الحظر الأميركي يقوض خطط روسيا لزيادة صادرات الغاز

الحظر الأميركي يقوض خطط روسيا لزيادة صادرات الغاز

تتضاءل احتمالات نجاح روسيا في زيادة إنتاجها من الغاز وبالتالي رفع مستوى صادراتها من مشروع ضخم في القطب الشمالي والذي يواجه صعوبة في بيع شحناته إلى الأسواق البديلة عن أوروبا جراء العقوبات الأميركية التي تترصد المشترين.

موسكو – تعثرت خطة روسيا لتوسيع صادرات الغاز الطبيعي المسال بشكل واضح بسبب العقوبات الأميركية، التي تؤخر الشحنات من مشروع كبير جديد تعول عليه موسكو من أجل تعظيم عائداتها.

وبدأ مصنع الغاز الطبيعي المسال 2 في جزيرة ياما بالقطب الشمالي الإنتاج في ديسمبر الماضي، لكنه لم يتمكن حتى الآن من تصدير أي شحنة بسبب القيود الأميركية، واضطرت موسكو إلى خفض الإنتاج بشكل حاد في فبراير، وفقا للبيانات المتوفرة.

وقالت صحيفة فيدوموستي، التي كانت أول من تحدث عن انخفاض الإنتاج، إن “مشروع القطب الشمالي للغاز غير قادر على تصدير الوقود وليست لديه مساحة كافية لتخزينه”.

وغالبا ما يشار إلى المدينة القطبية الشمالية باسم “عاصمة الغاز” لروسيا لأنها بنيت لخدمة أكبر حقول البلاد، وتديرها غازبروم التي تأسست في أيام احتضار الاتحاد السوفيتي في 1989 تحت إشراف وزارة صناعة الغاز، برئاسة فيكتور تشيرنوميردين.

وكانت شركة نوفاتيك بي.جي.أس.سي المساهم الرئيسي في المصنع الواقع فوق الدائرة القطبية الشمالية، تهدف إلى بدء عمليات التسليم بحلول نهاية شهر مارس الماضي.

وتجري الشركة الروسية محادثات لبيع شحنتها الأولى للمشترين في الصين، لكن التوقيت لا يزال غير واضح وسط مخاوف من انتقام الولايات المتحدة، وفقا لمصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المعلومات ليست علنية أثناء حديثها مع وكالة بلومبرغ.

وتُظهر متاعب نوفاتيك مدى الصعوبة التي ستواجهها روسيا لتحقيق هدفها المتمثل في مضاعفة صادرات الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات تقريبا بحلول عام 2030.

وصدرت روسيا، وهي أكبر مصدر للغاز في العالم قبل غزو أوكرانيا الذي تسبب في قيام أوروبا بتجنب إمداداتها عبر الأنابيب، حوالي 32 مليون طن من الوقود فائق التبريد العام الماضي.

وتعتبر هذه الكميات جزءا صغيرا من إجمالي التجارة العالمية البالغ حوالي 412 مليون طن سنويا، وفقا لبيانات تتبع السفن.

وفرضت الولايات المتحدة قيودا مستهدفة على نوفاتيك في نوفمبر الماضي، الأمر الذي أدى إلى إجبار مستثمرين آخرين على الخروج من مشروع الغاز القطب الشمالي، بما في ذلك توتال الفرنسية وميتسوي اليابانية، اللتان أعلنتا حالة القوة القاهرة.

كما أدت العقوبات إلى قلب خطط المحطة لاستقبال سفن كاسحة الجليد المتخصصة اللازمة لعبور المياه المتجمدة.

وفي فبراير الماضي، بلغ إنتاج الغاز ضمن مشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 حوالي 83 مليون متر مكعب مقارنة بنحو 250 مليون متر مكعب في يناير و425 مليون متر مكعب في ديسمبر، وفقا للبيانات المتاحة.

وقالت المصادر إن “نوفاتيك تحدثت مع المشترين في الصين بشأن بيع الشحنات على أساس فوري أو طويل الأجل، لكن القليل من الشركات مستعدة للمخاطرة بالتورط المحتمل في العقوبات الأميركية”.

وأوضحت أن خطة الشركة هي إرسال معظم، إن لم يكن كل، الغاز الطبيعي المسال عبر طريق بحر الشمال إلى الصين، كما تحاول العثور على مشترين هنود.

وسيوفر هذا الممر أسرع طريقة مباشرة لتوصيل الغاز إلى الصين عندما يكون مفتوحا للملاحة في الصيف. وعندما لا تكون المياه المحيطة بالمشروع محجوبة بالجليد، يمكن أيضا لمجموعة واسعة من السفن الوصول إلى المنشأة وتصدير غازها.

وتم تصميم أول قطار إنتاج في القطب الشمالي لإنتاج 6.6 مليون طن من الوقود سنويا، بالإضافة إلى قطارين آخرين، غير متصلين بالإنترنت، من المقرر أن تبلغ السعة الإجمالية للمنشأة حوالي 20 مليون طن.

وأظهرت حسابات رويترز الاثنين الماضي أن متوسط إمدادات الغاز الطبيعي اليومية من شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم إلى أوروبا ارتفع 4.5 في المئة في مارس الماضي، مقارنة بمستويات فبراير وبنحو 26 في المئة مقارنة على أساس سنوي.

وأظهرت الحسابات المستندة إلى بيانات مجموعة إنتسوغ الأوروبية لنقل الغاز والتقارير اليومية لغازبروم بشأن نقل الغاز عبر أوكرانيا، أن متوسط صادرات خطوط الأنابيب اليومية ارتفع إلى 88.7 مليون متر مكعب الشهر الماضي.

وتشكل تلك الإمدادات ارتفاعا من حوالي 84.9 مليون متر مكعب تم ضخها في شهر فبراير، ومن 70.3 مليون متر مكعب في مارس 2023.

◙ 83 مليون متر مكعب إنتاج المشروع في فبراير قياسا بنحو 425 مليونا في ديسمبر 2023

وبلغت صادرات غازبروم، التي لم تنشر بياناتها الشهرية منذ بداية العام الماضي، من الغاز الطبيعي حوالي 7.74 مليار متر مكعب إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي.

وزودت روسيا أوروبا بنحو 63.8 مليار متر مكعب من الغاز عبر طرق مختلفة في 2022، وفقا لبيانات غازبروم وحسابات رويترز، وانخفضت الكمية العام الماضي بنحو 55.6 في المئة لتصل إلى 28.3 مليار متر مكعب.

وفي ذروتها خلال عامي 2018 و2023، وصلت التدفقات السنوية إلى المنطقة إلى نحو 175 و180 مليار متر مكعب.

وأفادت بيانات أصدرتها يوروستات بأن إيرادات موسكو من مبيعات الغاز بالعملة الروسية للاتحاد الأوروبي بلغت نحو 2.3 تريليون روبل (31 مليار يورو) بين أبريل 2022 وحتى يناير الماضي.

وكان أكبر مشتر للغاز في الاتحاد الأوروبي حسب البيانات المتوفرة، هنغاريا بما قيمته 769 مليار روبل، تلتها إيطاليا بنحو 655 مليارا واليونان بحوالي 328 مليارا ثم سلوفاكيا بقيمة 310 مليارات روبل.

وفي مارس 2022 وجه الرئيس فلاديمير بوتين الحكومة والبنك المركزي وغازبروم حصرا، ببيع الغاز بالروبل، بهدف تعزز قيمته واستقرار إمداداته.

العرب