الجنود الروس في سوريا.. نظاميون أم مرتزقة؟

الجنود الروس في سوريا.. نظاميون أم مرتزقة؟

441
تتزايد المؤشرات على وجود مقاتلين روس في صفوف النظام السوري، بينما يتصاعد الجدل بشأن خلفياتهم لا سيما في ظل النفي الرسمي الروسي لانتمائهم إلى وحداته الموجودة في سوريا. فقد نشرت صحيفة “غازيتا.رو” الروسية أنباء تحدثت عن مقتل مرتزقة روس على مشارف مدينة تدمر في سوريا.

ونشر تنظيم الدولة الإسلامية صورا وفيديوهات من هواتف تعود لخمسة جنود روس يقول التنظيم إنهم قتلوا خلال المعارك بالقرب من تدمر، لكن السلطات الرسمية نفت هذه الأنباء، كما نفت أن يكون القتلى ينتمون لوحداتها الموجودة في سوريا، معلنة أنها فقدت ستة من جنودها طوال فترة وجود قواتها هناك.

غير أن مصادر مطلعة قالت لصحيفة “غازيتا.رو” إن القتلى يتبعون لشركة عسكرية خاصة تحمل اسم “فاغنر” كانت تتولى إرسال مرتزقة ومتطوعين روس للقتال في أوكرانيا.

التجربة الأوكرانية
يُذكر أنه في ربيع 2013 أعلنت الحركة القومية “سلفيانسكي كوربوس” عن الحاجة لمتطوعين روس للدفاع عن “العرقية السلافية” لإرسالهم لأوكرانيا للقيام بمهمات قتالية وتأمين الحماية، وكان عقيد المخابرات الاحتياط فاتشسلاف كلاشنكوف رئيس شركة “موران سيكيورتي غروب” المختصة بالأمن والحماية يتولى إجراء المقابلات مع المتقدمين.

ويقول الصحفي دنيسيس كوروتكوف إن القوانين الروسية لا تسمح بترخيص الشركات العسكرية الخاصة، لكنه أشار إلى أن شركة “سلافونيك غروب المحدودة” مسجلة في هونغ كونغ، وقد تعاقدت مع النظام السوري بموافقة رسمية روسية لإرسال مقاتلين مقابل مرتبات تصل إلى أربعة آلاف دولار شهريا.

ولفت كوروتكوف إلى أن الخسائر في صفوف المرتزقة الروس بليغة لكن يجري التعتيم عليها.

ويقدر الخبراء أعداد المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد بنحو ألفي شخص يتم إيصالهم إلى بيروت جوا، ومنها يتابعون طريقهم نحو سوريا برا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا -عندما كان رئيسا للوزراء- بالسماح بعمل الشركات العسكرية الخاصة وإصدار تشريعات جديدة تقنن عملها، دون أن يتم اتخاذ أية خطوات عملية بهذا الاتجاه، بينما رأى مسؤولون أن هذه الخطوة بحاجة للمزيد من الدراسة.

غطاء غير رسمي
من جهته، يؤكد المستشار الأمني بمجلس الدوما الروسي ألكسي بلوتنيكوف أن وجود خبراء عسكريين وأمنيين روس في صفوف جنود النظام السوري ليس سرا.

وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن روسيا تزود النظام السوري بأسلحة حديثة لم يكن يمتلكها سابقاً، مثل دبابات تي-90 بالإضافة إلى طواقم مدربة من الجنود والضباط الروس ومنظومات صاروخية تتطلب مهارة عالية لتشغيلها، وهذا -وفق بلوتنيكوف- غير متوفر بين كوادر جيش النظام.

وأشار بلوتنيكوف إلى أن القوات الروسية شاركت مع القوات السورية في عملية تحرير مدينة تدمر وستواصل تقديم كافة أشكال الدعم، ودلل على ذلك بمقتل ضابط روسي شارك في العملية العسكرية.

وأكد أن المتطوعين السلاف لا شأن للحكومة الروسية بهم لأن الشركات الخاصة الأمنية تعمل وفق لوائحها الداخلية، كما أن عملها في روسيا غير مقنن مثلما هو الحال في الولايات المتحدة ودول أخرى.

دعاية
من جهته، يقول رئيس أكاديمية الشؤون الجيوسياسية الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف إن الدعم الروسي لقوات النظام السوري يقتصر على الإسناد الجوي للقوات البرية التابعة للنظام.

ولم ينف الجنرال وجود خبراء ومستشارين عسكريين روس شاركوا في المعارك التي خاضها النظام السوري، مشيرا إلى أن لهؤلاء دورا كبيرا في استعادة مدينة تدمر.

بيد أن إيفاشوف اعتبر الحديث عن وجود مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري أمرا دعائيا.

أما الخبير في تقنيات الحرب الإعلامية بافل رودكين فأوضح أن الحروب تشكل عامل استقطاب لمختلف القوى والتوجهات لصالح هذا الطرف أو ذاك، مبينا أن هناك أفرادا يرون أن من واجبهم التطوع للقتال.

واستذكر رودكين وجود أعداد كبيرة من المتطوعين المرتزقة يقاتلون في صفوف الجمهوريات الانفصالية في شرق أوكرانيا ( دانيتسك، لوغانسك) مشيرا إلى وجود مواطنين روس يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة.

ولفت إلى أن هناك أوروبيين تطوعوا للقتال في صربيا، لكن هذا لا يعبر عن سياسات حكوماتهم ولا يغير كثيرا في موازين القوى، وفق رودكين.

افتكار مانع

الجزيرة نت