السورية وعند منطقة استراتيجية في قضاء سنجار.
في السياق نفسه، ذكر مقرر لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي (البرلمان)، شاخوان عبدالله في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “بغداد تسير بعملها هذا نحو خلق المتاعب لتركيا، وتريد أن يكون لها يد في مناطق محافظة دهوك ومحيطها لضرب وحدة الصف في مجتمع تلك المنطقة”.
وتابع عبد الله أن “بغداد ستمدّ (العمال الكردستاني) بالسلاح سرّاً، ولن يكون ذلك علناً خشية ردّ فعل تركيا”. وحذّر من أنّها “إذا فعلت ذلك، ستخلق المشاكل لتركيا، وربما ساهمت في توسع انتشار تلك الجماعة في إقليم كردستان”. وتابع أن “بغداد ترغب في دخول تلك المنطقة التي لم تتمكن من الدخول إليها بعد، فيما نجحت في الوصول إلى أماكن أخرى بواسطة (الحشد الشعبي) مثل كركوك وطوزخورماتو في صلاح الدين وجلولاء والسعدية في ديالى”.
وأكد مقرر لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي قيام وفد “العمال الكردستاني” بزيارة بغداد في 21 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ولقاءه بعدد من المسؤولين العراقيين. من جهته، رأى الخبير العسكري الكردي عادل البرواري، أن الهدف الأول لقرار بغداد بالانفتاح على حزب “العمال الكردستاني” هو استهداف إقليم كردستان. وأوضح لـ”العربي الجديد” أن الحكومة العراقية تريد تقوية العمال الكردستاني في داخل إقليم كردستان وعلى تخومه بهدف استخدامه ضدّ الإقليم، الذي حقق تقدّماً وحضوراً، إلى حدّ باتت أربيل مركزاً دولياً هاماً في الحرب ضدّ الإرهاب. ولفت البرواري الى أن “الكردستاني” يعادي إقليم كردستان، وخاض عدة جولات من القتال ضد قوى الإقليم، ويسعى على الدوام لضربه، لكن الغالبية في الإقليم ضد الحزب وسياساته وتدعم سياسات البارزاني.
صحيفة العربي الجديد