كان عام 2015 فى العراق هو عام مواجهة الإرهاب والانقسام والأطماع الخارجية ، وها هم العراقيون يستقبلون عاما جديدا، وبلدهم تحيط به الكثير من المشكلات ،وهم على أعتاب العام الجديد يأملون فى تخطى هذه الصعاب فى العام الجديد .
فهناك مشكلة مازالت موجودة فى الشمال وهى دخول مئات الجنود الأتراك لاراضى العراق، بمعسكر بعشيقة القريب من الموصل دون علمه ووصفه ذلك بأنه تصرف عدائي،مع اصرار رئيس الوزراء التركي على اتخاذ الخطوات الضرورية من أجل «ترتيب جديد» للقوات قرب الموصل حيث أوضح أن وجود القوات التركية سيستمر من أجل التدريب العسكري، و اعتبر الخبراء أن التحرك التركى يهدف إلى تعزيز موقفها في الصراعات المشتعلة على الجانب الآخر من حدودها وهى صراعات انضمت لها قوى اقليمية أخرى وقوى عالمية. وقد طالبت الحكومة العراقية من مجلس الأمن بالضغط على الدولة التركية لسحب قواتها ، وقد بدأت الأخيرة سحبها من العراق تدريجيا.
كما شهد العام المنصرم حراكا شعبىا كبيرا لأبناء الشعب العراقى ،حيث عمت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية العاصمة بغداد وامتدت للعديد من المدن العراقية الأخرى، مطالبة رئيس الحكومة حيدر العبادى بالتصدى للفساد ومحاكمة المفسدين وبإصلاحات جذرية ملموسة على الأرض ، ورفع المتظاهرون فيها شعارات تندد بالفساد المستشرى فى الحكومة العراقية، وتأثيره فى خلق الأزمات التى عاني منها جميع المواطنين، وخاصة أزمة الطاقة الكهربائية التى تركت العراقيين يكتوون بدرجات الحرارة العالية في الصيف الماضى ،وقد دعا المرجع الدينى الشيعى الأعلى فى العراق السيستاني رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي إلى اتخاذ اجراءات حاسمة ضد المسئولين الفاسدين وضرب كل المتورطين بالفساد «بيد من حديد»،مشددا على أنه يجب أن يكون أكثر جرأة وشجاعة فى خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية، وقد تعهد العبادى بإجراء»خطة شاملة للإصلاح»
وكذلك واجه العراق مشكلة انتشار الأمراض والأوبئة ونقص المساعدات الطبية والتى انتشرت بسبب موجة السيول التى ضربت البلاد مع بداية فصل الشتاء ومعانات النازحين ،ونقص المساعدات الانسانية حيث أوضحت زينة المياحى، المستشارالإعلامى لمنظمة «دارى «للاغاثة- وهى إحدى المنظمات الاهلية – أن عدد النازحين وفقا لإحصاء الامم المتحدة أكثر من 3،5 مليون نازح،مطالبة المنظمات الدولية الحكومية والأهلية بالوقوف إلى جانب الشعب العراقى وتوفير الحد الأدانى لاحتياجاتهم من ملبس ومأكل ومأوى وأدوية حتى لا تتفاقم المشكلات وتتحول المخيمات إلى مناطق موبوءة تنشر العدوى فى ربوع المنطقة ، ويأمل العراق أن تنقشع هذه الغمة فى العام الجديد .
ويعانى العراق من خطر الإرهاب المتمثل فى تنظيم «داعش» الإرهابى، الذى لا يرحم شيعيا ولا سنيا ولا يترك أخضر ولا يابسا إلا أباده وأهلكه،وقد أكد العبادي دعمه للتصدى لعصابات تنظيم (داعش) وتحرير المناطق العراقية منها، وإعمار المناطق التي تم تحريرها..ويأمل العراقيون أن تتوحد صفوفهم في العام الجديد لمواجهة هذا التنظيم الارهابى الخطير.
محمد السيد حماده
صحيفة الأهرام المصرية