الشرق الأوسط قنبلة موقوتة

الشرق الأوسط قنبلة موقوتة

يلوّح خطرُ تصعيدٍ إقليمي بين إسرائيل وإيران بتوترات قادمة، وقد يجر إلى الصراع كل من الولايات المتحدة وبلدان المنطقة مثل لبنان والأردن وسوريا واليمن ودول الخليج، فيما يشغل هذا صناع السياسة والرأي مثلما تشغلهم الحرب في غزة وتداعياتها الإنسانية الكارثية.

وقد يشتعل الغضب، والإحباط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يغلي في غزة ومعظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أي لحظة. لكنه قد لا يتجلى على الفور.

ويرتبط الغضب، بموقف حماس في غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب وتداعياتها المحتملة على الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر ليدعم الرأي بأن الشرق الأوسط صار قنبلة موقوتة.

ويدرس الباحث في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي في سلسلة مكونة من جزأين التطورات التي يتجاهلها الحكام العرب وصانعو السياسة الأميركيون.

ويقدّم الجزء الأول نظرة على المنطقة ككل وموقف حماس في غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب، بينما يركز الجزء الثاني على تداعيات الحرب المحتملة على الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر.

نظرة على المنطقة
دول الخليج تخشى أن يهدد الإحباط والغضب الشعبيين الاستقرار الإقليمي ويقوضا خطط التنويع الاقتصادي

يرى الباحثون والمحللون أن الغضب الشعبي من حرب غزة قد يقلب انفصال الشباب عن السياسة بعد أن فشلت موجتان من الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في مصر وتونس واليمن والعراق والجزائر والسودان في إحداث تغيير حقيقي خلال العقد الماضي.

وقال إميل نخلة، المدير المؤسس المتقاعد لبرنامج التحليل الادإستراتيجي للإسلام السياسي التابع لوكالة المخابرات المركزية، “طالما كانت الأنظمة العربية تحت تهديد المعارضة الشعبية، بعيدا عن مذبحة غزة. لكنها تقاوم اليوم بقوة الاحتجاجات العامة التي جمعت مواطنيها في جميع أنحاء العالم العربي، بما في ذلك في عمان والقاهرة والمنامة”.

وأضاف “تخشى الأنظمة العربية من أن تنقلب ضدها الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تدين التدمير الإسرائيلي لقطاع غزة وتطالب بوقف إطلاق النار”.

وتعكس مواقف شباب الشرق الأوسط تجاه السلطة توجهات فئة الشباب عامة تجاه الاهتمامات المادية. ويركز عالمهم على الفرد بدلا من الجماعة، أي على الفائدة الشخصية بدلا من الجماعية. ولا تحدده الأيديولوجيا أو السياسة، حيث لا يشعرون فيه بالارتباط مع القيم والأهداف التي تعتنقها النخب والحكومات. وتختلف بذلك اللغة المشتركة القائمة على تلك التي نشأ بها جيلهم.

وقال جيمس زغبي، وهو خبير استطلاعات رأي عربي – أميركي ذو سجل ثري من استطلاعات الرأي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن”العرب يعرفون ما يريدون وما لا يريدون. هم يريدون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الوظائف والتعليم والرعاية الصحية، ويريدون الحكم الرشيد وحماية حقوقهم الشخصية”.

ويراهن الحكام العرب على التنمية الاقتصادية والتحول، وإنتاج اقتصادات مزدهرة ومرنة تلبي تطلعات الشباب. لكن التحولات نادرا ما تكون في خط مستقيم وغالبا ما تتخذ خطوتين إلى الأمام وخطوة واحدة إلى الوراء. كما يبقى نجاحها غير مضمون.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان إن عواقب الفشل جسيمة، وهي تكمن في”جيل ضائع يشعر بالمزيج من السخط واليأس، بينما يبقى غير قادر على الهروب من الاقتصادات الراكدة، ويحترق من مذلة فقدان الأمن والمكانة منذ طفولته”.

وحذر ألترمان من أن الظروف “قد تزداد سوءا في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل أن تتحسن”.

مؤشرات على محاولات فرع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وحماس وإيران لاستغلال الغضب
مؤشرات على محاولات فرع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وحماس وإيران لاستغلال الغضب
وأشار إلى أن الدول التي تضطر إلى اللجوء إلى المقرضين الدوليين للتمتع بالمساعدات ستضطر إلى الحد من دعم الطبقات المتوسطة شديدة التضرر بالفعل.

كما ستضطر دول الخليج الغنية في مرحلة ما إلى الحد من الحوافز لإقناع الشباب بشغل وظائف في القطاع الخاص بدلا من العام.

