يواصل الجيش العراقي مسنودا بمقاتلي العشائر تقدمه غرب محافظة الأنبار، وبعد إعلان وزارة الدفاع استعادة مركز مدينة هيت الإستراتيجية لم يبق في حوزة تنظيم الدولة الإسلامية بغرب المحافظة سوى مدن عنة وراوة والقائم ومحيطها.
وعقب سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب على مبنى قائمقامية هيت أعلن مجلس قضائها عن تطهير مستشفى المدينة التعليمي القديم وحي الجمعية ومقتل العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة.
وأكد رئيس مجلس القضاء محمد مهند أن القوات العراقية تواصل تقدمها في حي الزهور وسط هيت الذي يعد آخر معاقل تنظيم الدولة في مركز المدينة، مبينا أن القوات المشتركة تستعد لانتزاع حي البكر وجزيرة الشامية بالضفة الأخرى من نهر الفرات.
ووفقا لمصادر محلية، استطاعت قوات الجيش فتح ممرات آمنة لخروج آلاف العوائل من المدينة، وتم نقل النازحين إلى منطقة الكيلو 18 وناحية الوفاء وأحياء أخرى بمدينة الرمادي إلى حين استكمال السيطرة على المدينة.
وبحسب عضو مجلس محافظة الأنبار راجع البركات، فإن هذا “الزخم الكبير” لنازحي المدينة يشكل تحديا لمجلس المحافظة بسبب عدم توفر المخصصات المالية الكافية لإغاثتهم، مما يستدعي تدخل منظمات إنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
حصار حديثة
وأكد البركات أن الفرقة الذهبية بمساندة قطعات أخرى من الجيش العراقي استطاعت تحرير معظم أحياء هيت، وأنها تواصل تقدمها في ما تبقى من مناطق، بينما تفتش المنازل وترفع العبوات التي فخخ بها تنظيم الدولة أحياء المدينة قبل انسحابه، وهي مهمة قد تستغرق بضعة أيام.
وأضاف البركات للجزيرة نت أن هيت تعد أحد المعاقل الرئيسية والمهمة لتنظيم الدولة، وبانتزاعها سيفقد التنظيم معقلا رئيسيا قد يفوق في أهميته الفلوجة المطوقة والمحاصرة من كافة الجهات، وبذلك يتم فك الحصار عن مدينتي حديثة والبغدادي، وينفتح الطريق الرابط بين الرمادي مركز المحافظة والمدينتين، وتقطع إمدادات التنظيم عن مدينتي بيجي والصينية شمال صلاح الدين في وقت قريب.
وحذر البركات من أن بقاء الحدود مع سوريا مفتوحة سيؤدي إلى استمرار تدفق مقاتلي تنظيم الدولة، مما يتطلب تشكيل قوة خاصة لحماية الحدود.
عشائر الأنبار
ويساهم مقاتلو عشائر الأنبار في تقدم الجيش، ولا سيما من أبناء عشيرة البونمر التي قتل تنظيم الدولة المئات من أبنائها بتهمة مساعدة الحكومة العراقية إبان سيطرته على مدينة هيت في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
وأكد شيخ عشيرة البوفهد رافع الفهداوي للجزيرة نت أن دور الحشد العشائري والشرطة المحلية كان أساسيا في استعادة المدينة، حيث ساعدت على الاحتشاد مع الفرقة الـ17 وقيادة عمليات الجزيرة والبادية، وحمت ظهر الجيش من هجمات تنظيم الدولة، كما بسطت نفوذها على الأرض بعد السيطرة عليها.
وأضاف الفهداوي -الذي يشغل منصب رئيس مجلس العشائر المتصدية للإرهاب- أن مناطق جنوب الفرات في المحافظة الممتدة من قضاء حديثة حتى ناحية عامرية الفلوجة على مشارف بغداد أصبحت آمنة وبيد الحكومة كليا، لكنه حذر من اندفاع القوات العراقية باتجاه الغرب من دون “تطهير” مناطق جزيرة هيت وجزيرة الخالدية والفلوجة من مقاتلي تنظيم الدولة الذين ما زالوا يشكلون خطورة كبيرة هناك، حسب قوله.