في الوقت الذي يجري فيه وفد عسكري عراقي برئاسة وزير الدفاع، ثابت العباسي، جولة جديدة من المفاوضات في واشنطن، بهدف إخراج قوات «التحالف الدولي» المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» من البلاد، وردت أنباء عن وجود رغبة في إنهاء هذا الملف بحلول أيلول/ سبتمبر 2025، فيما يصرّ قادة في فصائل «المقاومة الإسلامية» على وجوب انسحاب ما تسميه القوات «المحتلة» وفقاً لجدول زمني واضح.
وأفادت أربعة مصادر عراقية، أن العراق يرغب في أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الانسحاب بدءا من سبتمبر/ أيلول المقبل، وأن تنهي عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر/ أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية جرى التفاوض عليها حديثا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر عراقية ومسؤولين أمريكيين، إنه تجري مناقشة الموقف العراقي مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن هذا الأسبوع في قمة أمنية، وإنه لا يوجد اتفاق رسمي على إنهاء التحالف أو أي جدول زمني مرتبط به حتى الآن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في إفادة صحافية إن الجانبين يجتمعان في واشنطن هذا الأسبوع لتحديد كيفية نقل مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أساس التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية» مضيفا أنه ليس لديه مزيد من التفاصيل.
وبدأت أول أمس، في العاصمة واشنطن، جولة الحوار الأمني المشترك في حول مستقبل مهمة التحالف الدولي في العراق.
وقالت السفيرة الأمريكيّة في العراق إلينا رومانوسكي في «تدوينة» لها: «يبدأ اليوم (أول أمس) الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن».
ووفقاً للدبلوماسية الأمريكية فإن المسؤولين الأمنيين، من الولايات المتحدة والعراق يناقشون «مستقبل مهمة التحالف الدولي وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا».
وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق في عام 2003 وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين ثم انسحبت في عام 2011 لتعود في عام 2014 لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» على رأس التحالف.
ويصرّ سياسيون شيعة ينتمون «للإطار التنسيقي» على وجوب الاسراع بإخراج القوات الأجنبية، الأمريكية على وجه الخصوص، من الأراضي العراقية.
قادة فصائل يحثّون على جدول زمني واضح
وحسب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية طالب اليساري، فإن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية متشنجة منذ استهداف نائب رئيس «الحشد» أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ورفاقهما بضربة جوية أمريكية في محيط مطار بغداد الدولي مطلع كانون الثاني/ يناير 2020.
وقال، في تصريحات صحافية لمواقع إخبارية مقرّبة من «الإطار» والفصائل، إن «الواقع العراقي يرفض الوجود الأمريكي والمحتل بشكل عام» مشيرا إلى أن «المقاومة عقيدة ولا يمكن منعها، وعلى أمريكا أن تعرف هذا الواقع وتتعامل معه وفق معطياته وطبيعة الشعب ومدى تقبله لهذا الوجود».
وأضاف أن «استهداف قادة النصر (في إشارة إلى سليماني والمهندس) كان صدمة كبيرة للجميع، وعلى ضوء ذلك تشنجت العلاقة مع أمريكا كثيرا» مبينا أن «علاقة العراق مع أمريكا مستمرة بضرب المقاومة والقصف الأمريكي العشوائي غير المبني على أصول القتال».
ورأى أن «جولات الحوار مع واشنطن لم تثمر شيئا» مؤكدا أن «قرار مجلس النواب واضح بإخراج القوات الامريكية».
وبين أن «أمريكا تمتلك أهدافا ومخططات ولا نعتقد أن المفاوضات ستخرج بنتائج» لافتا إلى أن «تصريحات واشنطن عن نشاط داعش دليل على سلبية المفاوضات».
وأشار إلى أن «أمريكا استمرت بقصف العراق واستهداف القادة رغم إعلان المقاومة إيقاف عملياتها لعدم أحراج الحكومة».
كذلك، كشفت حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، عن تحديد مهلة 8 أشهر قابلة للنقصان، «لإخراج الأمريكان» من العراق، نافية في الوقت عينه إيقاف عملياتها ضدهم.
رئيس كتلة «الصادقون» النيابية، الممثل السياسي «للعصائب» في البرلمان العراقي، حبيب الحلاوي، ذكر في تصريحات صحافية، أن «لا أحد ينافس العصائب على مقاومة الاحتلال، والحركة تعتمد تكتيكا محددا في عملياتها».
وأضاف: «لا يوجد أي بيان يثبت إيقاف حركة عصائب أهل الحق مقاومتها للاحتلال» مؤكدا أن «الحركة تمتلك عمليات منذ زمن الأمريكان ولم تعلن عن ذلك إلى الآن».
وأشار إلى أن «الإطار التنسيقي وفصائل المقاومة، تمثل نقاط قوة بالضغط على الجانب الأمريكي».
وبشأن خروج الأمريكان من العراق، لفت إلى أن «المهلة قد تنخفض إلى 8 أشهر، والحكومة جادة في ملف إخراج القوات الأجنبية».
يتزامن ذلك مع دعوة الخزعلي، والأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء» أبو آلاء الولائي، بضرورة الإسراع بجدولة انسحاب «الاحتلالـ« الأمريكي من العراق.
وذكر بيان لمكتب الولائي إنه استقبل في مكتبه الخزعلي، وبحثا «هم المستجدات التي تشهدها الساحة المحلية والإقليمية وسبل دعم حكومة الخدمة الوطنية ودعم الاستقرار السياسي بما يوفر مناخاً ملائماً لتقديم الخدمة للناس، والتأكيد على الإسراع بحسم ملف انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب».
ووفق البيان فإن «الجانبين استعرضا الملف الأمني للمنطقة في ضوء الانتهاكات التركية لشمالنا الحبيب، والتطورات التي شهدها اليمن الشقيق لاسيما العدوان الصهيوني الاخير على الحديدة وما شكله من انتهاك سافر للسيادة اليمنية».
وشدد الجانبان، حسب البيان على ضرورة «الاسراع بوضع جدولة زمنية واضحة لانسحاب الاحتلال الامريكي من العراق، وأكدا على اهمية بذل المزيد من الجهود للوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية والدفاع عن الأبرياء في غزة ورفح النازفتين، وما يتعرض له المدنيون العزّل من جرائم إبادة جماعية ترتكبها العصابات الصهيونية بغطاء ودعم امريكي».