حذر نائب بالبرلمان العراقي، الأحد، من تعرّض سكان مناطق في محافظة ديالى “لإبادة جماعية” داعيا حكومة بغداد إلى تدخل عاجل لأنقاذ هؤلاء السكان.
وتعيش المحافظة الواقعة شمال العاصمة بغداد وضعا أمنيا بالغ السوء بفعل تضافر عدّة عوامل حوّلت حياة سكانها إلى “جحيم”، بحسب تعبيرهم.
فالمحافظة التي تصنّف ضمن المحافظات المختلطة بفعل تعايش أبناء الطائفتين السنية والشعية على أرضها، تتعرّض لضغط مزدوج من قبل تنظيم داعش الذي لم تنجح الحرب في اقتلاعه من بعض مناطقها، ومن قبل الميليشيات الشيعية التي خاضت الحرب على تنظيم داعش وتتولى مسك الأرض في بعض المناطق وتسلّط عقابا جماعيا على سكانها بدعوى تعاونهم مع التنظيم المتشدّد.
ويضاعف معاناة سكان ديالى وقوعها إلى جوار إيران، التي سبق أن أعلنت عن اتخاذها حزاما أمنيا بعمق 40 كيلومترا داخل أراضي المحافظة، فيما لا يتردّد عراقيون في التحذير من أن عنف الميليشيات ضدّ سكان ديالى هو جزء من مخطّط للتطهير الطائفي بالمحافظة لجعلها محافظة شيعية بالكامل.
وحمّل النائب عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي، الأحد، الحكومة المحلية في ديالى مسؤولية ازهاق الأرواح في بعض الأقضية التي يتعرّض سكانها –حسب تعبيره- “لإبادة جماعية” داعيا الحكومة المركزية في بغداد إلى التدخل العاجل.
وأشار الدهلكي إلى خضوع عدد من أقضية المحافظة إلى حصار من قبل الميليشيات الشيعية، قائلا في بيان إن “بعض أقضية محافظة ديالى وفي مقدمتها المخيسه ودوجمة وزاغنية وبهرز تتعرض إلى حصار إجرامي، ويُمنع إدخال المواد الغذائية والطبية إليها، ما تسبب في نفادها، إضافة إلى عملية القتل مع سبق الإصرار”، معتبرا أن “هذه إبادة جماعية ترتكب بحق المدنيين”.
واتهم الدهلكي القوات الأمنية بغض الطرف عن الانتهاكات قائلا في بيانه إن “تلك العمليات تجري تحت أنظار الجهات الأمنية”، ومشيرا إلى أن “ذلك يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والدستور العراقي الذي كفل للمواطن العيش بأمان وحرية في أي منطقة من مناطق هذا البلد”. وحمّل الدهلكي الحكومتين المركزية والمحلية “مسؤولية زهق الأرواح في بعض أقضية المحافظة جرّاء الحصار المفروض عليها”، منتقدا “تلك الأساليب التي لا تبغي سوى دق إسفين الفرقة بين مكونات الشعب العراقي”.
وتابع أن “استمرار استهداف هذه الأقضية لا يمكن تفسيره سوى باعتباره مخططا يرمي إلى إفراغ هذه الأقضية من سكانها وإحداث تغيير ديمغرافي لصالح جهات معينة”، في إشارة إلى ما يعتبره البعض عملية ممنهجة لطرد السكان السنّة من المحافظة.
ودعا الدهلكي رئيس الحكومة حيدر العبادي والأجهزة الأمنية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لإنهاء معاناة تلك الأقضية”.
وجاء كلام الدهلكي بعد أن حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الأحد من انزلاق ديالى نحو الفوضى. كما ورد تحذير مماثل على لسان عضو مجلس محافظة ديالى أحمد الربيعي الذي لفت إلى تأثير الوضع الأمني في ديالى على الوضع في العاصمة بغداد، لافتا إلى “التهاب حدود ديالى مع العاصمة مرة أخرى في ضوء التطورات الأمنية الراهنة وبروز خلايا داعش النائمة التي تحاول استغلال المناطق الزراعية كبؤر لجذب المتطرفين وتصدير العمليات الانتحارية”.
وأعلنت قيادة شرطة ديالى، الأحد، عن عقد مؤتمر عشائري موسع شرق بعقوبة مركز المحافظة بحضور رئيس منظمة بدر هادي العامري لمعالجة الملف الأمني.
ومنظمة بدر الشيعية جزء من المشكلة في محافظة ديالى، كون الميليشيا التابعة لها تتحكّم بالوضع الأمني في عدد من مناطقها، كما أنّ المحافظ المنتمي للمنظمة مثنى التميمي، يخوض صراعا شرسا للبقاء بالمنصب رغم قرار مجلس المحافظة بإقالته على خلفية فشله في إدارة شؤونها بما في ذلك الشأن الأمني.
صحيفة العرب اللندنية