هل يستعيد العراق الموصل؟

هل يستعيد العراق الموصل؟

هل يستعيد العراق الموصل؟

إذا صحت الأنباء التى تقول ان الجيش العراقى بدأ بالفعل عملية تحرير مدينة الموصل أكبر مدن العراق(2مليون نسمة)، تعاونه ميليشيات الحشد الشيعى والبشمرجة الكردية التى تحرس امن كردستان العراق، وانه نجح بالفعل فى تحرير ست قرى وبلدات صغيرات فى محيط الموصل ورفع عليها من جديد اعلام العراق، ويتخذ الآن من منطقة مخمور جنوب الموصل قاعدة تحتشد فيها القوات العراقية انتظارا لساعة الصفر، فأغلب الظن اننا ازاء ضربة قاصمة لقوات داعش فى العراق بعد ان تم تحرير ثلاث محافظات عراقية هى صلاح الدين وديالى والانبار وطردت قوات داعش من عدد غير قليل من المدن العراقية أبرزها تكريت وجيجى وسنجار.

وتؤكد تصريحات المسئولين الامريكين، ان التحالف الغربى بما فى ذلك القوات الجوية والقوات الارضية الامريكية الموجودة على ارض العراق (3700جندي)، سوف يقدمان الدعم لقوات الجيش العراقي، بما فى ذلك المساندة الجوية والقصف المدفعى اعتمادا على مدافع الهاوزر التى تصيب اهدافها على مسافة 30كليو مترا..، وكما شكل سقوط الموصل عام 2014انتصارا ضخما لداعش مكن ابوبكر البغدادى من ان يعلن نفسه خليفة للمسلمين من فوق منبر جامعها الكبير،مكن سقوط الموصل داعش من الحصول على كميات ضخمة من اسلحة الجيش العراقى وعتاده!.وتؤكد التقارير الميدانية لعدد من المراقبين الامريكيين القدرة المتزايدة لقوات الجيش العراقى على هزيمة داعش التى لم تنجح منذ 9أشهور فى شن هجوم واحد مضاد يمكنها من استعادة بعض الاراضى والمواقع الحيوية التى فقدتها، إضافة الى تراجعها المستمر وانخفاض الروح المعنوية لقادتها العسكريين الذين يتعرضون لعمليات اغتيال مستمرة، آخرها اغتيال وزير الحرب عمر الشيشاني، فضلا عن هروب مقاتليها من المواقع الامامية وعصيانهم الاوامر وانحسار اغلب عملياتها العسكرية فى تفجير السيارات المفخخة!.

وسوف يؤدى سقوط الموصل إلى إستعادة الجيش العراقى لمنطقة سد الموصل التى وقعت تحت سيطرة داعش منذ عام2014، حيث توقفت اعمال الاصلاح فى جسم السد الذى يعانى من شروخا خطيرة فى قاعدته يمكن ان تؤدى إلى كارثة ضخمة، يروح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون عراقى فضلا عن غرق مساحات شاسعة من الاراضى تمتد جنوبا إلى بغداد التى يمكن ان تصلها مياه السد فى غضون 45ساعة، وثمة مخاوف متزايدة من ان يؤدى تحرير مدينة الموصل إلى الاسراع بإعلان استقلال كردستان العراق لكن تلك قصة آخرى.

مكرم محمد أحمد

صحيفة الأهرام