رئيس إقليم كردستان العراق في بغداد لتنفيذ بنود الاتفاق السياسي

رئيس إقليم كردستان العراق في بغداد لتنفيذ بنود الاتفاق السياسي

بغداد – يستعد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني زيارة بغداد اليوم السبت للمشاركة في اجتماع استثنائي يعقده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة إدارة ائتلاف الدولة لمناقشة الاتفاقات السياسية والملفات العالقة أبرزها الموازنة والرواتب وتصدير النفط، كما يتوقع أن تكون انتخابات الإقليم بندا رئيسيا على أجندتها.

وجولة الحوار المرتقبة بين بغداد وأربيل هي الأولى من نوعها بعد قرارات للمحكمة الاتحادية العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، والتي تسببت بأزمة سياسية بينهما بعدما أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان مقاطعة انتخابات برلمان الإقليم، ملوحا بمقاطعة العملية السياسية.

وكانت المحكمة الاتحادية قد اتخذت عدة قرارات تسببت بالأزمة، من بينها قرار تولي مفوضية الانتخابات العراقية تنظيم انتخابات برلمان إقليم كردستان وإلغاء مفوضية الانتخابات التي تعمل بالإقليم منذ عام 2006، وتقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 مقعداً إلى 100 مقعد، بعدما قضت بعدم دستورية عدد مقاعد الكوتا، فضلا عن قرار توطين رواتب الإقليم الذي سحبت بموجبه سلطة التصرف بالشؤون المالية من حكومة الإقليم وحولتها إلى حكومة بغداد بشكل مباشر، بعدما كانت ترسلها إلى حكومة الإقليم التي تتولى توزيعها.

وأفاد مصدر سياسي مطلع بانعقاد اجتماع “استثنائي” لتحالف إدارة الدولة اليوم السبت، لافتا إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق سيشارك في الاجتماع بحضور السوداني وبقية القادة.

وأضاف المصدر في تصريح لوكالة “شفق نيوز” أن الاجتماع سيشهد مناقشة الاتفاقات السياسية والملفات العالقة بين بغداد وكردستان.

وفي وقت سابق الجمعة، أفاد المتحدث باسم رئاسة إقليم كردستان العراق دلشاد شهاب، بأن “رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني سيزور العاصمة بغداد للتباحث حول عدة ملفات”، مبينا في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية أنه “من المقرر أن تتم الزيارة السبت، حيث سيلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني”.

وأكد أن “البارزاني سيبحث خلال هذه الزيارة مع المسؤولين العراقيين عدة ملفات، منها ملف الموازنة والرواتب والنفط واستئناف تصديره، فضلا عن العلاقات بين أربيل وبغداد وغيرها”.

وأوضح أن “رئيس الإقليم مسؤول عن تنظيم العلاقات بين أربيل وبغداد، وذلك وفقا للقانون، وسيؤكد خلال هذه الزيارة على تنفيذ بنود الاتفاق بين قوى الإطار التنسيقي الذي بنيت على أساسه الحكومة العراقية”.

وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد لعب دورا في تشكيل حكومة السوداني من موقعه كطرف في تحالف إدارة الدولة. وسمح ذلك التحالف في انتزاع امتياز تشكيل الحكومة من يد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إثر الانتخابات النيابية الماضية والتي فاز فيها التيار بعدد كبير من مقاعد البرلمان الاتّحادي.

وتشكّل التحالف بناء على تفاهمات سياسية قضت بأن تحصل القوى المشاركة فيه على مكاسب محدّدة، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول إنّ التفاهمات لم تتطبق.

ولفت شهاب إلى أن “بارزاني يريد أن تكون العلاقة بين أربيل وبغداد قوية وطيبة وودية، وألا تعطلها التصريحات الإعلامية لأن الشعب من سيدفع ثمن ذلك”.

وعبّرت أشواق الجاف عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني عن تفاؤلها بالتوصل إلى تفاهمات بين السوداني وقيادة الحزب، وقالت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلّية إنّ “جميع الجهود التي تتعارض مع الدستور وتستهدف إقليم كردستان ستفشل”، معتبرة أن “الجهود المبذولة ستكون مفتاحا لتنفيذ برنامج حكومة السوداني، وهذه بداية جيدة لحل باقي القضايا”.

والزيارة المرتقبة هي الأولى من نوعها بعد أزمة قرارات المحكمة الاتحادية العليا وما أعقبها من تصعيد بالمواقف والتصريحات، وهو ما دفع السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي إلى التدخل، وقد أجرت لقاءات عدة مع زعامات الحزب الديمقراطي الكردستاني وأخرى مع السوداني للتوصل إلى حلول.

وبلغت الأزمة ذروتها على إثر قرارات المحكمة الاتحادية.وكان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني قد اتّهم، الأسبوع الماضي، المحكمة الاتحادية العليا في العراق بـ”التلاعب” بقانون انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق من أجل “أجندات خارجية”، متهماً إياها بالسعي لـ”كسر” الحزب الديمقراطي، في حين رفض تنفيذ قراراتها التي وصفها بـ”غير الدستورية”.

العرب