انتخابات إقليم كردستان العراق في يونيو القادم

انتخابات إقليم كردستان العراق في يونيو القادم

أربيل (العراق) – حدّدت رئاسة إقليم كردستان العراق تاريخ شهر يونيو القادم موعدا جديدا للانتخابات البرلمانية التي تمّ إرجاؤها مرارا نتيجة خلافات سياسية بين الحزبين الرئيسيين، الاتّحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني. وفي أكتوبر 2022 مدّد برلمان الإقليم مدة دورته النيابية، إلاّ أنّ إلغاء القضاء العراقي لذلك التمديد وضع الإقليم أمام خطر الفراغ الدستوري وفقدان سلطاته للشرعية في ظل تعذّر إجراء انتخابات جديدة.

وبعد ذلك تم تحديد شهر نوفمبر 2023 كموعد لإجراء الانتخابات لكن مفوضية الانتخابات العراقية طلبت إرجاءها من جديد لقرب موعدها مع موعد انتخابات مجالس المحافظات في العراق والتي أجريت في ديسمبر الماضي. وتحدّد بعد ذلك موعد جديد هو الخامس والعشرون من فبراير 2024 لكن المفوضية طلبت إرجاءها مرة أخرى بانتظار صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا بشأن قانون انتخابات الإقليم.

◙ إلغاء القضاء العراقي للتمديد الجديد وضع الإقليم أمام خطر الفراغ الدستوري وفقدان سلطاته للشرعية في ظل تعذّر إجراء انتخابات جديدة

وأصدرت المحكمة في فبراير قرارا قلّصت بموجبه عدد أعضاء برلمان الإقليم إلى مئة عضو بدل مئة وأحد عشر وذلك بإلغاء المقاعد المخصصة للأقليات بموجب نظام الكوتا. كما قرّرت تسليم المفوضية العليا للانتخابات إدارة انتخابات الإقليم بديلا من هيئة أخرى محلية.

وأعلن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، الأحد، تحديد يوم العاشر من يونيو 2024 موعدا للانتخابات العامة للدورة السادسة لبرلمان كردستان، وفق بيان صادر عن مكتبه. وبحسب البيان “فإن الجهات المعنية كافة ملزمة بأداء وإنجاز ما يلزم من أجل التعاون والتنسيق مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لغرض تنفيذ هذا الأمر”. ويهيمن الحزبان الكبيران المتخاصمان الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني على الحياة السياسية في الإقليم.

ويهيمن الحزب الديمقراطي خصوصا في أربيل، ويتولّى رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة فيه. وفي المقابل، ومنذ سقوط نظام حزب البعث بفعل الغزو الأميركي للعراق كان جميع رؤساء الجمهورية العراقية من الاتحاد الوطني الذي يتّخذ من محافظة السليمانية معقلا له.

وفي البرلمان الحالي يملك الحزب الديمقراطي الغالبية بـ45 مقعدا، يليه الاتحاد الوطني بـ21 مقعدا. ويقدم إقليم كردستان نفسه موطنا للاستقرار والأمن في بلد مزقته الصراعات منذ عقود. لكن ناشطين ومعارضين ينددون أحيانا بالفساد وبتوقيفات تعسفية وترهيب للمتظاهرين. وغالبا ما تختلف حكومة الإقليم مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن حصة الأقاليم من الموازنة الاتّحادية وكذلك إدارة الموارد النفطية التي مصدرها الإقليم.

كما أن كردستان العراق ليس بمنأى عن تصفية حسابات إقليمية. وتشنّ تركيا المجاورة بانتظام هجمات تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال إقليم كردستان قواعد خلفية له وتصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، كما توجّه إيران ضربات تستهدف أحيانا مواقع تمركز معارضي نظامها في الإقليم، وتستهدف أحيانا مواقع أخرى بما في ذلك مدينة أربيل حيث توجد قاعدة للولايات المتّحدة المنافس الأول لإيران على النفوذ في العراق.

العرب