بدء عمليات تسليم “أس 300” الروسية إلى إيران على ما يبدو

بدء عمليات تسليم “أس 300” الروسية إلى إيران على ما يبدو

RussiaMissileS300-639x405

بعد عملية مطولة كثرت فيها التقلبات والمنعطفات، يبدو أنّ روسيا قد بدأت أخيراً بتسليم على الأقل بعض مكوّنات منظومة الدفاع الجوي طويل المدى “أس 300” إلى إيران. ففي 11 نيسان/أبريل، وبعد عام واحد بالتحديد على رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حظره المفروض على توريد مثل هذه الأسلحة، أفرغت قافلة سفن معدات كبيرة في ميناء أنزلي على بحر قزوين تحت حراسة مشددة تضمنت انتشاراً واسعاً لتعزيزات الدفاع الجوي الإيرانية. ومن ثم تم نقل المعدات براً إلى طهران. وتشير الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها هواة أن الشحنة شملت قطعاً من منظومة الدفاع الجوي “أس-300 پي ام يو-1″ (أي “أس إيه-20 إيه جارجويل” وفقاً لتعريف حلف شمال الأطلسي). وهذا يعني أنّه حتى إذا تم رفع مستوى هذه المنظومة، ستبقى قدراتها أدنى من تلك التي تتمتع بها نسخة ” پي أم يو-2″ التي فكرت طهران بشرائها في الأصل، لكن رغم ذلك لا تزال تشكّل دفعة هائلة محتملة لشبكة الدفاع الجوي التي تملكها البلاد.

في عام 2007، وقّعت إيران وروسيا عقداً بقيمة 800 مليون دولار [لشراء] حوالي 5 كتائب “أس-300” (أو 60 قاذفةً)، على أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2008. غير أنّه تم تأخير مرحلة التنفيذ ثم تم إلغاؤها في وقت لاحق بعد أن أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1929 في عام 2010 الذي حظّر تسليم أي أسلحة إلى إيران.

ومع ذلك، أظهرت الصور الملتقطة هذا الأسبوع شاحنات مسطحة كبيرة في أيران وهي تنقل ما يبدو أنّه مكونات مموهة جزئياً من رادارات البحث والالتقاط “أس تي 68 يو/ يو إم تن شيلد” و “64 أن 6 إي بيغ بيرد” المرتبطة بالنسخة الأقدم لمنظومة “پي أم يو-1″، بالإضافة إلى معدات تعذّر التعرّف عليها. وحتى الآن، لا تظهر أي من الصور المتاحة رادارات لمراقبة الحرائق أو قاذفات نقل الناصبة (تي إي أل) الخاصة بمنصة إطلاق كاملة لصواريخ “أس 300”. ومع ذلك، يمكن استخدام هذه الرادارات التي تم إرسالها بمفردها لتعزيز وعي إيران بالحالة السائدة إذا ما تأخرت القاذفات والصواريخ أو لم يتم تسليمها لأي سبب من الأسباب. كما أنّ مكونات “پي أم يو-1” متوافقة أيضاً مع المنظومات التي تسلمتها إيران منذ سنوات من بيلاروس مثل رادار “30 أن 6”.

وكانت منظومة “أس 300 پي أم يو-1” قد دخلت إلى الخدمة في الجيش الروسي في أوائل تسعينيات القرن الماضي وتم استبدالها منذ ذلك الحين بنسختين من الجيل الجديد. ومن غير المعروف بعدْ، ما إذا كانت قد أُدخلت أي تحسينات كبيرة على المنظومات التي تم تسليمها إلى إيران باستثناء أعمال التجديد القياسية بعد استبدالها التدريجي بـ “أس 400” في خدمة الجيش الروسي. وفي عام 2011، توقفت روسيا عن إنتاج “أس-300 پي أم يو” لتحل محلها منظومة “أس 400 ترايمف” ثلاثية الأبعاد والتي تتمتع بضعفي المدى والقدرات. وبدأت موسكو إنتاج “أس 400” في عام 2010، لكنّها لم تصدّر المنظومة بعد سوى لدولة واحدة هي الصين وذلك بسبب الطلب المحلي داخل روسيا الذي ما زال كبيراً. كما تم نشر “أس 400” في سوريا لحماية القوات الروسية هناك.

وفي عام 2014، قامت شركة “ألماز أنتي” للصناعات العسكرية بتسريع تسليم منظومات “أس 400” إلى الجيش الروسي الذي تلقى حتى الآن 9 “أفواج” كاملة (كل فوج ثلاث كتائب). وقد عنى ذلك زيادةً في منظومات “أس 300” المستعملة التي باتت فائضة وأصبح بالإمكان تسليمها لإيران. وفي الوقت نفسه، تشير التقارير إلى رفض طهران اقتراح موسكو السابق بتسليمها المنظومة الأحدث من طراز “أنتي 2500” (أس-300 في) لأنّها لا تريد أن تعيد تدريب عناصر الدفاع الجوي لديها.

وعلى الرغم من أن منظومة “أس 300 پي أم يو-1” تنتمي إلى نسخة أقدم، إلاّ أنه ما زال بإمكانها تعقب ما يصل إلى 100 هدف جوي في آن واحد على مدى 300 كم والاشتباك مع 6 منها. كما يمكن تسليحها بصواريخ “48 أن 6” الاعتراضية ذات مدى 150 كم ضد أهداف جوية وذات مدى 40 كم ضد أهداف صواريخ بالستية على ارتفاع يتراوح بين 10 و 27 كم. ويمكن لكل كتيبة “أس 300 پي أم يو 1” أن تضم ما يصل إلى 4 بطاريات مدفعية لكل منها 3 قاذفات، باستخدام رادار التقاط مشترك من طراز “64 أن 6 إي” يدعمه مركز قيادة “54 كيه 6 إي”.

يشار إلى أنّه تم تصدير منظومات “أس 300 پي أم يو 1” إلى قبرص واليونان وسلوفاكيا وغيرها من البلدان. وافادت بعض التقارير أنّ سلاح الجو الإسرائيلي اكتسب خبرةً قيمةً في ربيع 2015 بقيامه بعمليات ضد هذه المنظومة خلال مناورات مشتركة مع اليونان.

وإذا تمت عملية التسليم الكاملة لمكونات “أس 300” كما هو متوقع، فمن شأن المنظومة أن تحسّن إلى حد كبير من قدرة إيران على الدفاع الجوي حالما يتم إدخالها إلى الخدمة في النهاية. غير أنّه، ولكي تتمكن إيران من تغطية مساحتها الكبيرة بشكل فعال، ما زال عليها ضم منظومات “أس 300” إلى صواريخها المعدلة من طراز “أس 200” وصواريخ أرض-جو من طراز “رعد” وربما أيضاً منظومة صواريخ “باور 373” التي يُزعم أنّها قيد التطوير في إيران وتستند بعض الشيء على تصميم “أس 300”.

 فرزين نديمي

معهد واشنطن