الجيش العراقي يشنّ حملة عسكرية في البصرة لإنهاء النزاعات المسلحة بين العشائر

الجيش العراقي يشنّ حملة عسكرية في البصرة لإنهاء النزاعات المسلحة بين العشائر

الجيش العراقي

شن الجيش العراقي حملة في مناطق متوترة من البصرة لإنهاء النزاعات العشائرية المسلحة التي تفشت في المحافظة، وسط معارضة لبعض الميليشيات المحلية من هذا التدخل خوفا على نفوذها. وحسب المصادر الأمنية في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، فإن القوات العسكرية التي وصلت إلى المحافظة عقب زيارة قصيرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخرا، قد باشرت بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في بعض المناطق بحثاً عن متورطين في النزاعات العشائرية ولسحب الأسلحة الثقيلة من العشائر في المحافظة.
وذكرت المصادر الأمنية في لقاءات متلفزة، أن القوة العسكرية التابعة للجيش العراقي مزودة بدبابات وعجلات مدرعة ومدعومة بطائرات هليكوبتر عسكرية، قامت بحملة التفتيش ابتداء من منطقة حي الحسين، إضافة إلى بعض المناطق الريفية الواقعة شمال المحافظة التي شهدت اشتباكات مسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن «الحملة من المتوقع أن تستمر لحين تحقيق أهدافها». كما أسفرت عن اعتقال نحو 30 شخصا في اتهامات جنائية وضبط كميات من الأسلحة والمعدات لدى العشائر، بينها أسلحة آلية وقذائف مورتر وقذائف صاروخية وبنادق وكميات كبيرة من الذخيرة إضافة إلى عجلات بدون لوحات أرقام.
ومن جانبها أكدت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة أن الحملة التي يشنها الجيش العراقي تهدف إلى القضاء على ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة.
وقال جبار الساعدي رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة « أن هذه العملية تستهدف مناطق شمال البصرة والتي تشهد الكثير من النزاعات العشائرية وستتضمن أيضا أحياء داخل مدينة البصرة مستقبلا».
وقال إن قوات الأمن دخلت خلال الليل بالدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة إلى حي الحسين الشمالي، وهو بؤرة للقتال العشائري ويعرف أيضا باسم الحيانية.
واضاف البزوني أن حماية الأمن في محافظة البصرة التي تشكل عصب اقتصاد البلاد صارت لها الأولوية.
ومن جانب آخر اعتبر النائب فالح الخزعلي، القيادي في ميليشيا «سيد الشهداء» المنضوية في الحشد الشعبي أمس الأحد القوة الأمنية التي دخلت إلى البصرة لغرض بسط الأمن فيها بأنها «استفزازية»، داعياً إلى سحب تلك القوة إلى خطوط التماس مع تنظيم «الدولة» الإرهابي في محافظتي صلاح الدين والأنبار.
وقال في بيان إنه «في الوقت الذي ندعوالى استتباب الأمن في البصرة ودعم القوات الأمنية نؤكد ان القوات الموجودة في البصرة هي كافية حيث يوجد فيها 33 ألف عنصر أمني «، وأن «القوات الأمنية في المحافظة نفذت خلال شهرين ما يقارب 2000 أمر قبض بحق متهمين وهذا إنجاز مهم».
وادعى القائد الميليشياوي ان «القوات المدرعة التي دخلت البصرة (قيادة عمليات الرافدين) هي قوات استفزازية قامت باعتداءات على المواطنين وأرسلت رسالة سلبية لأهالي البصرة عن القوات الأمنية «، داعيا «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ووزارة الدفاع إلى سحب هذه القوات وان تعزز قواطع العمليات في صلاح الدين او الأنبار حيث نحتاج هذه الإمكانات المدرعة والقوات في تلك القواطع « حسب قوله.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، زار البصرة وعقد الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الأربعاء الماضي فيها حيث دعا قوات الأمن إلى الضرب بيد من حديد على العصابات التي تعبث بأمن البصرة وفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن المجتمعي للمواطن البصري.
وأشارت مصادر أمنية في محافظة البصرة، إلى ان الجمهور في البصرة رحب بقدوم الجيش العراقي لوضع حد للنزاعات المسلحة بين بعض العشائر التي دعت المرجعية الدينية والعديد من القوى السياسية إلى انهائها دون استجابة من العشائر، كما عطلت مصالح المواطنين من خلال قطع الطرق الدولية بين جنوب العراق ووسطه، وأدت إلى سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء بتلك المصادمات.