الباجثة شذى خليل*
تلعب صناعة الطيران دورًا حيويًا في الاقتصادات العالمية، حيث تربط الناس وتسهّل التجارة وتساهم في النمو الاقتصادي. تعتبر أكبر شركات الطيران من حيث الإيرادات لاعبين رئيسيين في قطاع النقل، ولها تأثير كبير على الاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية. في هذه المقالة، نستعرض أكبر 10 شركات طيران من حيث الإيرادات، وكيفية عملها في الاقتصاد العالمي، وتأثيرها الاقتصادي الأوسع.
1. دلتا إيرلاينز (الولايات المتحدة الأمريكية)
الإيرادات (2023): 57.5 مليار دولار
المقر الرئيسي: أتلانتا، جورجيا، الولايات المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 1000 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد شركة دلتا أكبر شركة طيران في العالم من حيث الإيرادات. باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في السفر الداخلي والدولي، تساهم دلتا بشكل كبير في حركة الأشخاص والبضائع. تؤثر عملياتها على قطاعات السياحة والتجارة واللوجستيات، مما يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما أن استثمار دلتا في وقود الطائرات المستدام (SAF) له آثار طويلة المدى على أسواق الطاقة الخضراء وجهود تقليل الكربون.
2. الخطوط الجوية الأمريكية (الولايات المتحدة الأمريكية)
الإيرادات (2023): 48.3 مليار دولار
المقر الرئيسي: فورت وورث، تكساس، الولايات المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 850 طائرة
التأثير على الاقتصاد: الخطوط الجوية الأمريكية هي الرائدة في السفر الداخلي والدولي. وتعد شبكتها الواسعة جزءًا أساسيًا من حركة التجارة والبضائع عبر العالم. تؤثر الشركة بشكل كبير على الأسواق المحلية التي تعتمد على السفر الجوي للأعمال والترفيه، كما توفر أكثر من 100,000 فرصة عمل على مستوى العالم.
3. يونايتد إيرلاينز (الولايات المتحدة الأمريكية)
الإيرادات (2023): 46.0 مليار دولار
المقر الرئيسي: شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 800 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد يونايتد إيرلاينز واحدة من أكبر شبكات الطيران في العالم، خاصة في أمريكا الشمالية. تساهم الشركة بشكل كبير في التجارة العالمية وسلسلة التوريد، فضلاً عن دعم قطاعات السياحة والأعمال من خلال استثماراتها في خدمة العملاء والبنية التحتية والتقنيات التي تعزز الإنتاجية ورضا العملاء.
4. طيران الإمارات (الإمارات العربية المتحدة)
الإيرادات (2023): 32.6 مليار دولار
المقر الرئيسي: دبي، الإمارات العربية المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 270 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد طيران الإمارات لاعبًا محوريًا في السفر الجوي العالمي بسبب مركزها في دبي، الذي يقع بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. تدعم الشركة السياحة والتجارة واللوجستيات عبر منطقة الشرق الأوسط وخارجها. كما أن الاستثمارات الضخمة في بنية دبي التحتية، مثل المطارات والفنادق، قد خلقت آلاف الوظائف وزادت من جاذبية المنطقة كمركز تجاري عالمي.
5. طيران الصين الجنوبي (الصين)
الإيرادات (2023): 22.8 مليار دولار
المقر الرئيسي: قوانغتشو، الصين
حجم الأسطول: أكثر من 650 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد طيران الصين الجنوبي أكبر شركة طيران في الصين وأحد أكبر شركات الطيران في آسيا. تلعب الشركة دورًا رئيسيًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تهدف إلى تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. كما تساهم بشكل كبير في تطوير أسواق التصدير الصينية، وتسهّل حركة السياح ورجال الأعمال، مما يجعلها لاعبًا مهمًا في التنمية الاقتصادية في آسيا.
6. مجموعة لوفتهانزا (ألمانيا)
الإيرادات (2023): 44.5 مليار دولار
المقر الرئيسي: كولونيا، ألمانيا
حجم الأسطول: أكثر من 700 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعمل مجموعة لوفتهانزا تحت علامة تجارية متنوعة تضم شركات مثل سويس إير، والنمساوية للطيران، وبلجيكا للطيران. كونها أكبر مجموعة طيران في أوروبا، تعد لوفتهانزا أساسية في ربط الأسواق الأوروبية بالاقتصادات العالمية. تلعب الشركة دورًا كبيرًا في دعم التجارة، والمالية، والسياحة، والتكنولوجيا، مما يعزز استقرار الاقتصادات في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
7. مجموعة آير فرانس-كيه إل إم (فرنسا/هولندا)
الإيرادات (2023): 32.0 مليار دولار
المقر الرئيسي: باريس، فرنسا وأمستردام، هولندا
حجم الأسطول: أكثر من 550 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد مجموعة آير فرانس-كيه إل إم لاعبًا رئيسيًا في حركة السفر الجوي عبر المحيط الأطلسي وبين أوروبا. تسهم الشركة بشكل كبير في قطاعات التجارة والسياحة عبر أوروبا. كما أن تأثيرها على سياسة الطيران الأوروبية والبنية التحتية يعد ذا أهمية اقتصادية طويلة الأمد.
