الرباط – حقق التجاري وفا بنك، أكبر مجموعة مصرفية في المغرب، أرباحا قياسية خلال العام الماضي، رغم ظروف السوق المحلية، وباقي الأسواق التي يعمل فيها بسبب تأثيرات الأوضاع الاقتصادية العالمية.
وأعلن البنك عن نتائج أعماله السنوية في إفصاح لبورصة الدار البيضاء الأربعاء الماضي، حيث أظهرت البيانات ارتفاع صافي أرباحه بواقع 23 في المئة على أساس سنوي لتبلغ حوالي 7.5 مليار درهم (740 مليون دولار).
وجاء تحقيق هذه النتائج التي أوردتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية مدفوعا بنمو ودائع المتعاملين وزيادة القروض الموزعة على الأفراد والشركات.
وقال البنك في بيان إن “صافي الدخل زاد 15.5 في المئة ليبلغ 29.9 مليار درهم (2.95 مليار دولار) رغم السياق الاقتصادي غير المواتي، حيث سجلت مختلف الأنشطة نموا في المغرب وباقي الدول التي تعمل فيها”.
ووضعت تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الجامح البنوك المغربية أمام اختبار مزدوج لإظهار قدرتها مرة أخرى على الصمود أمام الصدمات والمساعدة في النهوض بالاقتصاد عبر توظيف كل الأدوات الممكنة لكي تكون مصدا قويا إلى حين اجتياز هذه المشكلة.
ووجدت البنوك المحلية خلال العامين الماضيين نفسها في معركة لتحسين أدائها والذي بات على المحك بفعل عوامل أقوى منها تجعل من الضروري عليها التأقلم معها وبسرعة.
وواجه القطاع المصرفي المغربي في 2022 عاما اتسم بالتحديات بسبب تأثير التضخم على القدرة الشرائية للناس جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، وتداعيات رفع سعر الفائدة على كلفة الاقتراض الذي سجّل تباطؤا في الإقبال عليه بداية 2023.
ويعتزم البنك المغربي توزيع أرباح بواقع 16.5 درهما (1.63 دولار) للسهم، من المقرر المصادقة عليها في الجمعية العمومية العادية للمساهمين، وذلك بزيادة درهم واحد عما وزعه في 2022.
وينشط التجاري وفا بنك في 26 دولة عبر العالم منها 15 في أفريقيا، بما فيها تونس ومصر، بعدد إجمالي للمتعاملين يناهز 11 مليونا.
ويمتلك الصندوق الاستثماري الأفريقي (المدى) 46 في المئة من البنك المغربي المُدرج في البورصة المحلية والذي يُعد الأكبر من حيث القيمة التي بلغت 110.6 مليار درهم (10.9 مليار دولار).
ويعول المسؤولون التنفيذيون على زيادة حصة البنك في السوق المصرية، كما يتطلع إلى دخول ثلاثة أسواق جديدة في دول شرق أفريقيا الناطقة بالإنجليزية لأول مرة.
وسبق أن أكد يوسف الرويسي، المدير العام المنتدب المكلف بقطاع الشركات والاستثمارات بالبنك، أن التجاري وفا بنك يركز بشكل خاص على أفريقيا، رغم تواجده في أوروبا والشرق الأوسط والصين.
وقال في مقابلة مع وكالة بلومبرغ خلال شهر أكتوبر الماضي إن البنك “يعمل على زيادة التمويلات للأفراد والشركات ودعم جذب الاستثمارات الأجنبية نحو القارة”.
وفي عام 2017، دخل البنك المغربي السوق المصرية وبات يُركز عليها بشكل كبير، حيث قال الرويسي إن “مصر مهمة جدا بالنسبة لنا، بها أكثر من 120 مليون نسمة ولديها آفاق تطور مهمة جدا”.
◙ 740 مليون دولار أرباح التجاري وفا بنك في 2023 بزيادة قدرها 23 في المئة بمقارنة سنوية
ولا تزال الحصة للتجاري وفا في مصر في حدود واحد في المئة، لكن البنك اعتمد إستراتيجية طويلة المدى لزيادة تمويل الاقتصاد المصري ودعم التجارة الخارجية وتمويل العمليات الاستثمارية الموجهة نحو الدول الأفريقية الأخرى حيث تتواجد فروعها.
ومن المتوقع أن يبلغ مقدار التمويلات السنوية في قارة أفريقيا، التي سيصل عدد سكانها بحلول العام 2050 إلى حوالي 2.5 مليار نسمة، نحو 150 مليار دولار في قطاعات البنية التحتية والطاقة وغيرها.
واعتبر الرويسي أن هذا الأمر يدفع البنك إلى تركيز اهتمامه على الأسواق الأفريقية خاصة في ظل ضعف نسبة التعامل مع البنوك والتي لا تتجاوز 5 إلى 15 في المئة من إجمالي عدد السكان المؤهلين.
ويعمل البنك منذ فترة على استكشاف الفرص المتاحة في دول أفريقيا الناطقة بالإنجليزية وبالأساس شرق أفريقيا، حيث أكد الرويسي أن هناك خططا لدخول ثلاثة أسواق في هذه المنطقة في السنوات المقبلة.
في نهاية 2022، افتتح التجاري وفا بنك مكتبا له في الصين بهدف حشد التمويلات من المؤسسات المالية والفاعلين الاقتصاديين في ثاني اقتصاد في العالم الذين يطمحون لتطوير معاملاتهم التجارية مع أفريقيا.
ووضع البنك المغربي شبكته من الوكالات البالغ عددها 5900 وكالة في القارة رهن إشارة المستثمرين الصينيين. كما شرع البنك في مناقشات مع عدد من المستثمرين في الشرق الأوسط، من بينهم مستثمرون بالإمارات والسعودية والكويت، عبر المكتب التجاري في دبي من أجل اقتراح فرص استثمارية عليهم للاستفادة من معرفة البنك بالأسواق والمخاطر والشركاء.
العرب