هيئة المفاوضات والائتلاف.. لمَن الغلبة اليوم بسوريا؟

هيئة المفاوضات والائتلاف.. لمَن الغلبة اليوم بسوريا؟

hhhh

بـ63 صوتا من أصل 130 انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة  السورية أنس العبدة رئيسا للائتلاف للشهور الستة القادمة.

العبدة صاحب الماجستير في الجيوفيزياء ومؤسس حركة العدالة والبناء من لندن ورئيس إعلان دمشق في المهجر، يوصف بأنه هادئ وسياسي محنك، وهو الرئيس الخامس للائتلاف الوطني المعارض منذ نشأته إثر اجتماعات مكثفة في الدوحة أواخر العام 2012.
انتخاب العبدة كان جزءا من عملية انتخابات دورية شملت الهيئتين الرئاسية والسياسية في الائتلاف، وتمت في أجواء سرية بعيدا عن أعين الإعلام.

وجاء انتخاب العبدة بعد عدة أشهر على إعلان تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات خلال اجتماع المعارضة السورية في الرياض، والتي ضمت أطيافا أوسع من المعارضة وشملت العسكر والمستقلين أيضا.

كما شكلت الهيئة وفدا تفاوضيا يتوجه في هذه الساعات إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات مع وفد النظام السوري.

تمثيل الثورة
الصحفي والكاتب السوري عبد الله الغضوي يقول للجزيرة نت إن هيئة التفاوض حلت محل الائتلاف من ناحية تمثيل الثورة السورية والقرار السياسي، “فمؤتمر الرياض كان الهدف منه إيجاد حالة من التوافق السياسي والعسكري خارج إطار الائتلاف، وهذا تحقق بالفعل”.

ويرى الغضوي أن الائتلاف تحول من صاحب قرار واسع في المعارضة إلى جزء من قرار الهيئة. ويدلل على تراجع أهمية الائتلاف بحالة البرود في التنافس بين الكتل السياسية، ليأتي انتخاب العبدة رئيسا هادئا دون عواصف.

ويضيف أن “الجميع أدرك أن الائتلاف بات على الأقل رقم اثنين، لكنه يبقى مؤثرا من ناحية تركيبته والعلاقات التي نسجها مع الدول الغربية، فضلا عن المؤسسات المتواضعة التي بناها وتمنحه فرصة مستقبلية ليكون فاعلا على الأرض”.

غير أن عضوة الائتلاف نورا الأمير تؤكد للجزيرة نت أن العلاقة بين الجهتين علاقة تكامل ودعم، وتقول إن “الائتلاف وضع جميع مؤسساته ومكاتبه في تعاون كامل مع الهيئة العليا للمفاوضات”, مضيفة أن من يراقب المواقف والتصريحات يلاحظ بشكل جلي التنسيق بين الجانبين.

وكشفت أن الهيئة السياسية بالائتلاف والمكونة من 19 عضوا تعمل هذه الأيام على إعداد “صيغة مكتوبة للعلاقة بين الكيانين”.

تكامل الجانبين
وتشدد نورا -وهي واحدة من أوائل الناشطات السوريات- على أن الائتلاف والهيئة العليا يتكاملان في عملهما، فالائتلاف عمل منذ تأسيسه في جميع الميادين السياسية التي تفرضها خصوصية الثورة وتتيحها الوقائع، على حد قولها.

وتضيف أن الائتلاف خاض غمار مفاوضات جنيف مشكلا للوفد المتنوع ومشاركا في العملية التفاوضية، وبعد ذلك بدأ بمسار جديد هو الحوار مع القوى السياسية السورية -غير الممثلة في الائتلاف- للوصول إلى أعلى صيغة من التوافق على المبادئ والرؤى للحل السياسي.

وتتابع أن “الهيئة العليا نتجت عن مؤتمر المعارضة في الرياض والذي جمع الحضور على بيان مشترك هو بمثابة توافق على إطار العملية التفاوضية. وقد انبثقت الهيئة العليا للمفاوضات عن هذا المؤتمر لتقود المسار التفاوضي في جنيف٣”.

ووفق مراقبين فإن الاستحقاقات السياسية القادمة تحتاج تكاملا وتعاضدا بين مختلف الكتل السياسية المعارضة والابتعاد عن كل ما يعزز التفرقة، وذلك بهدف تشكيل ضغط كاف وتكوين موقف موحد ربما يحقق بعض النتائج التي تخفف معاناة الشعب السوري.

فادي جابر

الجزيرة نت