“نصير الفقراء” رئيسا للحكومة الانتقالية ببنغلاديش

“نصير الفقراء” رئيسا للحكومة الانتقالية ببنغلاديش

أعلنت الرئاسة في بنغلاديش اليوم الأربعاء أن محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام سيرأس حكومة انتقالية، بعد حل البرلمان وفرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الخارج.

وذكر بيان للرئاسة أن قرار تشكيل حكومة انتقالية برئاسة يونس اتخذ خلال لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة مجموعة “طلبة ضد التمييز”، الحركة التي نظمت المظاهرات في مطلع يوليو/تموز الماضي.

وجاء في البيان أن الرئيس طلب من الشعب مساعدته في تجاوز الأزمة، وأكد أن التشكيل السريع لحكومة انتقالية ضروري لتحقيق ذلك.

وقال متحدث باسم يونس إنه سيعود إلى داكا غدا الخميس بعد إجراء طبي خضع له في باريس.

ورسم يونس أولوياته في حديث لصحيفة “فايننشال تايمز”، وقال “من الضروري إعادة الثقة في الحكومة بسرعة، نحتاج للتهدئة ونحتاج لخريطة طريق لإجراء انتخابات جديدة، ونحتاج إلى العمل لإعداد قيادة جديدة. في الأيام المقبلة سأتحدث مع كل الأطراف المعنية بشأن الكيفية التي يمكننا بها العمل معا لبناء بنغلاديش وكيف يمكنهم المساعدة في ذلك”.

وأكد أنه لا يسعى لشغل منصب لا بالانتخاب ولا بالتعيين بعد الفترة الانتقالية.

والخبير الاقتصادي البالغ (84 عاما)، الملقب بـ”نصير الفقراء” بفضل جهوده التي أسهمت في تحسن أوضاع ملايين الأشخاص من الفقراء عبر مصرفه الرائد للتمويل المصغر، كان على خلاف مع الشيخة حسينة التي اتهمته “بامتصاص دم الفقراء”.

ووصف قائد حركة “طلاب ضد التمييز” ناهد إسلام المناقشات في الاجتماع الذي جرى بمقر الرئاسة ودام 3 ساعات بأنها “مثمرة”.

وذكر إسلام أن الطلاب قدموا للرئيس قائمة أولية تضم من 10 إلى 15 اسما يرشحونهم للحكومة الانتقالية، وقال إنه يتوقع الانتهاء من تشكيل الحكومة الانتقالية خلال 24
ساعة. وأوضح أن توصيات الطلاب لأعضاء الحكومة تشمل شخصيات من المجتمع المدني وممثلين عن الطلاب.

وأمام ضغط الملايين من المحتجين قدمت الشيخة حسينة (76 عاما) استقالتها الاثنين وفرت نحو الهند، وأمس حل الرئيس البرلمان نزولا عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلادش الوطني المعارض الذي يطالب بانتخابات في غضون 3 أشهر.

وكانت حصيلة القتلى الاثنين الأعلى خلال يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات مطلع يوليو/تموز، ليرتفع إجمالي قتلى المظاهرات إلى 432، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جانب آخر، طلبت نقابة الشرطة الرئيسية في بنغلاديش في بيان “الصفح عما قامت به قوات الشرطة” التي “أجبرت على إطلاق النار” وتم إظهار عناصرها على أنهم “أشرار”.

وأعلنت الشرطة الإضراب “إلى أن يتم ضمان سلامة” كل فرد من أفرادها.

وأقال الرئيس قائد الشرطة الوطنية، كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة.

وسادت حالة من الابتهاج البلاد بعد استقالة حسينة، واقتحمت حشود مقر إقامتها الرسمي دون أي عقبات إثر فرارها وإنهائها فترة حكم امتدت 15 عاما في بنغلاديش التي يقطنها نحو 170 مليون نسمة.

وبدأت الأوضاع تعود تدريجيا إلى طبيعتها في البلاد بعد الفوضى التي شهدتها الاثنين، لكن مصادر في بنك بنغلاديش المركزي قالت إن احتجاجات جديدة اندلعت اليوم الأربعاء في أحد أحياء العاصمة داكا عندما أجبر مئات المسؤولين في المركزي 4 من نواب محافظ البنك على الاستقالة بسبب اتهامات بالفساد.

وفتحت معظم المدارس والجامعات في داكا ومدن أخرى أبوابها بعد أن أغلقت منذ منتصف يوليو/تموز بسبب الاحتجاجات. واستقل مواطنون حافلات ووسائل نقل أخرى وتوجهوا إلى مكاتب وبنوك. كما بدأت مصانع الملابس الرئيسية في البلاد، التي أغلقت لأيام، في فتح أبوابها اليوم الأربعاء.

المصدر : الجزيرة + وكالات