وقال بيان صادر عن مكتب العبادي، اليوم الخميس، إن “رئيس الوزراء وصل ديالى لتفقد الأوضاع الأمنية المتأزمة التي تشهدها المحافظة”. وذكر البيان أن “العبادي التقى محافظ ديالى والقادة الأمنيين فيها في مقر قيادة عمليات دجلة”.
تأتي زيارة العبادي بعد يوم واحد من زيارة مماثلة لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري لم يتمكن خلالها من دخول مدينة المقدادية بسبب رفض المليشيات ذلك، بحسب ما ذكرته تقارير محلية عراقية.
وأبلغ مسؤول بديوان مجلس محافظة ديالى “العربي الجديد”، أن العبادي عقد اجتماعا موسعا مع القادة الأمنيين ومسؤولي المحافظة فضلا عن عدد قليل من قادة وزعماء المليشيات. وجرى الاجتماع بشكل مغلق واستمر نحو ساعتين دون معرفة أي تفاصيل حول ما دار بداخله، مبينا أن العبادي اجتمع أيضا برجال دين وزعماء عشائر بشكل منفصل في محاولة على ما يبدو لتهدئة الأوضاع.
وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة شرطة ديالى عن اتجاه الأمور بالمحافظة إلى الاستقرار. وأكد بيان لقيادة شرطة ديالى أن “من قاموا بالهجمات خارجون على القانون، وعلى المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية للقضاء عليهم”.
مضيفاً “الخارجون على القانون ومثيرو الفتنة قاموا بمهاجمة الجوامع والمنازل والتحقيق جار للتوصل إليهم، والوضع الأمني حالياً في البلدة مستقر والقوات الأمنية تفرض سيطرتها”.
ويطالب أهالي ديالى بتدخل أممي فوري وعاجل لإنقاذ أهل السنّة في المحافظة من الإبادة التي يتعرضون لها على يد المليشيات المدعومة إيرانيّاً. وذكرت منظمة “ديالى تجمعنا”، وهي إحدى المنظمات المدنية العاملة بالمحافظة، أن نحو 3 آلاف عائلة فرت إلى كردستان نتيجة هجمات المليشيات، كما سجل اختفاء 68 مواطناً عدا الذين تم قتلهم وتجاوز عددهم 55 مدنياً.
وذكر رئيس المنظمة محمد القيسي، لـ”العربي الجديد”، أن “هدف الهجمات تطهير عرقي من مسلحين لا يمكن لهم أن يمثلوا المذهب العربي الشيعي”، بحسب قوله، مبينا أن “الشرطة والجيش يتحملون جزءاً من دماء الضحايا بسبب اتخاذهم موقف المتفرج خلال الهجمات”، متهما إياهم بأنهم “لا يمكن الوثوق بهم بعد اليوم”، مؤكدا أن بعض المدن لم يسمع بها صوت الأذان منذ يومين بعد تفجير كل جوامعها.
ولا زال أهالي ديالى لا يستطيعون الخروج من منازلهم باستثناء بعض كبار السن والعجائز، بسبب تجوّل المليشيات في الشوارع والتي تقتل كل من يصادفها في المناطق السنية تحديداً. وتعتبر المقدادية ثاني أكبر بلدة في محافظة ديالى الحدودية وسمّيت بهذا الاسم نسبة إلى العالِم الصوفي المقداد بن محمد الرفاعي المدفون قرب البلدة، بحسب المصادر التاريخية.
ميمونه الباسل
صحيفة العربي الجديد