أطلّ علينا الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله ليؤكد ان حزبه لا يعطّل الانتخابات الرئاسية ولا البلدية، بل انه دعا من يعنيهم الامر الى ملاقاته الى مجلس النواب لانتخاب مرشحه العماد ميشال عون. غاية في الديموقراطية واحترام خيارات النواب والكتل، وتالياً احترام الدستور والآليات التي اوجدها لانتخاب رئيس. قال للنواب إما أن تنتخبوا العماد عون وإما أن تنتظروا الى ما شاء الله، وأكد للسياسيين الخصوم ان وضعهم اليوم أفضل مما سيكون بعد مدة، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وتحديداً الساحة السورية.
كان السيد نصرالله بالغ الصراحة، وردّ مباشرة على منتقديه، مؤكداً دعمه ترشيح عون بغض النظر عن قراءات وتفسيرات وتحليلات تفيد أنه متردد في ايصاله الى سدة الرئاسة. تحدّى الجميع أن ينزلوا الى ساحة النجمة، وقال سيلاقيهم اذا وافقوا على عون. إرغام مباشر على تبني خياره. أنا ربّكم الاوحد، وهذا رئيسكم الاوحد. هذا ما اراد السيد ان يقوله للبنانيين. يقرأ في أوضاع المنطقة، يرى ان فريقاً اقليمياً سيخسر وفريقه سينتصر، ثم يقول “لا تتكلوا على الخارج، وتعالوا لنجعل الاستحقاق لبنانيا”.
الشيء ونقيضه في وقت واحد، فلماذا لا يتفق و”تيار المستقبل” في حوارهما الثنائي على لبننة الاستحقاق بدل التحدي في الاعلام، ما دامت النية للحوار والتلاقي قائمة؟ ولماذا لا ينزل ونواب حزبه الى مجلس النواب ليقترعوا لمرشحهم، محترمين الأسس الديموقراطية، وليأتِ الى الرئاسة من يفز بأكبر عدد من الاصوات، النواب، وإن حزبيين، من واجبهم انتخاب رئيس، وكل مقاطعة تلحق ضرراً فادحاً بالدستور وبالنظام وتعطل الاستحقاقات هي خروج على النظام والقوانين، وكل محاولة فرض تشبه تدخل الوصايات والاحتلالات للإتيان برئيس، ولنا في تاريخ لبنان تجارب مريرة في هذا المجال. اليوم وصاية جديدة، في شكل جديد، أو وصاية خارجية بقناع لبناني، تحاول ان تتحكّم في كل مفاصل الدولة، وتفرض مرشحيها لكل المواقع، بعدما فرضت شبكة اتصالاتها، وفرضت توريط لبنان في المستنقع السوري، وخروجه على الإجماع العربي، محاولة تحويله محمية ايرانية.
نايلة تويني
صحيفة النهار اللبنانية