حملت صحيفة تشاينا ديلي الصينية على ما وصفته “نفاق الغرب” بشأن الحرب الروسية- الأوكرانية، استنادا إلى مواقف مجموعة الدول الصناعية السبع، التي تسعى إلى تحميل أطراف ثالثة المسؤولية عن عدم جدوى المساعدات الغربية في تحقيق انتصار على روسيا رغم فقد الكثير من الأرواح الأوكرانية.
وتقول الصحيفة إنه “وبصرف النظر عن كوريا الشمالية وإيران، اللتين تعرضتا كما كان الحال من قبل لانتقادات بسبب دعمهما لروسيا في الوثيقة التي أصدرها زعماء مجموعة السبع بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الصراع (في أوكرانيا)، فقد عبروا عن قلقهم للمرة الأولى من دور الصين بسبب دعمها المادي المزعوم لروسيا، حيث جاء في الوثيقة: “نعرب عن قلقنا بشأن الشحنات التي تنقلها الشركات في جمهورية الصين الشعبية إلى روسيا، وتحتوي على مواد ومكونات ذات الاستخدام المزدوج للأسلحة والمعدات للإنتاج العسكري”.
ورأت الصحيفة أن هذه التهمة تمثل شهادة على الشعور المتزايد بالذنب لدى المجموعة إزاء كابوس الاستنزاف الذي طال أمده في أوكرانيا”.
وتضيف “لقد حافظت الصين على تجارة طبيعية وقانونية ومنتجة مع طرفي الصراع منذ اليوم الأول للأزمة الأوكرانية، ولذا فإن اتهامات مجموعة السبع لا أساس لها من الصحة. ومن الأفضل لزعماء مجموعة السبع أن يشرحوا سبب عدم ذكر الهند في الوثيقة، التي ارتفعت وارداتها من النفط والغاز الروسيين بشكل ملحوظ بعد بدء الأزمة، الأمر الذي مكنها من التحول إلى مورد يمكن الاعتماد عليه للغرب على مدى العامين الماضيين”.
وأوضحت الصحيفة “أن تحديد الغرب لأسعار صادرات النفط الروسية، بهدف تقليص دخل موسكو من الطاقة، ساهم في واقع الأمر في الأرباح الهائلة التي حققتها الهند من خلال شراء النفط الروسي بأسعار منخفضة وبيعه بسعر مرتفع. كما أنهم في الغرب يصمتون عن حقيقة أن العديد من مصافي التكرير الأمريكية لم تتوقف أبدا عن معالجة النفط الخام الذي يتدفق إلى السوق الأمريكية من مصادر روسية بلا توقف من خلال وكلاء هنود، وأن منتجات النفط يُعاد بيعها إلى السوق الأوروبية بسعر مرتفع”.
وتخلص الصحيفة الصينية إلى القول “كان ينبغي على كييف أن تدرك حقيقة نفاق الغرب منذ وقت طويل، لأن العقوبات التي يحاول الغرب فرضها على كيانات دولة ثالثة بسبب دعمها المزعوم لموسكو، لا تساعد أوكرانيا، ولكنها تخدم المصالح الضيقة للغرب. وكان أعضاء مجموعة السبع يدركون تمام الإدراك، منذ البداية، قيمة استغلال الأزمة الأوكرانية، والعقوبات التي تخدم مصالحهم الذاتية، وتؤدي إلى حتمية إطالة أمد الأزمة، حيث ما زالوا يطالبون الأوكرانيين بمواصلة القتال”.