8. ساوث ويست إيرلاينز (الولايات المتحدة الأمريكية)
الإيرادات (2023): 23.8 مليار دولار
المقر الرئيسي: دالاس، تكساس، الولايات المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 750 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد ساوث ويست إيرلاينز أكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة، وإحدى أكثر الشركات ربحية. من خلال تقديم رحلات جوية بأسعار معقولة، تدعم ساوث ويست ملايين السياح والمسافرين بغرض الأعمال والشحن. لقد أعاد نموذج أعمالها تشكيل صناعة الطيران، مما جعل السفر الجوي أكثر سهولة، وأدى إلى تعزيز الاقتصادات المحلية وصناعة السفر في الولايات المتحدة.
9. مجموعة IAG (المجموعة الدولية للطيران) (المملكة المتحدة/إسبانيا)
الإيرادات (2023): 25.5 مليار دولار
المقر الرئيسي: لندن، المملكة المتحدة
حجم الأسطول: أكثر من 500 طائرة
التأثير على الاقتصاد: مجموعة IAG هي الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، وإيبيريا، وأير لينغوس، وفوييلينغ. تلعب المجموعة دورًا حيويًا في رحلات المحيط الأطلسي وحركة المرور الجوية الأوروبية. تسهم الخطوط الجوية البريطانية بشكل كبير في الاقتصاد البريطاني من خلال تسهيل التجارة والسياحة، فضلاً عن تأثير المجموعة على السياسات الخاصة بالطيران والبنية التحتية في أوروبا.
10. طيران الصين (الصين)
الإيرادات (2023): 22.5 مليار دولار
المقر الرئيسي: بكين، الصين
حجم الأسطول: أكثر من 400 طائرة
التأثير على الاقتصاد: تعد طيران الصين إحدى الشركات الرئيسية التي تنقل الركاب والبضائع داخل الصين وخارجها. تسهم الشركة في تطوير صناعة الطيران في الصين، وكذلك في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا. كما تدعم طيران الصين طموحات الصين العالمية من خلال ربط الأسواق الصينية بكل من أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها من المناطق الحيوية.
التأثير الاقتصادي لأكبر شركات الطيران
تتجاوز تأثيرات هذه الشركات العشر الكبرى في صناعة الطيران مجال النقل الجوي فقط. إليك بعض المجالات الرئيسية التي يظهر فيها تأثيرها:
1. خلق الوظائف
تعد شركات الطيران من كبار أرباب العمل، حيث توفر فرص عمل مباشرة لمئات الآلاف من الأشخاص حول العالم. من طواقم الطائرات والطيارين إلى فرق الدعم الأرضي، ومقدمي خدمة العملاء، والفنيين، تدعم صناعة الطيران نمو الوظائف عبر العديد من القطاعات. كما تخلق الصناعات المرتبطة بالطيران مثل المطارات والسياحة واللوجستيات وظائف غير مباشرة.
2. التجارة العالمية
تلعب شركات الطيران دورًا رئيسيًا في نقل البضائع. يعتبر الشحن الجوي أمرًا حيويًا لنقل المنتجات ذات القيمة العالية والحساسة للوقت مثل الإلكترونيات، والأدوية، والمنتجات القابلة للتلف. تتيح شركات الطيران التجارة الدولية من خلال تقديم حلول لوجستية فعالة وسريعة تدعم سلسلة التوريد العالمية.
3. السياحة والضيافة
تعد شركات الطيران جزءًا أساسيًا من صناعة السياحة، حيث تمكن الناس من السفر إلى وجهات خارجية سواء للأعمال أو الترفيه. من خلال توفير الاتصال العالمي، تدعم شركات الطيران السياحة، مما يعزز الاقتصادات المحلية ويدعم الصناعات الفندقية مثل الفنادق، والمطاعم، والمعالم السياحية.
4. التطوير العمراني
تحفز شركات الطيران غالبًا الاستثمارات في البنية التحتية، وخاصة المطارات. حيث تؤدي شركات الطيران إلى بناء محطات حديثة، ومدارج، ومرافق شحن. عادة ما تشهد المدن التي تحتوي على مطارات رئيسية زيادة في النشاط التجاري وتطوير العقارات وتحسن في مستوى الاتصال، مما يساهم في نمو اقتصادي أوسع.
5. التكنولوجيا والابتكار
تسهم صناعة الطيران في الابتكار التكنولوجي، من تقدمات تصميم الطائرات إلى أنظمة تسجيل الوصول الرقمية، وبرامج الولاء، والذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء. غالبًا ما تمتد هذه الابتكارات إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد، مما يعزز النمو في الصناعات مثل تكنولوجيا المعلومات والهندسة واللوجستيات.
6. التأثير البيئي
على الرغم من أن صناعة الطيران تعد من المساهمين الرئيسيين في انبعاثات الكربون، إلا أن الشركات بدأت في تبني ممارسات مستدامة لتقليل بصمتها البيئية. العديد من الشركات الكبرى تستثمر في الطائرات الموفرة للوقود، والتقنيات الأكثر اخضرارًا، ووقود الطائرات المستدام (SAF)، مما يساعد في تشكيل مستقبل النقل الأخضر ومكافحة التغير المناخي.
ختاما لا تقتصر شركات الطيران العشر الكبرى من حيث الإيرادات على كونها مقدمي خدمات نقل فقط؛ بل هي عملاقة اقتصادية تؤثر على عدة قطاعات عالمية. إن تأثيرها على خلق الوظائف، والتجارة العالمية، والسياحة، وتطوير البنية التحتية، والابتكار أمر لا يمكن إنكاره. مع استمرار نمو صناعة الطيران، فإن مساهماتها الاقتصادية ستظل محورية في نمو الاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء.
وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية