النظام يسعى لفصل الغوطة رغم الهدنة

النظام يسعى لفصل الغوطة رغم الهدنة

441
يصر النظام السوري على حصار مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحاولة فصل القطاع الشمالي منها عن الجنوبي، رغم أن هذه السياسة تمثل خرقًا واضحًا لقرار وقف إطلاق النار في سوريا، الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

ويبدو لافتا اهتمام النظام السوري بجبهة الغوطة الشرقية لريف دمشق، فهي الجبهة الوحيدة التي لم تتوقف محاولاته للتقدم فيها، حيث بدأت قبل نحو ستة أشهر، عند التدخل العسكري الروسي في سوريا، واستمرت بعد التوصل لوقف إطلاق النار، وسط اتهامات من المعارضة السورية بأن النظام وافق على الهدنة للتفرغ للغوطة.

وقد تمكن النظام بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ من السيطرة على مبنى الفضائية، وبناء المعهد الزراعي (خرابو) في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ومكنه ذلك من قطع الطريق الواصل بين مدينة حرستا وبلدة بيت نايم.

كما تقدمت قوات النظام بعض الشيء في تل فرزات غرب بلدة النشابية، الذي يبعد قرابة تسعة كيلومترات عن مدينة دوما، ويشرف التل على كل بلدات المرج إلى الشرق، كما اشتدت المعارك في القطاع الجنوبي الغربي للغوطة، بغية محاولة قوات النظام السيطرة على الطريق الواصل بين بلدة بالا ومطار المرج، لمحاصرة قرى دير العصافير، وزبدين، وحرستا، والقنطرة، وحاروش، ونولة، وبزينة.

جيش الإسلام
يسعى النظام السوري بحسب فصيل “جيش الإسلام” أقوى فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى فصل جنوب الغوطة الشرقية، نظرا لأهميته الإستراتيجية، إذ يعد المنطقة الوحيدة المجاورة لطريق المطار ومطار دمشق الدولي، وفيها الطريق الوحيد الموصل إلى المنطقة الجنوبية في سوريا.

كما تعد هذه المنطقة الخزان الاقتصادي الزراعي الكبير الذي استفاد منه أهل الغوطة أثناء حصارهم الذي بدأ منذ أربع سنوات ولا يزال مستمرا حتى اليوم.

ويرى المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام إسلام علوش أنه “حسب الخارطة العسكرية ومراقبتنا لتحركات النظام، نعتقد أنه وافق على الهدنة لاستثمار تجميد بعض الجبهات ليتقدم في ريف دمشق وبالأخص في الغوطة الشرقية وداريا”.

وأضاف علوش في تصريحات للجزيرة نت أن السياسة المنتهجة في ريف دمشق لا يمكن اعتبارها خرقا لوقف إطلاق النار بل هي عدم التزام بقرار وقف إطلاق النار أصلا، فهو يهاجم بجنوده والمدرعات وبعدة كثيرة وعتاد ضخم، ولا شك أنه يسعى هو وداعموه لتحسين وضعه في المفاوضات، خاصة إذا كان حول دمشق.

التصدي للهجمات
وحول تعامل المعارضة مع هذه الخروق قال القيادي العسكري إنه “تم التصدي لهجمات النظام، ويوم الخميس الماضي تمكنا من قتل أكثر من 50 جنديا من عناصر النظام في اشتباكات منطقة المرج، وتدمير دبابة من طراز تي 72، وتمت استعادة بعض النقاط التي خسرتها جبهة النصرة وأحرار الشام في المرج بعد أن قام جيش الإسلام بإرسال المؤازرات إلى المنطقة”.

ومع بدء الجولة الثانية من المفاوضات يوم الاثنين القادم، تبرز تساؤلات عديدة حول مدى تأثير هذه الخروق الواضحة للأعمال العدائية، على استمرار الهدنة.

ويلفت عضو الائتلاف الوطني وأمينه السابق محمد يحيى مكتبي إلى أنه من الواضح جدا من خلال الغزو الروسي أن العنوان الأبرز هو مزيد من محاولة تدمير فصائل الجيش الحر والفصائل المسلحة، والتنكيل بالحاضنة الشعبية وإحداث عمليات بقع منفصلة معزولة، واستغلال الهدنة لإقرار واقع على الأرض في مجموعة من النقاط، خاصة في الغوطة الشرقية.

وأكد مكتبي للجزيرة نت أنه حدث خمسمئة خرق موثق منذ بدء الهدنة، وقتل نحو 100 شهيد، وقال إن النظام يحاول أن يستخدم سياسية تنظيف ما حول العاصمة، وهو ما بدأ بصورة واضحة في الغوطة الشرقية وداريا والمعضمية، وكلها ترتيبات يظن النظام أنها ستنساق معه من خلال المفاوضات، كما يسعى لإعطاء مزيد من الرسائل بأنه يقوم بدور الدولة في حين أنه تحول إلى مليشيات.

أنس إدريس

الجزيرة نت