وقال عالم الاجتماع الكويتي محمد الرميحي إن “الإحباط المتزايد بين الجمهور العربي ضد الظلم الذي يواجهه الفلسطينيون والقدرات المتزايدة التي تتمتع بها الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة من إيران أصبحت الوصفة المثالية لاندلاع الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

ولا يوجد الكثير الذي يمكن أن تتطلع إليه الأجيال في فلسطين وسوريا واليمن والسودان التي مزقتها الحرب، ولبنان المفلس.

ويتصاعد الاستياء ويمكن أن ينفجر في أي وقت في بلدان مثل الأردن ومصر وإيران أيضا.

وتعدّ فلسطين وعاء ضغط يحفز التعبير عن السخط غير المرتبط بها في المنطقة.

وأرجع هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ورد إسرائيل عليه القضية الفلسطينية إلى الواجهة في المنطقة وإلى مقدمة جداول أعمال العالم. وتحرّك المجتمع المدني من أفريقيا إلى العراق.

وتهدد فلسطين بذلك بإعادة إشعال الغضب والإحباط المتكدسين منذ سنوات.

وقالت المستشارة السياسية والتنموية حفصة حلاوة، قبل أكثر من سنة من اندلاع حرب غزة، إن “المنطقة فشلت في الاستجابة لمطالب سكانها الأصغر سنا. وترك هذا الشباب في الشرق الأوسط أكثر إحباطا وغضبا واستعدادا لرفض معايير التغيير التدريجي، ولرفع أصواتهم نحو الاضطرابات الكاملة وتغيير النظام، حتى إثر الانتفاضات الفاشلة بعد 2011”.

مع صعود البطالة إلى22 في المئة، تأمل جبهة العمل الإسلامي التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن تستغلّ تصاعد الاحتجاجات المؤيدة لحماس

ولم يعرف الشباب في غزة سوى عقدين من الحروب والحصار. وبعيدا عن صدمة حرب غزة الأخيرة، من المرجح أن يشهد الجيل القادم في القطاع على الأقل عقدا من إعادة بناء بطيئة لحياتهم التي تحطمت منذ ولادتهم.

وسألت الصحفية رويدا كمال عامر من غزة “ماذا سيحدث لغزة؟ هل سنعود للعمل؟ كيف ستتم إعادة بناء غزة؟ هل أن الدمار أكبر؟ كم سيستغرق الأمر؟ هل سنعيش بقية حياتنا دون تعليم ورعاية صحية؟”

وقال مسؤول كبير في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “لم تبقى جامعة واحدة في غزة. ستستغرق إعادة بناء نظام التعليم سنوات”.

وتضرب أسئلة عامر جوهر الانتقادات المتزايدة في غزة لحماس التي استفزت الهجوم الإسرائيلي الذي دمر القطاع وحياة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. لكن الانتقادات التي انتشرت رغم جهود حماس لقمع تعبيرات المعارضة لا تعني تراجع الدعم واسع النطاق للكفاح المسلح ضد إسرائيل.

وشعرت حماس من جهتها بأنها مضطرة لإصدار بيان مطول في مارس اعتذرت فيه لسكان غزة عن معاناتهم.

وقفزت الأسعار في غزة. وكانت تكلفة 30 بيضة مثلا تتراوح بين دولارين و3 دولارات قبل الحرب. وأصبحت تتراوح بين 35و40دولارا. لكن الأسعار بدأت تتراجع مع الزيادة الأخيرة في تدفق المواد الغذائية إلى القطاع المحاصر.

وقالت حماس إنها تناقش سبل “حل المشاكل الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي” مع الفصائل المسلحة الأخرى واللجان الشعبية و”العائلات”، في إشارة إلى العشائر التي سعت إسرائيل إلى اشراكها لإنشاء هيكل حكم بديل لغزة بعد الحرب.

ويهدد اليأس في غزة بأن يجذب صواعق السخط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي واسع النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويمكن أن يتحول هذا إلى تشدد ضد معايير الغرب المزدوجة المتصورة ومعايير حكام المنطقة نفسها.

الحرب المحتملة
شعارات لا تنتهي
شعارات لا تنتهي
كتب الباحث والأستاذ في شؤون الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس على موقع إكس “تثير حرب غزة كل حركة راديكالية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تعدّ قدرتها على التجنيد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل هائلة وستمتد تداعياتها لعقود”.

وأشار لانديس إلى أن أسامة بن لادن تصور لأول مرة هجمات القاعدة في 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن في 1982 حين شاهد طائرات مقاتلة من طراز إف-16 أميركية الصنع تقصف بيروت أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان.

وأكد مسلحون عراقيون مدعومون من إيران في أبريل أنهم مستعدون لتسليح 12 ألف مقاتل من المقاومة الإسلامية في الأردن وهذا من شأنه أن يفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.

وأشار مسؤول المكتب الأمني في كتائب حزب الله العراق، أبوعلي العسكري، إلى أن تقييم حماس والجهاد الإسلاميتين الفلسطينيتين بأن كل ما يحتاجه المتشددون الأردنيون هو الحصول على الأسلحة.

ولا دليل على وجود قوة قتالية إسلامية في الأردن تخضع لسيطرة مشددة رغم الغضب الشعبي المتزايد من حرب غزة، وعدد محدود من الحوادث الحدودية، ومؤشرات على محاولات فرع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وحماس وإيران لاستغلال الغضب، وحتى تهريب الأسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية في بعض الحالات.

الغضب الشعبي من حرب غزة قد يقلب انفصال الشباب عن السياسة بعد أن فشلت موجتان من الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في دول عربية في إحداث تغيير حقيقي خلال العقد الماضي

ومع صعود البطالة إلى22 في المئة، تأمل جبهة العمل الإسلامي التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن تستغلّ تصاعد الاحتجاجات المؤيدة لحماس في الأردن خلال الانتخابات العامة المقرر إجراؤها هذا العام.

وقالت كتائب حزب الله في وقت سابق إنها ستعمل مع شركائها في البحرين والسعودية لتمكين المسلحين من ضرب “أي نقطة في غرب آسيا حيث يتواجد الأميركيون”.

ويبقى الأردن حليفا وثيقا للولايات المتحدة يعتمد على المساعدات الاقتصادية والمالية الأميركية مع معاهدة سلام مع إسرائيل. وهو يسير على حبل مشدود مع كون أكثر من نصف سكانه من أصل فلسطيني. وكانت المشاركة الأردنية في إسقاط الطائرات الإيرانية والصواريخ المسيرة التي أطلقتها إيران على إسرائيل في أبريل سببا في زيادة التوترات الداخلية.

وسعى قادة حماس من جهتهم إلى الاستفادة من المشاعر المؤيدة للفلسطينيين والضغط على الأردن.

وقال أبوعبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، “ندعو إخواننا في الأردن خاصة إلى تصعيد كل أشكال العمل الشعبي والمقاوم فأنتم يا أهلنا في الأردن كابوس الاحتلال الذي يخشى تحركه ويتمنى ويعمل لتحييده وعزله عن قضيته”.

وبينما من غير المرجح أن يبرز الأردن بصفته مهما للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل، يعدّ تصاعد العنف بين البلوش وتنظيم الدولة الإسلامية في إيران، البلد الذي ينتشر فيه الغضب واسع النطاق إلى الشوارع بانتظام، وإقليم بلوشستان الباكستاني المجاور مؤشرا على انفجارات محتملة للسخط الشعبي و التشدد.

وتدرك دول الخليج الغنية التهديدات. وتخشى أن يهدد الإحباط والغضب الشعبيان المتأججان في جزء كبير من الشرق الأوسط الاستقرار الإقليمي، ويقوضا خطط التنويع الاقتصادي والتنمية.

وقال الصحفي والكاتب السعودي حسن المصطفى إن الجماعات الإسلامية تسعى إلى الاستفادة من الاحتجاجات المستمرة في الأردن وإعادة إنتاج ثورات “الربيع العربي” مرة أخرى.

وذكر عبدالعزيز صقر، مؤسس ورئيس مجلس الخليج للأبحاث والباحث الذي تربطه علاقات وثيقة بالحكومة السعودية، أن “التقلبات في الأردن ستشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي السعودي”.

Thumbnail
وقد تكون دول الخليج الغنية في وضع أفضل لتهدئة شعوبها، لكنها ليست محصنة ضد التيارات السلفيّة في المنطقة.

وسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تعزيز الهوية الوطنية السعودية وتخفيف تأثير التغيير الاجتماعي السريع الذي أثار قلق بعض المحافظين وأولئك الذين يخشون التخلف عن الركب.

وقال مارك سي تومسون، وهو عالم اجتماع مقيم في السعودية ،”بينما يوجد دعم واسع النطاق للرؤية، تنتشرالمخاوف من وتيرة التغيير، والتصور بأن التركيز مفرط على مصالح النخبة حتى الآن”.

ويراقب تومسون منذ فترة طويلة تطور مواقف الشباب السعودي تجاه رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي والتنمية.

وأشار إلى أن “أهمية روايتي الهوية الأساسيتين في المملكة العربية السعودية، وهما الإسلام والأسرة، تغيرت تدريجيا بغض النظر عن تحولات ما بعد 2030… ويكمن الخطر في أن التحولات المرتبطة بالرؤية قد تكون ضعيفة في مواجهة القيم التقليدية الأكثر قوة. ويمكن بالتالي أن تختفي التغيرات الاجتماعية السريعة بنفس وتيرة انبثاقها لأنها لم تتجذر بعمق داخل المجتمع السعودي”.

وحذّر عالم الاجتماع من أن معظم المراقبين السعوديين الأجانب صاغوا تحليلاتهم واستنتاجاتهم على التفاعلات مع أعضاء النخبة السعودية الذين سيتكبدون الخسارة أكبر إذا تعثر التغيير الاجتماعي.

ونقل تومسون عن مستشار سعودي تلقى تعليمه في الغرب قوله إن معظم السعوديين “لن يتأثروا كثيرا” إذا فشل قطاع الترفيه.

وتعني حقيقة كون النخب السعودية المستفيدة الكبرى من إصلاحات الأمير محمد بن سلمان أن معظم السعوديين، الذين يهتمون أولا بالوظائف وتكاليف المعيشة والإسكان ميسور التكلفة والرعاية الصحية، سيستفيدون جزئيا في أحسن الأحوال.

ولتتحقق الاستفادة الكاملة في صفوفهم، يجب أن يمتلكوا ما تمتلكه النخبة: الواسطة أو النفوذ والعلاقات.

ويكمن الخطر في أن الإصلاحات توسع فجوة الدخل الهائلة بالفعل في المملكة، وتلقي بمزيد من الشكوك على نزاهة مكافحة الفساد، وتقوض الدعم واسع النطاق لرؤيته.

دول الخليج الغنية تدرك التهديدات وتخشى أن يهدد الإحباط والغضب الشعبيان المتأججان في جزء كبير من الشرق الأوسط الاستقرار الإقليمي

كما تشعر الشركات الصغيرة والمتوسطة وموظفوها بأنهم مستبعدون من المشاركة في مشاريع الرؤية لصالح الشركات العائلية الكبيرة والمعروفة. ويصبح الشباب السعودي من ذوي الخلفيات العائلية الأقل تعليما لذلك سائقين بدلا من أعضاء في مجالس الإدارة حين يهاجرون من المحافظات إلى المدن.

وقال الدكتور الراحل ديفيد بولوك، الباحث في شؤون الشرق الأوسط الذي أشرف حتى وقت قريب على استطلاعات معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في المنطقة،”أعلم أن المسؤولين السعوديين بقيادة الأمير محمد بن سلمان ينتبهون ويدركون جيدا الطريقة التي تهب بها الرياح في الشارع والعالم. وهم يأخذون ذلك على محمل الجد لتحديد ما يجب فعله وما يجب تجنبه… وسيتخذون في بعض القضايا عددا من القرارات العملية… سيتجاهلون ما يمكن تجاهله وسيعملون من ناحية أخرى على كسب ود الجمهور بطريقة غير متوقعة”.

كما حظرت مصر، الدولة التي تتراجع بشكل دائم من حافة الكارثة الاقتصادية بفضل المساعدات المالية الأجنبية، الاحتجاجات العامة وانتقاد علاقات البلاد مع إسرائيل إلى حد كبير.

ويخشى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين يمكن أن تتوسع إلى احتجاجات محلية كما حدث في الماضي.

وتقرر فرض الحظر بعد أن تجمع المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في ميدان التحرير بالقاهرة، وهو رمز للثورات العربية الشعبية منذ 2011 التي أطاحت بأربعة حكام عرب، بمن فيهم الرئيس المصري حسني مبارك. وعاد المحتجون فيها مؤخرا إلى ترديد شعار الانتفاضات الشائع، “عيش، حرية، كرامة إنسانية”.

وقال حسام الحملاوي، وهو صحفي ومصور وناشط مصري بارز ومؤلف نشرة إخبارية أسبوعية إن “القضية الفلسطينية كانت دائما عاملا سياسيا للشباب المصري عبر الأجيال. بالنسبة للعديد من النشطاء السياسيين المصريين، سواء الذين قادوا ثورة 2011 أو شاركوا في الاحتجاجات السابقة، كانت القضية الفلسطينية هي بوابتهم إلى السياسة. وكانت انتفاضة 2011 في مصر ذروة عملية بدأت مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقد”.

وقد تمكّن نهاية الحرب من خفض درجة حرارة الشارع والتخلص الفوري من الغضب العام. لكن دوافع السخط، التي تشمل السعي لافتكاك الكرامة، لا تزال دون تغيير.